لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في فترةٍ ما من عُمري كان لديّ هوس لم أجد له تبريرا بإدارة الوقت، كُنت أستيقظ صباحًا، أضع كل المهام التي عليّ القيام بها، مع كل ساعة هناك مهمّة عليّ إنهاؤها، إذا أنهيتُ المهمّة، خير وبركة، أفرح كثيرًا بعلامة الإنهاء التي أضعها على الدفتر، أما إن لم أستطع إنهاء المهمّة فأدخل في حالة من الإحباط، وأنشغل كثيرًا بلماذا لم يتم هذا الأمر، وأصفع نفسي بوابل من الكلمات واللكمات التي تقلل من شأني ومن ثقتي بنفسي.
لقد استمر هذا الأمر لفترةٍ من الزمن، إلى أن وقع كتاب إدارة الأولويات لستيفن كوفي في يدي، كُنت قد قرأت كتابه الرائع العادات السبع للناس الأكثر فاعلية، وما زلت اقرأ هذا الكتاب إلى اليوم وأعيد قراءته من دون ملل، لشدّة ما وجدت في كتبه من فائدة.. المهم بخصوص كتاب إدارة الأولويات تعرّفت على مفاهيم كثيرة، اكتشفتُ أنني كنت فقط أركّز على إدارة وقتي، حتى هذه الإدارة كانت خاطئة، وأنني لم أكن أضِف لحياتي نكهة المعنى برصد المهام بهذا الشكل، وأن هناك فرق كبير بين إدارة الوقت وإدارة الأولويات.
لاحقًا قرأت كتاب الأهداف ثم كل ذلك الضفدع لبراين تريسي فاكتملت حلقة الفهم والاستكشاف، وأصبح التفريق بين مفهومي إدارة الوقت وإدارة الأولويات أكثر وضوحًا، وكتبت مقالات وملخصات عن هذه الكتب المهمّة، وكلما فقدت دفتي لأدير أولوياتي في حياتي، أرجع من جديد لقراءة هذه الكتب من دون كلل ولا ملل، فالكتب تعلّمنا أن نبني مهارات أم ماذا؟
لقد دفعني الأمر لكتابة هذا المقال لأنني أعرف أن أي شخص يريد تطوير ذاته أو أي باحث في التنمية ذاتية قد مرّ بموقفي هذا..
أيها القارئ الكريم، لقد قرأت عشرة كتب في إدارة الوقت، وسجلت في خمس دورات تنمية ذاتية وحاولت أن تجدول مهامك، ولكن النتيجة لم تكن مرضية دائمًا، ولم تصل إلى الهدف الذي أردته، وأن تنظّم حياتك، فما هي المشكلة وما هو الحل؟
يخلط كثير من الأشخاص بين مفهومي إدارة الوقت وإدارة الأولويات، ويصرفون كل طاقتهم الذهنية والمادية في إدارة الوقت، وينسون أنه لا يمكن أن تدير وقتك من دون أن تدير أولوياتك أولاً، فإذا لم تعرف ماهي أهم الأهداف و المهام في حياتك، فما الذي تريد أن تديره بالضبط؟
إن ترتيب الأهم قبل المهم يضمن لك فاعلية ليست فقط في يومك بل في حياتك كلها، ركّز جيّدًا في (الأهم)، والقاعدة الأساسية لإدارة الأولويات أن يتم ترتيب حياتك بناءً على ما هو مهم وعلى أهدافك في الحياة، من غير تحديد ذلك فإنك سوف تركّز على الأمور غير المهمّة أو ملهيات تلهيك عن الاتجاه الصحيح لمسار حياتك.
كيف يمكنك أن تدير أولوياتك؟
1. إذا لم تبدأ بكتابة أهدافك في الحياة حتى الآن، فمتى ستكتبها إذن؟ إن كتابة الأهداف يعني أنك تخطط لحياتك حتى لا تكون مجرّد حياة عشوائية، حتى يكون مسار حياتك معلومًا ومخططًا، فإن لم تخطط للنجاح فإنك لا محال تخطط للفشل، إننا نحيا مرّة واحدة، وعلينا أن نغتنم هذه الفرصة الثمينة من أجل ذلك، وإلا فأنت نصف حي!
2.ركز جدول مهامك بالتركيز على أن تخطّط لكل أسبوع بناءً على أهم الأمور التي تودّ إنجازها، إذا إستطعت وضع جدول ناجح لكل أسبوع فإن ذلك يعني أن تخطيطك لليوم والشهر سيكون أسهل وستتمكن من الإنجاز أكثر، يمكنك قراءة كتاب إدارة الأولويات لستيفن كوفي فيه كثير من الأدوات التي يمكن أن تساعدك، وأهمها الجدول الأسبوعي، ما عليك سوى أن تحدد أهم أهداف تريد تحقيقها من الأسبوع ثم تقسّم الهدف الكبير إلى مهامٍ صغيرة يمكنك إنجازها.
3.أزل كل الأمور غير المهمّة من جدولك، وركّز على الانتهاء من الأمور المهمّة واحدة تلو الأخرى إلى أن تنتهي منها، وفي العادة نحن نماطل في أداء أهم المهام، فإذا كان من الواجب عليك أكل الضفدع الكبير كل صباح، فلماذا تؤجل هذه المهمّة إلى المساء؟ كل ذلك الضفدع أولاً ثم ابدأ في المهام الأخرى.
4.لا تتجاهل العلاقات الشخصية مع الأسرة و الأصدقاء والمجتمع، واسعَ إلى تنميتها بمنحها المزيد من الوقت في جدولك، بل إذا تعارضت إحدى المهام مع علاقاتك، حاول أن ترجّح كفة العلاقات حتى لا تخسر المقرّبين إليك.