لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
من منا لا يحب التميز؟! هكذا خلقنا الله، و هذه هي فطرتنا. لكن القليل منا من يعرفون الطريق، و قلة من تلك القلة، من يسلكون الطريق إلى القمة. أهلاً و سهلاً بك يا صديقي في عالم التوستماسترز (Toastmasters) و هو عبارة عن منظمة تعليمية دولية غير ربحية، تأسست عام (١٩٢٢م) على يد (رالف سي سميدلي ) في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث مقرها الرئيسي إلى اليوم، و لها العديد و العديد من الأندية التابعة حول العالم.
إلى ماذا تهدف هذه المنظمة ؟
تقوم فلسفة المنظمة على بناء القادة في شتى مجالات الحياة، حيث يشرح ذلك بوضوح شعارها الذي يردده آلاف الأشخاص في الأندية المنتشرة حول العالم بما في ذلك البلاد العربية التي تعج مدنها بالمئات من أندية المنظمة، حيث يردد الجميع ذلك الشعار القائل ( التوستماسترز حيث يصنع القادة).
كيفية صناعة القائد في أندية التوستماسترز ؟
يكون ذلك من خلال برامج تدريبية معدة بطريقة علمية غير اعتيادية تستمر لمدة يحددها العضو بذاته، من خلال اجتيازه للمهارات التي يتطلبها كل مستوى من المستويات المدرجة في الخطة.
ثم أتوقع الآن بعد ما سبق يا صديقي، أن تكون أحد رجلين ؛ الأول.. يلهث عقله خلف الحرف تلو الحرف ليتعرف إلى برامج هذه المنظمة، و كيفية الانضمام إليها، و اللغة المستخدمة فيها. الثاني.. لا يجد جديداً هنا عن بقية الدورات التدريبية التي تكاد تملأ البلد طولاً و عرضا، إلا ربما المسمى الرنان، و البعد التاريخي، و كون المنظمة تقبع في أمريكا ، لاعنا البروبغندا الكاذبة، و عقدة الخواجات، و اعتقاد التميز في كل ما يأتي من قبلهم.
حسناً حسناً ؛ إن كنت يا عزيزي من أصحاب الرأي الثاني فدونك الآتي:
- بيل كلينتون (رئيس أمريكي سابق)
- باراك أوباما (رئيس أمريكا السابق)
- بيل غيتس (مؤسس شركة مايكروسوفت و أحد أغنى الرجال في التاريخ)
هل سبق و سمعت أو قرأت أو شاهدت أحد هؤلاء الأشخاص؟! بالتأكيد أنت تعرف واحدًا من هؤلاء على أقل تقدير، جميع الثلاثة الذين ذكرت كانوا أعضاء في أندية تابعة لهذه المنظمة، فهل بربك تعتقد أن مثل هؤلاء يمكن أن يضيعوا أوقاتهم في شي غير ذي جدوى؟! و هناك الكثير غيرهم من المتميزين في شتى المجالات عرباً و أوروبيين و من كل البلدان و الملل و النحل.
ليس من الضروري أن تطمح للقيادة، لكن طموحك إلى التميز يفرض عليك تعلم سلوك القادة
أما إن كنت من الصنف الأول يا صديقي فليس هناك طريقةً أفضل للتعرف على المنظمة من أن تفعل ذلك بنفسك و ذلك من خلال الدخول على موقع المنظمة على الإنترنت من هنا و البحث عن أقرب ناد يناسبك، و ستجد في صفحة ذلك النادي طرق التواصل، و بعد حضورك معهم سيتكفلون بوضعك في كامل الصورة، و دعواتي لك بالتوفيق يا صديق.
و بعد .. فلابد أن قارئا على الأقل استدعى نظرية المؤامرة، و ربط بينها و بين المنظمة، متسائلاً ربما عن الاسم و دلالته، و كيف لمؤسسة غربية أن تستوطن أرجاء البلاد بهذا الكم من الأندية ؟!
لقد واجهت ذات الأسئلة عندما نويت إقامة أحد الأندية في مدينتي، لذلك أتوقع السؤال و لو من شخص واحد على أقل تقدير كما ذكرت، و حقه علي أن أجيبه. حسننًا.. مصطحبًا ذاكرتك اقترب يا عزيزي..
محمد القحطاني (أول عربي يحصد لقب خطيب العالم) ؛ هل سبق و سمعت به أو شاهدته، لقد حصل على جائزته من خلال انضمامه إلى أحد أندية المنظمة، بعد أن أدرك أن قدراته في التواصل لا تؤهله ليتطور في حياته بشكل أفضل، فقرر الانضمام إلى أحد أندية التوستماسترز ، و تطوير قدراته بالتدرج، و المشاركة في مسابقات المنظمة، فأخذ يتجاوز المراحل واحدة تلو الأخرى ليحصد في النهاية اللقب الغالي (أفضل خطيب في العالم ).
https://www.youtube.com/watch?v=tXwac_ExKTA
ليتم تكريمه على أعلى المستويات في المملكة العربية السعودية بداية من رئيس شركة أرامكو حيث يعمل و انتهاء بالملك سلمان بن عبدالعزيز. و هذا الاعتراف الحكومي من أعلى المستويات أكبر دليل على نفي الشبهة عن هذه المنظمة.
و أخيراً .. فليس من الضروري أن تطمح للقيادة، لكن طموحك إلى التميز يفرض عليك تعلم سلوك القادة.
0 تعليقات المدونة 
