Loading Offers..
100 100 100

التفكير الإيجابي و التفكير السلبي: أهمية الأفكار التي تدور في أذهاننا

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

تتسم حياتنا اليومية بعدة إكراهات و أحداث متوالية تجعلنا نتفاعل معها بشكل مختلف من فرد إلى آخر، و من حدث إلى آخر، و ذلك حسب المواقف التي نتعرض لها، و قد تؤدي بنا هذه المواقف إلى إظهار تفاعلات عديدة طيلة اليوم سواء كانت هذه التفاعلات ايجابية أم سلبية ، و حينما نتفاعل مع هذه المواقف بسلبية فإننا نعرض أنفسنا للإرهاق و الضغط النفسي، الشيء الذي يؤدي بنا في النهاية إلى المعاناة من انعكاسات نفسية و جسدية، و قد يؤدي ذلك إلى عدة أمراض نفسية أو عضوية لا قدر الله.

و حتى نتجنب تعريض أنفسنا لمثل هذه الانعكاسات التي تؤثر بشكل ملموس على صحتنا و تستنزف طاقتنا الحيوية فانه يتوجب علينا التعامل مع هذه الأمور و الأحداث بإيجابية و النظر إليها نظرة إيجابية ، فالنظرة الإيجابية للأمور متطلب يومي و من الأهمية بمكان ، فمهما يكن الأمر ، و مهما كان الموقف الذي تعرضت له انظر له بنظرة إيجابية، لا تنظر فقط إلى الجزء الفارغ من الكأس، و حتى لو كان الأمر مستعصيا ابحث له عن حل، و لا تبق أبدا في المشكلة، فعندما تبحث عن الحل فإن عقلك الباطن سيطيعك و يبحث لك عن حل و يسهل لك الطريق، و اتبع منطق النحلة التي تنظر دائما إلى كل ما هو جميل و تبحث عن الرحيق في كل مكان، و لا تفعل فعل الذبابة التي يكون مرادها الوحيد هو البحث عن القاذورات و الأشياء الخبيثة.

الخريطة ليست هي الواقع

لا تتسرع كذلك في الحكم على الأمور ، فأنت لست مطلعا على مكنونها ، فكما يقول مبدأ من مبادئ التنمية الذاتية و البرمجة اللغوية العصبية “الخريطة ليست هي الواقع” ، و كما يقال كذلك كل نقمة في طيها نعمة ، و على سبيل المثال أدرج هنا قصة بسيطة كتعزيز لما ورد أعلاه، يحكى أنه كان في يوم من الأيام ملك، و كان لديه مستشار مقرب ينظر دائما للأمور بالنظرة الإيجابية، فكان كلما حدث شيء للملك يقول له المستشار لعل الأمر فيه خير، و في أحد الأيام كان الملك يتجول في أنحاء قصره رفقة مستشاره، فدخلا إلى غرفة توجد بها رحى تدور عن طريق الماء، فبدأ المستشار يشرح للملك كيف تشتغل تلك الرحى، و لما اقترب الملك قريبا جدا من الرحى و وضع إصبعه يده عليها قطعت الرحى أصبع الملك، فبدأ مستشاره يواسيه ثم قال له لعل الأمر فيه خير، فاستشاظ الملك غضبا و أمر بسجن مستشاره المقرب.

و بعد أيام قرر الملك الخروج في جولة صيد لعدة أيام، و هذه المرة لم يكن مستشاره مرافقا له لأنه كان قابعا في السجن طبعا، و خرج الملك و حاشيته للصيد، و أثناء تجول الملك مرة لوحده ضل الطريق فدخل إلى غابة موحشة، و كان في هذه الغابة أناس بدائيون، فوجدوا الملك و حملوه إلى قريتهم كي يقدموه قربانا لآلهتهم، و دلفوا يزينونه و يرقصون حوله استعدادا لتقديمه قربانا لآلهتهم، حينها تقدم منه أكبرهم سنا، فلما قبض على يده لاحظ أن أصبعه كان مبتورا و له فقط أربع أصابع، فصاح في قبيلته أن الملك لا يصلح قربانا للآلهة لأنه ناقص ثم أطلقوا سراحه.

عاد الملك بعد عدة أسابيع إلى قصره ، فوجد المآثم في بلده اعتقادا من شعبه أنه قد مات، ففرح كل من في القصر ، و عندها أمرهم الملك بإطلاق سراح مستشاره المقرب الذي كان مسجونا، فأحضروه عند الملك، فلما حضر المستشار قربه الملك، و قال له فعلا لقد قلت حقا لعل الأمر فيه خير ، فان قطع إصبعي فيه خير لي و لولا ذلك ما نجوت أبدا ، و منذ ذلك الوقت أصبح الملك ينظر نظرة إيجابية للأمور … انتهت القصة.

الإيجابية نستمدها من الإيجابيين

و من متطلبات النظرة الإيجابية كذلك مرافقة الإيجابيين و الابتعاد عن السلبيين، فان السلبية تعدي، فهي عبارة عن طاقة تصدر من الشخص السلبي و تؤثر على من يجالسه حتى يصبح مصابا بها، و لهذا قالوا ” من عاشر قوما أربعين ليلة صار منهم” ، فإن كنت تتطلع إلى النجاح و تحقيق أهدافك التي رسمتها فلا تجالس أبدا من يثبط عزيمتك و يضع الأشواك تلو الأشواك في طريق نجاحك، و لا تلتفت لما يقوله عنك و لك، فلربما هي غيرة منك و من نجاحك، و بالعكس رافق من يشجعك على تحقيق أهدافك و يتمنى لك النجاح، و ابحث عن الناجحين و جالسهم حتى تستفيد من خبراتهم و تشجيعهم.

و هناك متطلب آخر للنظرة الإيجابية، و هو التفاؤل، فتفاءل دائما و انظر إلى غد مشرق و مليء بالانجازات و النجاح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” تفاءلوا بالخير تجدوه ”.

و خير رفيق لك هنا هو ابتسامة جميلة و رائعة ، فكما أن السلبية تعدي ، فان الإيجابية و الابتسامة تعديان كذلك، فان تبسمت في وجه أحد ستفاجأ بأن تجده يبتسم في وجهك أيضا ، هل تعلم أن عدد عضلات الوجه التي تحرك الابتسامة أقل من عضلات الوجه حينما تكون عبوسا مكتئبا، فأنت تنفق طاقة أقل في الابتسامة و تأخذ أجرا عليها لقول رسولنا الكريم ” تبسمك في وجه أخيك صدقة ”.

و أخيرا أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم، كما أرجو من الله تعالى أن يكون مقالي هذا قد نال إعجابكم ، و تكون الفائدة قد عمت .

أتمنى للجميع نظرة ايجابية رائعة و ابتسامة جميلة و حياة أجمل و نجاحا باهرا .

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..