Loading Offers..
100 100 100

لماذا نقرأ الرواية؟ 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

بينما كنت أقرأ رواية أو قصة (المعطف) للروائي الروسي العظيم (غوغل) وللمرة الخامسة ربما أستمتع وأتلذذ بقراءتها، جاني السؤال القائل “لماذا نقرأ الرواية؟!”

لطالما اعتقدت لفترةٍ طويلة أن الروايات والفن القصصي بشكلٍ عام ليست إلا مضيعة لوقتٍ يمكن استغلاله في الاطلاع على فنون أعظم منفعة وأكثر جدوى من هذه القصص التي لا تصلح إلا للأطفال، وقد كان لهذا الرأي الذي تبنيته سببين أدركتهما فيما بعد.

ما سبب سخريتي السابقة من الروايات؟

السبب الأول ..

يعود إلى طبيعة الدراسة التي نتلقاها في عالمنا العربي للمواضيع الأدبية، فكما يقول الدكتور عدنان إبراهيم (إننا نتعلم الأدب ميّتاً لا حياة فيه، نهتم بجانبه التقني فقط ونزاحم المعلومات لنحشو بها عقل الطالب دون الالتفات لما تحدثه تلك الكلمات في النفس).

أما السبب الثاني ..

فيعود إلى أول تجربةٍ كانت لي مع هذا الفن، فأتذكر جيداً ذات يوم وأنا أتمشى في ساحة الحرم المكي ورأسي محمّلًا بل مدججًا بأسئلةٍ وجودية أسقطت شعر رأسي الذي لم يتجاوز السبعة عشر عاماً، وسط هذا الضجيج المزدحم في جمجتي، والجو الملتهب في صيف مكة (شرفها الله) لمحت مكتبة تراءت لي من بعيد فيمّمت وجهي نحوها، فلما دخلتها سقطت عيني على كتابٍ كُتب في وسطه بشكلٍ واضح (رواية) فقررت اقتناء الكتاب والعودة إلى المنزل مُمنياً نفسي بتسليةٍ تخفف هذا الصداع.

وفي المساء بدأت في القراءة وكانت البداية غير مبشرة أبداً، لكنني قررت إكمال القراءة حتى النهاية، فلما فرغت منه زاد في داخلي ذلك الاعتقاد السابق (هذه القصص مجرد حكاوي لا تصلح إلا للأطفال ربما)

ما ذكرته سابقاً يكاد يحتوي بوجهٍ أو بآخر على مجمل الأسباب التي تجعل الفرد العربي يبتعد عن الاستمتاع بالفن القصصي والارتياض في حقول الحكائين، وبذلك يفقد متعةً حلالاً، ويحرم نفسه من علاجٍ نفسي أجمع الشرق والغرب على جدواه. وبما أني كنت واحداً من المحرومين من هذه المتعة العظيمة بكل ما فيها، فأحب  أن أساعدك في الدخول إلى هذا العالم المثير.

وأول خطوة لكي تفكر الدخول هي أن تعرف جدوى ذلك الدخول، فلماذا يجب أن تدخل؟

سيجلب لك الدخول إلى هذا العالم (عالم القصص والروايات) عدداً من المميزات منها الخيال الخصب. الخيال؟! نعم الخيال يا عزيزي، وما أدراك ما الخيال! فهو محرك التاريخ  إن شئت ومطور البشرية، ومصدر رقيّها الأول. فقد قال  آينشتاين: “الخيال أكثر فائدة من المعرفة”

التداوي بالروايات

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريراً صحفياً بتاريخ ٧/يونيو ٢٠١٦، تحدثت فيه عن مشروع بريطاني تُشرف عليه عدد من الجهات للمداواة بالقراءة، لعددٍ من الأمراض النفسية والجسدية، وكان نصف الكتب  المعدة  لذلك المشروع من الروايات.

بوابة دخول

إذا كنت ممن  لم يدخل عالم القراءة إلى الآن فلن تجد أفضل من الروايات لتكون بوابة دخولك إلى هذا العالم الذي سيغير حياتك بشكلٍ لم  تتوقعه، أما إن كنت ممن انقطع عن عالم القراءة لأي سببٍ كان، فإن ذات البوابة هي التي ستعيدك إلى عالمك (عالم المعرفة). ليس هذا  فحسب، بل هناك الكثير من الفوائد التي ستكتشفها بنفسك، وفي ذلك وحده متعةً يا صديقي.

وبعد، فأحب أن أهدي إليك نصيحة دلّتني عليها التجربة [حين تقرر قراءة رواية، راعِ نفسيتك، وهواجس تلك اللحظة] أقول لك هذا حتى لا تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه أنا، عندما اخترت رواية رومانسية موغلةً في الرومانسية حد البذاءة، وأنا في تلك الحالة التي ذكرت لك في الأعلى.

أخيراً .. فقد سبق أجدادنا العرب غيرهم  في هذا الباب (تذوق الأدب ومداواة أرواحهم بجميل كلامه وحسن مقصده) ولولا ما للأدب من مكانةٍ في تاريخ البشر ما جعل الله أوضح التجليات الإعجازية في كتابه الخاتم، إنه معجزة بلاغية.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..