لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لديك العديد من الأفكار، ولكنك تتوقف لتسأل نفسك، هل تلك الأفكار ناجحة، مناسبة أو حتى متطورة؟ الطريق للفكرة الرائعة ليس سهلًا، ولكن لا تستمع للمحبطين الظانيين أنك لن تنجح إلا بواسطة ما أو ما إلا ذلك، اصنع نفسك بنفسك وسيرد الله لك تعبك.
كيف أحول أي فكرة من أفكاري لفكرةٍ عظيمة؟
فقط اسأل نفسك هذه الأسئلة:
ولكن انتبه أولًا، قبل أن تبدأ في سؤال نفسك، يجب عليك -بديهيًا- تحديد فكرتك، لا ترهق ذهنك وتشتت نفسك بالعمل على العديد من الأفكار في نفس التوقيت، ابدأ على فكرة تلو الأخرى حسب أهميتها وحسب ما تعطيها، ثم ضع نقاطا بإجابتك على هذه الأسئلة، كثرة الأفكار سلاح ذو حدين، إن أحسنت استعماله سيعطيك الكثير، وإن أسأت لن تحصل على شيء، ابدأ ولن يتغير أي شيء، حددت الفكرة واخترتها؟ حسنًا الآن فقط تستطيع أن تسأل:
1- هل تأتي فكرتي في لحظة ذكاء؟ أو كومضة مفاجئة؟
تختلف الفكرة العادية عن العظيمة بأنها تظل تلح في ذهنك بشدة، وتتوسل إليك لتخرجها على الورق، افعل ذلك ولا تتردد، انتبه دائمًا لصوتك الداخلي.
ولكن في الحقيقة الأفكار لا تتطور وتتحول للأفضل في ليلةٍ وضحاها، أو في لمحٍ من البصر كالإلهام والوحي أو غيرها من الصور السينمائية للمبدع المفكر، بل الأفكار تصبح عظيمة بالعمل عليها بجهد، وقد تأتيك العديد من الأفكار العادية المكررة قبل أن تصل لفكرتك العبقرية التي لم يسبقك أحد إليها، أو حتى سبقوك ولكن لم ينجحوا فيها، أو حتى سبقوك ونجحوا، ولكن لديك أنت شيئًا مختلفًا.
2- هل سيحبها أحد؟
الفكرة العظيمة تجعل الناس تقع في حبها على الفور، ولكن لا تنتظر أن يحب كل الناس فكرتك فالناس مختلفون، اعرض فكرتك على من تثق بهم أو على ذوي خبرة في مجالك وانتظر ردود أفعالهم عليها، هل أحبوها؟ هل تحتاج لتعديل، هل هي فكرة قتلت بحثًا؟ استمع لكل الأفكار حتى من ينتقدك بشدة، فقد يساعدك ذلك على الوصول بفكرتك لأفضل مستوى ممكن.
3- هل هي مفيدة للناس أو لمجموعة من الناس؟
تذكر أنه لا يوجد أي فكرة مهما كانت عبقرة تناسب كل إنسان على وجه الأرض، فالأفكار قد تناسب بعض الناس ولا تناسب البعض الآخر، قد تقتنع بها فئة وقد تحاربها فئة أخرى، لا تتوقع أبدًا أن فكرتك ستبهر العالم أول مرة.
عليك البدء خطوة خطوة، ابدأ بمجموعةٍ من الناس يكونوا هدفًا لفكرتك، ثم اجعلهم هم من يعلنون عنها إن أحبوها، ستنتشر فكرتك شيئًا فشيئًا دون مجهود إضافي منك.
4-هل فكرتي تفيد الناس أم تغيرهم؟
الأفكار الجيدة تفيد الناس، الأفكار العظيمة تغير حياتهم ،تفيدهم، بل وتؤثر فيهم تأثيرًا كبيرًا، انظر لفكرتك، هل ستجعل حياة الناس فقط أسهل فقط، أم ستغير من طريقة نظرتهم للأشياء وبالتالي حياة أسهل وأسرع دون ضغط؟ من السهل أن تجد فكرة تجعل حياة الناس أسهل ولو لفترة، ولكن الأصعب أن تجد فكرة تغير حياة الناس.
الخطابات كانت فكرة جيدة، فكان الناس قديمًا يستطيعون التواصل ومعرفة أخبار بعضهم أو حتى القيام ببعض الأعمال والاتفاقيات بإرسال الرسائل، ولكن الإنترنت فكرة عبقرية، أصبح التواصل الآن أسهل وأسرع بكثير، في لحظة تستطيع الاتصال بأي شخص على وجه الأرض متصل بالإنترنت في أي وقت، وبالتالي توفير الوقت والجهد والمال أيضًا. تذكر دائمًا أن الأفكار العظيمة تختبر الناس في معتقداتهم وأخلاقهم وميولهم، تغيرهم للأحسن وتؤثر فيهم، ولا ينسونها أبدًا.
وضع في اعتبارك أنك لن تجد الفكرة بتلك السهولة، قد يتطلب منك ذلك شهورًا وسنوات، لتبحث وتصمم فكرتك، لا تتعجل وخذ وقتك، وفي نفس الوقت لا تتكاسل أو تحبط.
5-هل أنت مؤهل لتنفيذ الفكرة؟
والآن، وقد حددت فكرتك، وسألت المتخصصين، وعرفت أن الناس أحبوها، وأنها ستفيدهم، وستغيرهم، وستجعل حياتهم أفضل، نأتي للسؤال الأهم: هل أنت مؤهل بالفعل لتنفيذ فكرتك؟ هل لديك كل المعلومات والأدوات التى ستجعل فكرتك من مجرد فكرة لشيءٍ ملموس على أرض الواقع؟
إن كانت الإجابة بلا، فلا تبتئس أو يصيبك إحباط، تستطيع أن تبحث وتدرس وتجمع معلومات عن كل ما يحوّل فكرتك لأرض الواقع، سواء بالبحث على الإنترنت، أو بالدورات التي تخص مجال فكرتك، احصل على كل ما تحتاجه وابدأ في العمل.
وإن كانت إجابتك بنعم فلا تغتر، أحيانًا زيادة الخبرة في مجالٍ ما تجعل منك شخصًا لا يمتلك الليونة اللازمة لكسر القواعد المعروفة والمخاطرة بالإقدام على طرح فكرة قد تغير المجال برمته، فانتبه وأجعل خبرتك ميزة لا عيبًا.
في النهاية ثق بنفسك، وبفكرتك، واعمل عليها بكل ما أوتيت من قوة، وتذكر دائمًا، كل شيء عظيم في هذا العالم ما كان يومًا ما إلا فكرة.