لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
عزيزي القارئ، ولنبدأ الحكي كأننا نكمل حديثًا سابقًا، لا تتعجب يا صديقي فإن صدقتني وأكملت قراءة تلك السطور من المحتمل بنسبة كبيرة -في ظني- أنك ستفهم تلك البداية الغريبة التي كتبتها. بإيجاز، أنا أعاني من "قفلة الكتابة" أو ما يسمى "writing block".في بداية شهر رمضان الحالي كنت قد وضعت لنفسي عدة أهداف على مستوى العمل من بينها؛ تقليل الوقت المخصص للسوشيال ميديا، قراءة خمسة كتب على الأقل، التدريب على كتابة مراجعات تلك الكتب تمهيدًا لنشرها واكتساب خبرة تمكنني من الكتابة في ذلك القسم، وأخيرًا، إتمام كتابة العشرين مقالًا الأول على موقع زد. اليوم هو التاسع من الشهر المعظم ولم أكتب شيئًا، تعصاني الأفكار ولا أجد وسيلة لصياغة ما يباغتني منها عن طريق الصدفة، لا أعرف السبب وأشعر بسحابة من الكآبة والثقل فأنا أحب الكتابة حقًّا وأشعر بأنس حقيقي عندما أكتب.قد تستغرب من كيفية كتابتي لهذه السطور بينما أقول إنني أعاني من قفلة الكتابة، معك بعض الحق، فأنا ما زلت أعاني ولكن هناك إنفراجة نسبية في تلك الضِّيقة مكنتني من البداية وكتابة تلك السطور. سأنقل لك هنا تجربتي الشخصية في محاولة الخروج من ذلك المأزق وسأنقل لك ما حدث لي.أسباب قفلة الكتابة
منذ سنوات وأنا أكتب بعض النصوص والأفكار والحكايات ولكن الأمر لم يتطور عن كونه هواية أمارسها بشغف وحب، منذ عامين فقط قررت أن أعمل بالكتابة وأن تصبح عملًا أساسيًّا ومصدر دخل لي، بالطبع لم يكن الأمر سهلًا، عملت بدون أجر في البداية وبعد عام كامل، تحديدًا منذ تسعة أشهر انضممت للفريق الأساسي لأحد المواقع وتسلمت عملي الأول. كل هذا السعي وتلك الإرادة في الحصول على عمل بهذا المجال جعل لدي قناعة بأنني لن أمل من الكتابة يومًا وحتمًا سأجد دائمًا ما أكتب عنه خاصة أني أكتب في مجالات كثيرة كمجال الأطفال والصحة النفسية للمرأة والتربية والمجالات الثقافية العامة.إلا أن فاجأني هذا الجفاء من الكتابة تجاهي في بداية شهر رمضان، لا أستطيع أن أجد فكرة وإن وجدتها لا أقدر على صياغتها، ساعات تمر دون كتابة أسطر متماسكة. لا أعرف سببًا حقيقيًّا لهذا الشعور ولكني أظن أنه بسبب واحدة أو أكثر من الأمور التالية- الإرهاق والإجبار على الكتابة، منذ شهرين تقريبًا وأنا أكتب يوميًّا مهمًّا كان ما أشعر به من إرهاق بدني أو ضغط نفسي، أضع صغيرتي في فراشها، أجهز الشاي وأجلس بالساعات للبحث والتدوين، ربما العمل مثل الآلة جعلني أقف رغمًا عني، فقد كانت الألة تحتاج إلى راحة.
- عدم القراءة بشكل منتظم، في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام لم أقرأ بانتظام كما اعتدت، حتى أن معدل القراءة الخاص بي كان في انحدار ملحوظ، القراءة بالنسبة لمن يكتب كالماء الذي يغذي أفكاره ويروي عقله، فإن لم تقرأ ستصاب بالجفاف الفكري عاجلًا أو آجلًا.
تجربتي الشخصية في التغلب على قفلة الكتابة
- خذ بعض الراحة، العمل المستمر يزيد الإنتاج بالطبع لكنه في المقابل يسبب الضغط العصبي والنفسي، لذا يوصي الأطباء بأخذ يوم راحة كل أسبوع، وشهر كل عام، حتى لو لم تشعر بالتعب، لأن تلك الإجازة هي الخطوة الدفاعية لسلامتك.
- اخرج عن قوقعتك، جرب أشياء جديدة، شاهد فيديوهات عن مواضيع تجذب انتباهك ومقدمة بصورة شيقة وما أكثرها على مواقع التواصل.
- مارس هواية أخرى، إذا كانت الكتابة هوايتك الوحيدة، جد لنفسك هواية أخرى، تعلم صناعة الشمع أو صنع الإكسسوارات، تعلم الرسم بالفحم أو الطبخ، اشحن طاقتك من مصدر آخر حتى تمتلك الطاقة لتعود للكتابة.
- غير مكان عملك، لا أقصد بالطبع تغيير المكان بالكامل فمثلًا إن كنت تعمل من البيت لا أقصد أن تترك العمل من المنزل، لكن أحدث بعض التغييرات في المكان نفسه، مثلًا أحضر نوتة جديدة للتدوين وبعض الأقلام الملونة، اشتر كوبًا جديدًا لتتناول فيه مشروبك أثناء الكتابة، انقل مكان مكتبك ليكون واجهة مكانك تطل على شباك ترى منه السماء، حدد في البيئة المحيطة.
- اكتب عن أيّ شيء، لا أدعو بالطبع للاستسهال في الكتابة أو عدم الدقة، ولكن اجلس خمس دقائق فقط بهدوء واجعل تركيزك بالكامل للداخل ومن المؤكد أنك ستحصل على فكرة، أتذكر أن فكرة ذلك المقال جاءتني وأنا عائدة بعد الإفطار مع أبي، أحمل صغيرتي، وأشعر بخيبة حقيقية وأتسأل عن سبب عصيان الكتابة ثم قررت أنني سأكتب عن ذلك، قفلة الكتابة.
- اقرأ كتب "خفيفة" لا أحب الاستهانة بأي شيء مكتوب ولكن المؤكد أن بعض الكتب تحدث إرهاقًا والبعض أخف على الروح، قراءة تلك الكتب جعلني أشعر بخفة وأشعر باشتياق حقيقي للورق ومعاودة الكتابة.