لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يعد مفهوم الذكاء العاطفي من المفاهيم الحديثة، فقد كان التركيز في القرن العشرين على مفهوم الذكاء العقلي أو الذكاء التقليدي فقط، لم يكن واضحًا مفهوم الذكاء العاطفي للناس، وبدأ الاهتمام الشديد بالذكاء العاطفي عندما تكلم عنه إدوارد ثورندايك سنة 1920 م، وبدأ العلماء منذئذٍ التكلم عن هذا المصطلح باستحياء ولم يكن واضحًا من حيث المفهوم والتعريف، إلى أن جاء دانييل غولمان بأوائل التسعينات وحمل راية الذكاء العاطفي بالعمل وألف كتابه المشهور الذكاء العاطفي، ومن هنا بدأ الاهتمام الشديد بالذكاء العاطفي في العمل وفي الحياة، وبدأ يطبق بالدورات التدريبية.
إذن ما أهمية الذكاء العاطفي بالنسبة للأشخاص؟
الذكاء العاطفي له أهميته بتطوير شخصية الإنسان وجعله شخصًا متفوقًا ناجحًا في حياته وعمله، وهو سبب من أسباب النجاح المستمر والقيادة المتزنة، وتبُث بالشخص روح التعاون وحل المشاكل بأسلس الطرق.
تعريف الذكاء العاطفي:
1ـ قدرتي على فهم وإدارة مشاعري.2ـ قدرتي على فهم وادارة مشاعر الآخرين.3ـ قدرتي على تحفيز نفسي وتحفيز الآخرين.
والآن إليك 5 مكونات لتتمتع بالذكاء العاطفي هي:
1ـ الوعي بالذات
إذ عليك أن تكون متحكمًا بعواطفك بطريقةٍ واعية، وتتمتع بقدرٍ معقول من ضبط المشاعر والانفعالات الوجدانية، ولك المقدرة على التمتع بحالة إيجابية في المواقف العصيبة التي قد تمر بها.
2 ـ إدارة أو التحكم بالذات
هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره بالاتجاه الصحيح يصل به لتحقيق ما يسعى إليه، وهي تكسبه عدة مهارات منها إدارة الوقت وتمنحه الثقة باستغلال الفرص، والفهم الجيد للصعوبات ومحاولة التغلب عليها.
3 ـ تحفيز الذات
هو توجيه عواطفنا وطاقتنا في خدمة هدفٍ ما، وإحدى طرق تحفيز الذات الرائعة هو وضع هدف واضح ومحدد بمنطقية لأنفسنا، بالإضافة إلي تحديد مكافأة عند تحقيق الهدف لشحن وتقوية مشاعرنا بالاستمرار بتحفيز أنفسنا.
4 ـ التعاطف
هي القدرة على التعاطف مع الآخرين وعلى معرفة وفهم مشاعر الغير والتي تتم من خلال القراءة للغة الجسد ونبرة الصوت، وبهذه الطريقة سوف تفهم المشاعر الحقيقة داخل هذا الشخص، ومن كيفية فهم الكلمة وتفسيراتها بأن يتغير معناها بشكلٍ كامل حسب اختلاف لغة الجسد ونبرة الصوت.
5 ـ المهارات الاجتماعية
قد تنحصر مهاراتك الاجتماعية بحل النزاعات وتقبل الاختلافات، فمثلاً إذا واجهت شخصًا سيء المزاج جدًا، وطلبت منه خدمة، فاستغل ذكاءك العاطفي بأن تعيد توجيه مزاجه لمصلحتك لتنفيذ طلبك بكل سلاسة، ومثال آخر بأن تري شخصًا حزينًا فتبدي له تعاطفك ولا تتجاهل مشاعره، بل ساعده ليتغير مزاجه للأفضل.ولكن!! يجب أن ننتبه بأن اكتساب تلك المهارات لا تتوافق مع شخصية سريعة الغضب، فعندما يحتدم الحنق والغيظ بقلب الإنسان يمتلئ غضبًا ويثور، وقد لا يستطيع كبح جِماح الغضب بداخله، وربما يخرج عن طُوره ويفقد السيطرة على نفسه، ويتلفّظ بما لا يعي عواقبه.ولذلك قال الرسول صلي الله عليه وسلم: ((
ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) والمقصود (بالصرعة) أي الإنسان القوي الذي يصرع الناس بقوته، وأن القوة الحقيقية هي قوة ضبط النفس، والقدرة على كظم الغضب والتحلي بالصبر والحلم والتريث بالمواقف التي تثير الغضب، وأن القوي والشديد حقًا هو من يملك نفسه عند الغضب.فالحُلم في الغضب أمرًا بغاية الأهمية، فهو لك بمثابة إلهام لأفكارك والقرارات التي ستتخذها، وسيعلمك الطرق التي تتفاعل بها وتلامس حياة الآخرين، وستكتشف وقتها بأن الذكاء العاطفي من أهم الخصائص للأشخاص المهتمين بالنجاح بحياتهم. فإذا تعلمت الحلم في الغضب فأصبحت قادر على ضبط النفس وعدم الانفعال، لأن الغضب والذكاء العاطفي لا يجتمعان أبدًا.وبناءً عليه إذا تمكنت من اكتساب تلك المهارات ستجعلك سعيدًا بحياتك، وتأكد بأنك ستحظى بخطى سير لحياةٍ ناجحة شخصية ومهنية، وستتمتع بذكاء العقل وذكاء العاطفة، وستحقق بذلك توازنًا جميلاً بكل أمورك، وراحة نفسية كبيرة لك ولمن حولك.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد