Loading Offers..
100 100 100

خمس خطوات للحصول فورًا على شعور أفضل

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

خمس خطوات للحصول فورًا على شعور أفضل .. كان هذا عنوانا آسرًا لمقال صادفتُه مؤخَّرا؛ ولكنِّي بمجرد ما باشرتُ قراءته شعرت بالسَّخافة ولم أكمله واكتفيتُ بلمحةٍ عنه من خلال بعض الجُمل التي تتحدّث عن السّيطرة على نوعية المشاعر التي يمكن أن نعيش بها؛ وأنّ أحاسيسَ كالحسرة، والغضب، والارتياب، إنّما هي من صنع أفكارنا؛ وأنّنا يمكن أن نعيش سعداء جدًا بهذا المساق بالنَّظر إلى أنّ هذه المشاعر التي تنتجها أفكارنا هي المسؤولة عن تصرّفاتنا التي ينتهي إليها واقعنا؛ فيكفي أن نخلق  لأنفسنا الشُّعور المناسب لنحصل في النِّهاية على النَّتائج المرجُوَّة في استقلالٍ تامٍّ عن ظروفنا في الحياة.

غادرتُ المقال بسرعةٍ نتيجة “شعوري” بالاستفزاز الذي أنتجه “تفكيري” بالسُّخرية من المحتوى السَّاذج الذي يريد أن يقنعَني أنِّي أشعر بالسّوء لأنني قررَّتُ ذلك؛ واكتملت السخافة عندما وصفت الكاتبة خطةً علاجيةً تتضمّن خمس خطواتٍ للتخلّص من كل المشاكل الوجودية؛ والانتقال بفاصل ارتداد الطرف من شعورٍ كريهٍ إلى حالٍ مريحة؛ حيث يكفي أن تسيطر على عقلك وتوجِّه برمجته إلى التفاعلات التّالية:

  • شخِّص بدقَّةٍ مشاعرك الرَّاهنة.
  • حدِّد بوضوحٍ الأفكار المسبِّبة لهذه المشاعر.
  • ثمَّ قم بتقدير المشاعر التي ترغب بها.
  • عيِّن الأفكار التي تقودك للحصول على هذه المشاعر.
  • أخيرًا صدّق هذه الأفكار وطبِّقها يوميًا.

فَرُحتُ في محاولةٍ يائسةٍ أُسقِط هذه الوضعيَّات على حالتي النَّفسية التِّي أعيشها حيث: “لا أشعر أنِّي بخير”؛ وانطلقت في البحث عن الأسباب؛ آه، لأتذكّر أنِّي حزينةٌ ربّما لأنّي تجاوزتُ الخامسة والثلاثين ولم أتزوّج ولم أبنِ بيتًا تغمره الأفراح؛ لا بأس لنجرِّب الخطّة؛ ما هي المشاعر التي أريدها؟ أرغب فقط أن لا أقلق من المستقبل، وأن لا أخاف أن أُصنَّف كـ”مرفوضة”؛ وأن لا أُراقب بهلعٍ نفاد حظوظي واستنزاف إمكانياتي؛ صه اهدئي قليلًا، فكلّ ما عليّ فعله هو أن أفكّر ببساطةٍ أنّ رجلًا رائعًا -غير كل الذين قابلتُهم في حياتي- سيتقدّم لخطبتي عمَّا قليل وسأحقِّق حلمي وأنجب خمسة أطفال بالِغي الجمال؛ وهكذا ستنتهي كلُّ مشاكل الكون عندي؛ الآن عليَّ أن أرصدَ المشاعر النَّاتجة عن هذا التَّفكير وأصدِّقها وغدًا أيضًا سآخذ هذا الدَّواء السِّحري لأحافظ على هذا المزاج الرَّائق الذي حفَّزته أفكاري.

هل ذكرتُ لكم أن الشعور الناتج الوحيد الذي صدَّقتُه هو “الغباء”؛ وهو تمامًا ما بقيت أفكِّر به في الغد، أنا أتجرَّع مرارة الإحباط اليوميَّة التِّي أتناولها كلّ صباح بعد وجبةٍ من الكآبة صرتُ أعتمدها مع حميتي الغذائية لتخفيف الوزن، ولكن في اللَّحظة التِّي أحسستُ فيها بألمٍ في المعدة خطر لي أنّ ما أُصنِّفه على أنّه وجع إنَّما هو في الحقيقة مجرّد انقباضات طبيعيَّة ناتجة عن الجوع، وهي لا تعني بالضرورة أنّ ضررًا يصيبني، بل هو تفاعلٌ مطلوب تتحقّق به مصلحة جسدي، وفجأةً تحوّل الشعور الذِّي كنتُ أختبره من “الألم” إلى “الرضى”؛ فقط بتغييري لتعريف العمليَّة وتحديدٍ مختلفٍ للماهيّة.

صحيح؛ والشعور الآخر الذي قد يعتريني بالمزامنة هو رغبةٌ شديدةٌ في الحصول على “قطعة كعك”؛ ولكن بالتَّفكير في أنَّ السُّكر مع الشَّهية إنّما هما انعكاس نفسي يزيد فقط من مخاطر الوزن والصّحة فقدتُ الحافز للأكل.

أليس هذا هو واقعُ الحياة؟ كم من المرغوبات هي في الحقيقة حتوف؟ وما أكثر المحظورات التي طوّرت واقعًا مزدهرًا وصنعَت مجدًا قام على ذلك الحرمان.

ذكرتُ هنا حديثًا في صحيح البخاري للرَّسول صلَّى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي ذهب يعوده، فقال له: “لا بأس طهور إن شاء الله” قال: “قلتَ طهور بل هي حمَّى تفور أو تثور على شيخٍ كبير تُزيره القبور”؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فنَعم إذن” ؛أي ما شئتَ أن تختبر من المشاعر فعليه سيكون حالُك.

وتلك عين الحكمة وقد أدرك القوم (صاحبة المقال الأجنبية) جزءًا منها.

ولا ريب أنّ هذه النظرية قد تحقِّق تقدُّمًا للأشخاص بتعاملها مع المشاعر غير الفعَّالة التي تقعُد بهم: كالخوف، والشك، والغيرة، والغضب، والقهر، وحتى الأحاسيس الوجدانية المرتبطة بالبقاء: كالفقد، والألم، والخسران، والذنب والشقاء، والتعب. يمكن تضمينُها قِيمًا أعلى لتصبح ذات معنى؛ فكَّرتُ بذلك عندما جلست أتصفَّح وِردي من القرآن ورحتُ أتساءل: “ترُى لو تحقَّقت رغباتي في الحياة هل كنتُ لأكون بهذا القرب من الله”؟ فإنَّه لولا البأساء ما تضرّعتُ، ولعلَّه لو لم يفُتني هذا المرغوب المؤقَّت بالزواج والأولاد ربّما كنت لأُضيِّع بتكبُّري وغفلتي الحياة السَّرمدية؛ فهناك دائمًا حكمةٌ بالغةٌ من أقدار الله لنا؛ ثمَّ إنَّ قدرة الله فاقت كلَّ حدٍّ وكل ما أتمنَّاه ممكنٌ عنده.

وفي الأخير: نعم شعوري بـ “الرَّجاء” طغى إيجابيًّا على مسحة “الحزن” في قلبي وأريد فعلًا أن أستمدّ بقائي السَّوي وصمودي الخلَّاق من هذا النَّوع من المشاعر التِّي أنجَزتُها بتداول تلك الأفكار السَّليمة في كلِّ يوم.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..