لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في نهاية جميع القصص السعيدة يقول الراوي مبتسمًا: وعاش الجميع في سبات ونبات وسعادة أبدية، ولكن الحقيقة أن فور انتهاء تلك الخاتمة تبدأ القصة الحقيقية.
الزواج سنة الله للعالمين شرعها لتكون نصف دين المرء، وهو الخطوة الأكثر تأثيرًا في حياة الفرد، ونقطة الانتقال من حال إلى حال مختلف تمامًا، و تأسيس عائلة متماسكة ومترابطة في ظل علاقة متينة وحياة سعيدة لهو ربما حلم كل المتزوجين أو من يخطط لتأسيس أسرة. ولا يمكن تأسيس أسرة إلا بطرفين قررا ذلك بالجمع وعلى دراية بالمسئولية التي ستكون على عاتق كل منهما، وعلى استعداد تام لمواجهة التحديات والعقبات.
“احْمِها.. ولا تقتلها” نصائح لكل زوج يريد حياة زوجية سعيدة فتأسيس عائلة
مشروع قابل للفشل وبالتالي عليهما العمل بجهد كبير لإنجاح هذا المشروع متجاوزَيْن جميع المعرقلات لتقليص الخسائر وزيادة الربح.عمومًا، مقالي اليوم إلى النساء اللاتي لا يعرفن معنى الزواج والشراكة الزوجية، أو حقيقة الحياة الزوجية، ولا أكتب اليوم إلا بعد دراسة متأنية حول هذا الموضوع دامت مدة، فإليك عزيزتي نبذة أو قطرة من بحر عميق علّني بها أفتح بابا قد أوصده الجهل.تبدأ الفتاة بالتخطيط
لزفافها، فتسمع نصائح من هنا وهناك، وتبدأ استشاريات (الغفلة) -كما أحب تسميتهن- بتوجيه نصائح لتلك المسكينة يأملن بها إعمار بيتها بينما في الواقع العكس تماما، يبدأن بالنصائح الخفيفة رويدًا رويدًا إلى أن نصل للطريق الحاسم ويقلن كلمتهن الشهيرة : (
خليه خاتم بأصبعك) ولا تسمحي له بأن يفرض رأيه عليك وكوني له شرارًا إن رأيته يشتعل.[
كيف تصبحين امرأة يخاف الرجل أن يخسرها؟]
الزواج ليست حلبة مصارعة!
عزيزتي الشابة، على مهلك. الزواج ليست حلبة مصارعة ولا ماراثون يتسابق فيه الطرفان، هي علاقة زوجية أي تتشكل من طرفين ويجب أن تتم بطرفين، وبالتالي يجب أن ينتصرا معًا لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع وليس إثبات قوة طرف على الآخر.عزيزتي العروس، الحياة الزوجية التي ستقبلين عليها ليست كما حكوها لكِ، فهي قصة جميلة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل وتقدير الطرف الآخر، هي مساندة ومناصرة ولا تنسَيْ بأن هذا المشروع دخلت عليه بشراكة وبالتالي لا يجوز فض الشراكة وانتظار تحقق الأهداف المرجوة. زوجك شريك حياتك، ليس جوهرة تزيني بها بُنْصرك النحيل، كوني له عونًا وسيزين حياتك جواهر.
ما الذي يمثله لكِ زوجك؟
جميلتي،
زوجك شريكك وساعدك وسندك، ليس عدوًا جاء ليسلبك رغد الحياة، بل ليجمل عمرك الباقي، ويهبك أعظم عطاء ألا وهو أبناء يملئون لك الحياة جِنانا. وتذكري، المرأة هي أساس بناء هذه الأسرة ولن تبقى أساس إلا بذكائها المعهود وحسن تصرفها وإبداء الطاعة لزوجها. نعم أبدي الطاعة له كما تبدينها لوالدك وإخوتك، فهو شريكك وحبيبك وليس غريبًا من الشارع. تمهلي بطلباتك واتركي الأنانية المفرطة على حساب شريكك، ولا تفرضي رأيك حتى لا ينقلب مشروعك رأسًا على عقب، كوني واعية متفهمة ولبقة أيضا، عامليه باللين والحب وستجدينه يفرش لكِ الأرض وردًا ويتباهى باختياره الصائب.[
زوجي العزيز مَن أنت: هل قرّبت كورونا المتزوجين من بعضهم البعض؟]أيتها الحكيمة، لا تنسَيْ أن
الرجل أيًّا كان وابن مَنْ كان ويعمل مع مَن كان، ليس سوى طفل في المنزل وبين احتواءك، يحتاج اهتماما ورعاية، و ما أن يحصل الأطفال على تلك الرعاية إلا وكانت حياتهم تتمحور حول ذلك الذي يرعاهم فكوني أنت. أنبهك أيضا، على أن تكوني على دراية بحقوقك مثلما تعرفين واجباتك تماما، فلا تهبي الواجبات وتتناسي حقوقك أو تتغافلين عنها بل زوجك ملزم بتلبيتها، ولكن تذكري مثلما قلت سابقًا أنك الطرف الأساس في تكوين الأسرة وذكاؤك هو سرك، فكوني متعاونة سهلة التعامل معك واجعلي عقلك أمام قراراتك واعلمي ما لك وما عليك.
احذرا.. لا نريد المزيد من تلك البيوت!
لا تجعلا بيتكما واهنًا كبيوت العنكبوت، بل ابْنِيَاهُ على مهل وتخطيط ليكون متينًا ومتماسكًا، وتذكرا بأن ما تَبْنِيانِه اليوم على مهل، يبقى عمرًا أطول من ذاك المبني سريعًا على عجل. لماذا أقدم هذه النصيحة؟ لأنك لستِ خادمة في منزل زوجك ولا أنت خاتم في أصبعها، لن يبنى البيت إلا بسواعده وسواعدك. الزواج بحاجة إلى الكثير من الصبر والتضحية، والإيثار، فهي علاقة تحتاج إلى عقل اثنين يستطيع كل منهما أن يستوعب الآخر ويتحمله بكل عيوبه ومزاياه، ولديهم القدرة على تحمل الآخر في حزنه وغضبه وضيقه كما يتحمله في ساعات الفرح والراحة. الزواج علاقة إيثار فأنت ستهب نصف حياتك للطرف الآخر، أخبرني هل أنت مستعد لذلك؟ إذًا راعوا مشاعر بعضكم وميلوا لبعضكم، عاملوا وتعاملوا بالدين فلن يظلم أحدكما الآخر وتوصد أبواب المشاكل، وأخيرا للزواج ثقافة فأرجوكم اطلعوا عليها قبل إقدامكم عليه لتزدادوا علمًا ويأخذ كل ذي حق حقه ولتعيشوا بسلام.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد