لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
إن مهنة التعليم مهنة عظيمة. تكمن عظمتها فيما تُحدثه من التغيير في الإنسان؛ ذلك المخلوق الذي كرمه الله سبحانه وتعالى فأعطاه ما لم يعط غيره من المخلوقات من إدراكٍ وفهمٍ ومعرفة. إذن لماذا يشعر بعض المعلمين بالتثاقل عند الذهاب إلى المدارس لأداء مهمة التدريس؟ إنه الشغف بغض النظر عن أنظمة بيئة العمل التي لها دور -أحيانًا- في إحباط شغف المعلم.وأقول بغض النظر لأننا لا بد أن نؤمن بأننا من يصنع المُحفزات الذاتية فلسنا بحاجةٍ لمن يصنعها لنا. قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم} صناعة الأجيال تحتاج منا أن نركز على تغيير ذواتنا أولاً وتدريبها على الشعور بالسعادة ورؤية النور في السواد مهما كان حالكًا. ابدأ أيها المعلم بتغيير نفسك فالرسالة التي تحملها ثقيلة تحتاج للقوي الأمين.
حب المعلم لتلاميذه
للتعليم متعة يدركها كل معلم مخلصٌ في عمله. تأتي هذه المتعة من حب متبادل بين المعلم وتلاميذه، يشعران معها بشغف الذهاب إلى المدرسة. وهل يُصنع الحب؟ نعم. تستطيع صنعه بنفسك عندما تركز على إيجابيات المتعلمين وتبدأ في تطويرها واستغلالها استغلالاً حسنًا، بذلك تكون قد وجدت لنفسك ما يحفزك على العمل. إنه التغيير، التغيير في الإنسان فن لا بد أن يُتقنه صاحب الرسالة العظيمة؛ المعلم. وما أقصده هنا بالتغيير هو تعديل سلوك المتعلمين.
تغيير المتعلمين (تعديل السلوك)
ما هو مقدار السعادة الذي سيشعر بها المعلم عندما يغير متعلمًا إلى الأفضل؟ إن في المدارس الكثير من التلاميذ ممن هم بحاجةٍ ماسة إلى تغيير وتعديل السلوك، أولئك الذين أتوا من بيئاتٍ مختلفة ليجتمعوا في بيئةٍ موحدة ذات قوانين وأنظمة. إن عطاء المعلم يزداد عندما يتملكه شعور الإنجاز في تحويل مسار التلميذ إلى ما ينفعه، ومن هنا يأتي الشغف للعمل واقتناص الفرص.تخيّل أنك ذهبت إلى المدرسة وأنت متأكد أنك ستغير خمسة تلاميذ إلى الأفضل باستخدام عدة خطوات كنت قد خططت لها مسبقًا كيف سيكون شعورك؟ لا بد أنك ستشعر بالسعادة والإنجاز فقد صنعت شيئًا جديدًا اليوم. اجعل هدف التغيير نصب عينيك واستعن بالله ولا تعجز، لست وحدك من سيشعر بالسعادة بل أولئك الذين يرونك مثالهم وقدوتهم ويضعونك في قلوبهم كرمزٍ للحب والحنان.
حرص المعلم على تلاميذه
عندما كنت في المرحلة الإعدادية كانت المدرسة بالنسبة لي البيت الدافئ الذي أشعر فيه بالأمل، فقد كانت معلماتي يشجعنني على الاجتهاد وقراءة كتب خارجية وتوسيع مداركي. كانت بيئة دراسية محفزة أحببت فيها العلم والتعلم في مرحلة انتقالية لحرص المعلمات على تطوير التلميذات آنذاك. الحرص الذي ينبع من الشعور بالمسؤولية تجاه بيئة التعلم بكل تفاصيلها. إن ارتباط المعلم بتلاميذه يمنح الطرفين شعورًا بأهمية المكان وضرورة اللقاء اليومي وهذا ما يحفز التلاميذ على التعلم ويصنع لديهم الشغف وحب العلم وهو ما ينعكس على المعلم إيجابيًا ويجعله متحمسًا للعطاء والبذل.
كيف يكون التغيير؟
اصنع خارطة الطريق واعتمد خطوات ثابتة وواضحة من أجل تعديل سلوك التلاميذ والوصول بهم لمرافئ النجاح والاستقرار النفسي والسعادة الذاتية.
دونك بعض الخطوات
١. غيّر نفسك أولاً
ابدأ اليوم ولا تؤجل، اجعل الإخلاص لله تعالى هو الرغبة الأولى وأكّد حقيقة مهمة في نفسك، وهي أن الإخلاص لله تعالى هو الدافع الأقوى لحياةٍ أجمل. لا تنتظر من أحد أن يصنع سعادتك بل اصنعها بنفسك فالكثير ممن ترجو منهم مساعدتك يحتاجون للمساعدة.
٢. غيّرت نفسك؟
إذن انتقل للبيئة المحيطة (بيئة العمل) ابتسم لكل الزملاء، فتبسّمك في وجه أخيك صدقة كما قال صلى الله عليه وسلم. انشر البهجة والمرح فيمن حولك، أصلح بين اثنين متخاصمين، ساعد هذا وذاك، شاركهم أفراحهم وأحزانهم فأنت من سيصنع الفارق.
٣. وهل لتلاميذي نصيب؟
نعم إنه النصيب الأكبر.
أمسك ورقة وقلما وابدأ بكتابة أسمائهم وبجانبها عمود للإيجابيات وآخر للسلبيات بكل تفاصيلها واجعل عمودًا ثالثًا لنتائج التغيير. ركّز على الإيجابيات فطوّرها وانظر لسلبيات كل واحدٍ منهم وابدأ بوضع خطةٍ علاجيةٍ لكل سلبية، فقد يحتاج ذاك لحنانك وآخر لتشجعيك وثالث لكثيرٍ من الحب. وهناك من سيحتاج لتطوير قدراته الكلامية فأشركه في الإذاعة المدرسية حتى وإن لم ينجح يكفي أنك زرعت بذرة التغيير وستثمر في المرات القادمة.ولا تنسَ من يحتاج لإشعال جذوة النجاح الخامدة. وغيرهم الكثير الكثير. مع الوقت ستشعر بمتعةٍ وحب العمل والشغف والحماس للذهاب إلى حيث الإنجاز وبلوغ القمم.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد