لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كانت هذه المحادثة قبل أن يصبح "ترامب" رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية. تحدّث عن مبادئه العملية التي استرشد بها في حياته العملية، وكيف أن لديه ولعًا حقيقيًا بالتعلم منذ أن كان طالبًا. أيضًا قدّم حلقات تلفزيونية "ذا أبرينتايس" في 2004م، وكتب كتبًا، وكانت له منتديات تتضمن الدروس المكتسبة، وأسّس جامعة ترامب إيمانًا منه بقوة التعليم ودوره كمحرّك للنجاح.
"محادثة شخصية مع ترامب" كتاب كتبه بالاشتراك مع ميرديث مكلفر عن معتقداته حول إدارة الأعمال وحول الحياة والقواعد الأساسية لديه. كما يتضمن أسئلة وجّهت له في مدوّنة جامعة ترامب. يسبق الكتاب إشعار بإخلاء المسئولية في حال أي خسائر في الأرباح، أو خسائر تجارية، أو أي خسائر مترتبة على المعلومات الواردة. وبعيدًا عن السياسة "الحكمة ضالة المؤمن".
أبرز النصائح التي ذكرها ترامب
لا تضيع حياتك في عملٍ لا تحبه
الحماسة ضرورية من أجل إنجاز أي نوعٍ من النجاح الذي يدوم طويلًا، ومن خلال التجربة يقول: "إن لم يكن لديك الحماسة والشغف، فكل شيء تقوم به سوف يخيب في نهاية الأمر، ستكون متوسّط الأداء، أهكذا تريد أن تعيش حياتك كلها أو الجزء الأعظم منها؟ يجب أن تحب ما تقوم به لكي تكرّس له نفسك بالكامل وتحرزه بنجاحٍ ساحق. فالحماسة تدفعك للأمام. لقد عرفت أشخاصًا لديهم أفكار رائعة ولكنهم لا يستطيعون تنفيذها لأنهم يتعاملون مع كل شيء بوهنٍ وضعف، وقد ظنوا أن أفكارهم سوف تُحقق نفسها بنفسها، فمجرد توصلهم للفكرة كفاية.
ولكن عليك أن مع الفكرة موضع التنفيذ إذا لم تتحلَّ بالحماسة ففكرتك ستستقر بكل بساطة على سطح مكتبك، فالافتقار إلى الحماسة هو الفرق بين الإخفاق والنجاح. انظر إلى إن كان أحد اهتماماتك يمكن أن يتحول إلى مصدر دخلٍ قابل للاستمرار". وينوّه إلى أن الحماسة سيف ذو حدين، ولكنها تتسم بالإيجابية أكثر من السلبية؛ لذلك تحلّى بحماسةٍ تحت السيطرة من خلال أخذك بنصائح موضوعية من أشخاصٍ يتحلّون بالموضوعية والأمانة والتفتّح.
ضع معايير عالية
هنا يطرح ترامب الأسلوب الذي اتبعه في بناء برجه الذي نال إعجاب العالم، يقول حول ذلك "اسأل نفسك ما المعيار الذي أود أن أشتهر به؟ حدّد ذلك المعيار واتبعه لا تقلل من شأن وقيمة نفسك، ضع معيارًا عاليًا من خلال أن تكتشف من وما هو الأفضل في مجالك؟ حدّد الاتجاهات؟ والقادة وأصحاب السلطة وحدد: ما أسباب بلوغهم القمّة؟ تعلم المعايير التي يتبعونها وكُن مُصرًا على الكمال.
كذلك حدّد ما يجب تعلّمه لتقدم أفضل ما لديك، ولتكون الأفضل في مجال اهتمامك أوجد سُبلًا لتتلقّى دروسًا، واعمل كمتدرّبٍ ومساعد بحيث تحصل على الخبرة التي تحتاجها. أيضًا ابحث عن الأفكار الجيدة خارج مجالات الخبرة الخاصة بك، ابحث عن الابتكارات والطرق والأساليب التي يمكنك تبنيّها في مجالك".
فكّر بمقياس الأكبر هو الأفضل
وهو ما يطلق عليه مقياس ترامب. يشرح ذلك بقوله ابدأ بخطواتٍ صغيرةٍ وامضِ قُدمًا من خلال خطواتٍ أكبر فأكبر، تعلّم من الماضي ولكن لا تنغمس فيه، ركّز على إدارة وتنظيم مستقبلك. ولقد أصاب آينشتاين حين قال "إن الخيال أهم من المعرفة” لذلك استعن بالخيال والمعرفة معًا، فإن المعرفة وحدها لن تجعلك ناجحًا، عليك بالتفكير بطريقة الكبار، وتعامل مع عملك كأنه نوع من الفن واعمل بذكاء.
تغلّب على الصعوبات
نادرًا ما تتحقق الأشياء القيّمة بسهولة، يضرب مثال بمشروعه "ترامب بلاس" حيث انتظر 30 عامًا حتى ينجز هذا المشروع، وهي فترة طويلة، ولكن المشروع الآن يطل على طول "نهر هودسون" وهو أضخم المشروعات الإنشائية، فالمشروع يشمل 16 مبنى. مشيرًا إلى أنه لمن يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، ولكن الانتظار أحيانًا يكون طريقة ذكية للاستمرار، لذلك من المهم التحلّي بالصبر والمثابرة. وأيضًا ينصح بتكوين وسادة مالية تمكّنك من تجنّب الهلاك عندما تقع في المشكلات.
اكتسب المعلومات واستخدمها لصالحك
يذكر خطوات تساعدك على تحصيل المعرفة وهي اقرأ باستمرار، أعِد ملفات لحفظ المعلومات المهمة، تواصل مع الناجحين واعلم بأنهم يتواجدون في المؤتمرات والمنتديات وغيرها.
تعلّم بالممارسة والمجازفة
الفعل هو البرهان، يذكر بأن مفتاح النجاح هو الخبرة، والخبرة تأتي من التحرك، أو الفعل. جازف ولا تلعب في الجانب المضمون دائمًا. فالتجربة تبني الثقة.
تفاوض من أجل الفوز
يذكر بأن عليك أن لا تجعل توقعاتك تقيّدك. أحيانًا يكون عليك أن تغير من إيقاعك، أو أن تغير من خططك، أو تلعب دور الطبيب النفسي، أو تشبه الحرباء قليلًا حتى تتبيّن أفضل طريقة للتفاوض. فالتفاوض ليس عملية غامضة، بل يمكنه أن يكون باعثًا على النشاط والسرور، انظر إلى التفاوض بوصفه فنًا، واعتنِ بدقائق الأمور.
لذلك استعد استعدادًا شاملًا لأي تفاوضٍ عن طريق تحديد أهدافك، اعرف الحد الأدنى الذي عليك أن تتلقاه لعقد الاتفاق، وكذلك الحد الأقصى الذي سوف تقدمه، إذا لم تتمكّن من التوصّل إلى اتفاق في إطار ذلك، فكن مستعدًا للابتعاد. بعد أن تكون عرفت مواطن قوة الطرف الآخر وضعفه ومن الذي يدعمه وما الذي يريده ومقدار ما سوف يرضون به.
وحول التفاوض جاءه سؤال من زوار المنتدى يقول: “س: أنا منخرط في أعمال أسرتي، وأسرتي راضية بإبقاء الشركة على ما هي عليه حاليًا، لكنني أريد نقلها إلى المستوى التالي، ما الذي يمكنني القيام به؟
أجاب ترامب؛ أظهر لأسرتك خطوةً قويةً لتنفيذ اقتراحك، ثم أقنعهم بأنها فكرة جيدة. قد يتطلّب هذا منك بعض المهارة في التفاوض، وأفضل المفاوضات هي التي يفوز فيها جميع الأطراف. اشرح لأسرتك كيف سيستفيد الجميع من خطتك، وكن وافيًا في شرحك، ولا تعمّم أو تكن غامضًا، قدّم لهم الحقائق والأرقام والأعداد، وتذكّر القاعدة الذهبية للتفاوض "من لديه المال هو من يضع القواعد".
ومن جملة نصائحه أيضًا يقول: "فكّر بسرعة، وتعلّم التفكير المسبق. اعمل مع أشخاص تعُجب بهم واحرص عند اختيارك لموظفيك وشركائك". حيثما وُجدت الإرادة يتحقق الفوز، فالعمل لا شيء دون ذلك! اسبح ضد التيار فمن الممكن أن تجذبك منطقة الراحة للأسفل، ومن السهل اتباع المسار التقليدي. انظر إلى الصورة الكلية، ولكن كن مستعدًا لتغييرها بحيث تكون على اطلاعٍ بالتطورات الجديدة التي تستطيع استثمارها والانتفاع منها واستخدامها لفتح أبواب جديدة. ترقّب الصفقة المناسبة، فالتوقيت هو كل شيء. تجنّب الأنماط الثابتة، كن منفتحًا ومرنًا.
كذلك السرعة تقتل المنافسة، أي اتجه مباشرةً إلى صلب الموضوع، -وهذا ما يميزني- فهنالك من لا يحسن تحرير أفكاره فيستطرد، ولا مكان في إدارة الأعمال للثرثرة، احذف كل ما ليس ضروريًا، فالإيجاز شيء مهم، ولكن لا تقلل من المعلومات بالحد الذي تكون غامضًا دائمًا ما يكون للوضوح أولوية. والوضوح والإيجاز لا يتعارضان.
أخيرًا .. الفصل قرار عملي أحيانًا ولكنه لا يسُر. والنتائج أكثر أهمية من الأساليب، دع كل شخص يتبع طريقته الخاصة.