لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كانت تعاني من اضطراباتٍ اكتئابية حادة، فكّرت بالانتحار مراتٍ عدة، كانت لديها أكثر من طريقة تداهمها يوميًا وقامت بالمحاولة فعلًا ولكن الله أنقذها بحكمته، الدمعات والحزن كانتا العنوان لحالتها في مستشفى مبارك في الكويت لا تعلم ماذا يحصل في حياتها، الحياة لم يكن لها أمل أو لذة كانت الأفكار السوداوية تسيطر عليها وتفقدها الأمل لا أدوية نفسية ساعدتها ولا علاج نفسي ولا سفر ولا غيره! سنوات وسنوات والحالة لاتقف بل تزداد سوءًا.
في أحد الأيام قررت اتباع حمية الكيتو لتخفف من وزنها وهنا حدثت المفاجأة! كانت في الأسبوع الثاني من الحمية وبينما هي تهمّهم في بعض حاجاتها وإذا بها تتوقف فجأة وتسأل نفسها أين أفكاري الانتحارية اليومية؟ لم أخاطب نفسي بأي سوداوية منذ ثلاثة أيام! ماذا حصل؟ لم أغير أي شيء في أفكاري كيف تغيرت وتحسّنت وأصبحت طبيعية وليست حادة؟ هل من المعقول أن يكون أكلي هو مصدر تعاستي.
بدأت تقرأ عن الحمية أكثر وأكثر هل الهدف وزن أم للحمية فوائد أخرى؟ ماذا حصل لعقلي، أو بطريقةٍ أصح ماذا كان يحصل في عقلي قبل الحمية! من المسيطر علي ولماذا الأفكار كانت مرهقة متعبة سوداوية.
نقف هنا لتعريف حمية الكيتو أو الكيتوجينك
هي حمية انطلقت قبل ١٠٠ سنة وكان هدفها الأساسي علاج نوبات الصرع عند الأطفال وحققت نتائج مذهلة، تعتمد بشكلٍ أساسي على استهلاك الدهون بنسبة 75% من السعرات الحرارية و 20% بروتين و 5% فقط من الكاربوهيدرات.
لماذا 75% من الدهون؟
هناك مصدران للطاقة في جسم الإنسان، مصدر سريع وهو الجلوكوز أو سكر الدم وهو المشغل الأساسي للجسم في الحالة الطبيعية في استهلاك السكر المباشر أو مايتحول لسكر بشكلٍ سريع من الكاربوهيدرات (الأرز، المكرونة، الخبز، الفواكه، …) وهناك مصدر أعلى وأفضل في القيمة ولكنه لا يستخدم كطاقة وهي الكيتونات الأحماض الدهنية ومصدرها الدهون (الدهن الحيواني، زيت الزيتون، زيت جوز الهند، الأفوكادو،…)
العمليات الأساسية في جسم الإنسان (حركة الجسم، تفكير العقل، المناعة، عمل القلب) جميعها تحتاج إلى طاقة فإما الطاقة السريعة ضعيفة الجودة السكريات أو الطاقة بطيئة الإنتاج عالية الجودة الدهون.
بعد تناول الكارب أو السكريات وتحولها السريع للجلوكوز يقوم الجسم بإفراز الإنسولين لمساعدة السكر للدخول للخلايا وتزويدها بالطاقة، ومع استمرار ارتفاع الإنسولين وهبوطه السريع بعد كل وجبة يحدث ضعف ومقاومة للإنسولين فتبدأ بعض الخلايا وخاصةً في الدماغ إلى عدم الاستجابة للإنسولين، عدم الاستجابة تعني عدم استطاعة الخلية لتقبل الإنسولين مما يعني خلية بدون غذاء، مما يسبب ضعفها أو موتها وهذا سبب كثير من الأفكار الغريبة من قلق واكتئاب.
بعض آثار مقاومة الإنسولين في الجسم :
١- الاكتئاب بدون سبب واضح.
٢- القلق والتوتر النفسي بدون سبب.
٣- العصبية.
٤- التعب المزمن.
٥- التشتت الذهني.
٦- التوحد عند الأطفال.
حينما نعتمد على الدهون كمصدرٍ أساسي للطاقة يدخل الجسم في مرحلة تسمى الكيتوسس وهي مرحلة اعتماد الجسم على الدهون كمصدر طاقة.
علامات الدخول في الكيتوسس :
١- زيادة الطاقة والقدرة على التركيز.
٢- تغير رائحة الفم والبول لرائحة غير محببة.
٣- فقدان الشهية.
٤- خسارة الوزن.
٥- انخفاض المستوى الرياضي.
وهي علامات مؤقتة للدخول لمرحلة اعتماد الجسم على الدهون كمصدرٍ للطاقة بدلاََ عن السكر. بعد ذلك يعود الجسم للتأقلم والتحسّن الذي يتلخص في فقدان الوزن والدهون الزائدة.
بعض الفوائد الأخرى لحمية الكيتو وهي كالتالي:
١- إمداد الجسم بالطاقة اللازمة ومن ثم زيادة القدرة على التركيز والاستيعاب.
٢- تقليل فرص الإصابة بمرض الزهايمر واضطرابات النوم وتحسين وظائف المخ.
٣- يقلل من فرص ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة.
٤- يقلل من فرص الإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم.
٥- يقلل من ظهور حبوب الشباب فيتحكّم في الأنزيمات المسؤولة عن ذلك.
٦- يعمل على تهدئة اضطرابات المعدة حيث يقلل الغازات ويقضي على الانتفاخ.
٧- يقلل من فرص الإصابة بالأمراض السرطانية نتيجة تناول نسب قليلة من الكربوهيدرات.
٨- يحسن من صحة وظائف القلب والأوعية الدموية.
٩- تحسين مستويات الكوليسترول الجيد في الدم.
في النهاية لكل طريقة معارضون ومؤيدون، ولهذه الحمية صيت عالمي حاليًا والكثير قاموا بتجربتها وبعضهم التزم بها كنظام حياة، كلنا نتفق أن السكر سيئ، وتعلمنا كذلك أن الدهون متوحشة وهناك الكثير من العلماء أثبتوا عكس ذلك أن الدهون مفيدة والخلايا العصبية غذائها الأساسي الدهون، ولكن لا أحد قال أن السكر مفيد أبدًا؛ لذلك لمَ لا تعطي حياتك تجربة؟ قد تتفاجأ.