Loading Offers..
100 100 100

تجربتي مع التايكوندو.. كيف غير التايكوندو حياتي؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

لكل منا تجربته الفريدة الخاصة لرياضته المفضلة التي تمتعه وتملأ روحه بالسعادة والشغف وكان التايكوندو بالنسبة لي نصيب من ذلك الشغف الذي ملأ قلبي وعقلي، فأحببت بعدها أن اشارككم تجربتي تلك.

لم تكن البداية سهلة أبدًا فكان لدي إصابة أسفل الظهر وأيضًا بدأت الرياضة في سن متأخرة فلم أكن رياضية من صغري وكنت خائفة جدا ولكن رغم خوفي وترددي اشتركت في تلك اللعبة، وكان اعتقادي في بادئ الأمر أن من يشترك في البطولات هم فقط من يبدأون من الصغر في تلك اللعبة، وأني سأتمرن فقط في مكان التدريب ويومي سينتهي على ذلك، لكن تفاجئت عندما قال لي المدرب أن ذلك متاح ومسموح لأي سن، فأيقنت وآمنت بعدها بان العائق ليس في السن إنما في التفكير.

ولم أكن أتخيل يوما أن تلك الرياضة ستظهر نقاط الضعف التي بداخلي، وتفاجئت بها عندما ظهرت ففكرت في الانسحاب ولكن بمساعدة مدربي تخطيت كل ذلك وما زلت أتخطى كل عقبة أقابلها في طريقي وأُصبح أفضل من قبل، وبعدها أتت اختبارات الحزام ومشاركة العديد من المحافظات المختلفة وقفت حينها أتأمل سلوكيات وتصرفات كل لاعب وتذكرت حينها ما تعلمته من مدربي: ألا استعرض بقواي ولا أُذي أحدًا ما لم يتعرض لي، وأدركت حينها أدق التفاصيل التي علمني إياها فقد وضحت في أداء الاختبار، وفي أحد الأيام فقدت الثقة بنفسي قبل ميعاد الاختبار فقدت حتي قدرتي على أداء أبسط الأساسيات والركلات ولكن المدرب لم يتركني وشجعني وشعرت حينها بالاطمئنان وإذ بي أنجح في الاختبار، فكل الامتنان لمدربي.

العلاقة مع المدرب

هو أكثر شخص يفهمك يدعمك ويشجعك والعلاقة معه ليست علاقة عادية فهو بمثابة أب وأخ وصديق يثق بك ويرى فيك ما لا تراه فى نفسك فيزرع بداخلك الأمل ويعطي لك كل نصائحه وخبراته ولا يبخل عليك بشيء ، ذلك ما شعرت به ورأيته فى مدربي. ولا أنسى أيضًا فضل زملائي في الفريق فالروح التي بيننا ليس لها مثيل، تشاركنا في كل لحظات الإخفاق والصعود، يد واحدة نشجع بعضنا البعض، فأصبحوا أُسرتي الثانية أو بمعنى أصح بيتي الثاني.

وتتوالي العثرات والعقبات لما أقابله في طريقي وشخصيتي فالتايكوندو ليس مجرد لعبة للدفاع عن النفس فقط بل حالة من التشافي في كل جوانب حياتي

الجانب النفسي والعقلي لرياضة التايكوندو

استعدت ثقتي بنفسي وتعلمت الثبات الانفعالي واكتسبت قوة الإرادة وأصبحت قادرة على التحدي والمواجهة والنظر في عين المنافس بقوة ومن غير خوف، وأسلوب تفكيري تغير للأفضل وازدادت قدرتي على التركيز والانتباه وصفاء الذهن، وشيء مميز يذكر أيضًا فالبنسبة لي أحب أن أسمع وأري أي شيء عن التايكوندو فعلى سبيل المثال عندما أكون في حال سيئة وأرى فقط صورة أو فيديو عن التايكوندو لأي لاعب تتجدد روحي من جديد وأستعيد نشاطي.

الجانب الجسدي والصحي

أصبحت لياقتي البدنية أفضل من حيث المرونة وتقوية العضلات والقدرة على التحمل وأصبح لدي وعي في كيفية التعامل مع جسدي وقت الإصابات وتناسيت ألم ظهري، فقليلاً ما أشعر بذلك الألم، إنه أفضل تقدم لم يكن في الحسبان، وبدأت أهتم بتغذيتي الصحية وأُراعي أهمية وجود الفاكهة والخضروات في يومي وأقرأ أيضًا عن الفيتامينات وأهميتها ونظام ومواعيد الأكل والاهتمام بمواعيد نومي.

فامتلأت حياتي حينها بحب التايكوندو ولم أعد أشعر بالفراغ فتغير أسلوب حياتي ولاحظت كل تطور وإنجاز حدث لعقلى وجسدي فغمر قلبي حينها السعادة والفرحة.

التايكوندو مدرسة

مدرسة انضباط ، تعلمت منها اذا كانت لديك الرغبة فى تحقيق شيئا ما فسيكون لديك العزيمة على الالتزام بكل شيء يخصه، حيث كانت هناك أصعب الركلات التي تفعل لكنها كانت بمثابة تحدى بالنسبة لي كنت أريد أن أفعلها بسرعة لكن تلك المدرسة أدبتني فتعلمت منها الصبر وبكل تركيز مع الاستمرار في المحاولة فعلتها أخيرًا. والطريف في الأمر أن الذي جعلني أختار التايكوندو دون باقي رياضات الدفاع عن النفس: الثقافة الكورية، فكنت أقرأ كثيرًا عن كوريا بعاداتها وثقافاتها وتاريخها وحروبها فأحببت كل شيء فيها وعندما بدأت في التايكوندو وجدت فيه متعتي اللامتناهية.

وفي الختام أفضل ما فعله التايكوندو في حياتي أنه حينما أتوقف عن التمرين في صالة التدريب لأي ظرف لا أتوقف أبدًا عن التدريب في المنزل وذلك ما فادني خصوصًا في فترة الحجر المنزلي وقت جائحة كورونا.. وأهم شيء تعلمته من التايكوندو ومحفور في داخل عقلي (أن ليس هناك خسارة بل تعلم دائم)، وأدركت حينها حكمة (أن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي أبدا) فمنا من أتى متأخرا ولكنه أصبح الأول، ففي طريق الوصول وصول.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..