Loading Offers..
100 100 100

تجربتي في تربية القطط وقصة الفراق مع بسبوس

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

كانت لدى صديقتي قطة عاشت معهم لسنوات، اضطروا بعدها إلى وضعها في ملجأ للحيوانات، وقتها حزنت صديقتي وبكت كثيرا على فراقها، كنت وقتها أتعجب من ردة فعل صديقتي وحزنها الشديد على فراق قطتها وكأنها فقدت شخصا عزيزا عليها. ألهذه الدرجة يستحق الحيوان أن نبكي ونحزن على فراقه؟ أليس هذا حيوانا فقط؟! لم أعِ وقتها معنى أن يكون لدى المرء حيوان أليف، إلى أن حلت معجزة واقتنت عائلتي قطة.

بداية عائلتي مع قِطِّنا “بسبوس”

في البداية كان أمر اقتناء حيوان أليف من المستحيلات، لكن شاء الله أن تتقبل والدتي الفكرة، ثم تبنت عائلتي “بسبوس” الذي تبنيناه من سيدة عرضت بعضا من قططها للتبني لأن قطتها أنجبت الكثير من القطط. في البداية كان الأمر غريبا بعض الشيء، ولأكون صريحة.. كانت علاقتنا مع قطنا علاقة سطحية لم يكن بيننا وبين “بسبوس” أية عواطف جياشة، لكن مع مرور الوقت، تكوّن بين جميع أفراد أسرتي وبين “بسبوس” الألفة والمحبة، وأصبح “بسبوس” فردا من عائلتنا يعامله جميع أفراد الأسرة وكأنه فرد له كيانه الخاص، وأنه شخص لا حيوان نكرة، شخص يحب أمورا ويكره أخرى، بات يفهمنا ونفهمه تماما.

وعندما يخرج جميع أفراد العائلة من المنزل لسُويْعات لا أكثر، تبدأ والدتي بالتفكير الكثير وبالقلق عليه: ماذا يفعل الآن؟ هل هو بخير؟ ثم نعود إلى المنزل ونراه ينتظرنا أمام الباب، وعندما أقوم بإزعاج بسبوس قليلا- إزعاج لطيف وليس مؤذيا- يطلب مني أحد أفراد الأسرة بالتوقف عن إزعاجه أو التوقف عن عمل الأشياء التي لا يحبها رِفقةً به، إنه فرد من العائلة!

فوائد وأضرار تربية الحيوانات الأليفة في المنزل

هل تربية الحيوانات الأليفة مفيدة لأطفالك ؟

كيف تعرف أنه قد حان الوقت لوداع حيوانك الأليف؟

حاجتنا إلى “بسبوس”

قد تتساءل ما الذي يجعلنا نتبنى قطا ونبذل الوقت والجهد والمال لرعايته، بالطبع هو أصبح جزءاً منا أي أن العواطف قد دخلت ضمن المعادلة ولا يمكن للمنطق أن يفسر ذلك. لكن في الوقت نفسه إن وجود قطنا “بسبوس” مع عائلتي كان رائعا، فوجود حيوان أليف في المنزل يخلق جوا لطيفا فيمكن اللعب معه أو حضنه، ومن الممتع – والمرهق في أحيانٍ أخرى- اطعامه والاعتناء به، ورؤيته يشاهد الحَمَامَ، أو مشاهدة ردة فعله عند رؤية شيء جديد، أو عندما يأتي طالبا بعض الطعام بمُوائِهِ اللطيف، أو عند تودده إليك، أو عندما يأتي للخرخرة، أو عندما يصبح مشاغبا ويُفسد شيئا ما في المنزل، كل تصرفاته وحركاته وتفاعلاته هي حديث العائلة، ووجوده يبعث الأُنسَ في المنزل خاصةً أن عائلتنا لم تحظَ بحفيد بعد. في الحقيقة نحن بحاجة إلى “بسبوس” أكثر من حاجته إلينا.

وبالطبع لم نفكر يوما بالتخلي عن “بسبوس” أبدا مهما كانت الظروف. للأسف البعض يظن أنه في حال لم تعد ترغب بتربية القط، فلا مشكلة في رميه في الشارع! وهذا تفكير خاطئ تماما، فقطط المنزل ليست مهيئة أبدا للعيش في الشارع، وهي لن تعيش طويلا في الشارع بعد التخلي عنها، إن خرجتْ خارج المنزل فلن تستطيع التأقلم مع حياة الشوارع الصعبة، لذلك فكِّر كثيرا قبل أن ترمي قطةً منزليةً في الشارع.

عاش قِطُّنا بيننا لأكثر من 3سنوات إلى أن مرض “بسبوس” مرضا شديدا وتوفاه الله، يوم وفاته كان يوما صعبا جدا، والفترة التي تلت موته كانت صعبة ومؤلمة، حَزِنّا لأشهرٍ طويلة، حتى رزقنا الله بتبني قطٍ جميل انضم لعائلتنا وأحببناه أيضا، صحيح أن قِطَّنا الجديد لن يُنسينا “بسبوس” لأن ذكراه ستظل معنا دائما، وسنظل نشتاق إليه.

الحزن على الحيوانات

ربما يقول البعض بأن الحزن على فقدان الحيوانات ليس جيدا أو أنه “نفاق” والأجدر بنا الحزن على الأبرياء الذين يموتون كل يوم بلا ذنب! ومَن قال بأن مَن يحزن على فراق الحيوانات لا قلب له ليَحزن على الأبرياء الذين يموتون بدون ذنب أو على مَن يعانون الكثير في حياتهم؟! على العكس من يهتم لأمر الحيوانات لديه قلبٌ وعاطفةٌ واهتمامٌ ليحزن وليكترث للآخرين. لا تعارض بين الأمرين أبدا فكلها أرواح بريئة.
وحتى لو لم يكن لديك اهتمام بالحيوانات أو كنت لا تبالي بهم أبدا، صدقني.. عندما تربي حيوانا أليفا لفترة طويلة.. سوف تشعر بأنه صديقك بل هو فرد من عائلتك سوف تبذل الغالي والنفيس لأجله.

أخيرا.. في المرة القادمة عندما يحزن أحد على فِراق حيوانه الأليف، لا تقل له بغرض مواساته: لا داعي للحزن إنه مجرد حيوان! فهذه جملة مؤلمة وجارحة، تماما عندما تقول لأحد فقد شخصا عزيزا: لا تحزن إنه مجرد شخص! واسِ صاحب الحيوان الفقيد وقِفْ بجانبه تماما كما تقف معه عند فراقه لأحد أحبائه، ففراق كيانٍ رافقك لسنوات أمر صعب كفراق الأحبة.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..