لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
مع انتهائي من المرحلةِ الجامعية، وتأرجحي الدائم بين العملِ والبطالة، عانيتُ لوقتٍ طويلٍ من التشويش الذهني وفقدانِ التركيز، عدم السيطرة على الوقتِ خاصةً أنني أقضي أغلبَ الوقتِ في المنزلِ، بين القراءة ومشاهدة الأعمال الفنية، الكتابة، أو القيام بأعمال التنظيف الروتينية. عدم وجودٍ روتينٍ واضحٍ يفرضهُ عاملُ خارجي كالذهابِ للعمل، وتقسيم بقية الوقت يجعلُ الأمر قابلًا للإفراطِ في القيامِ بأعمالٍ والتفريط في أخرى. إذا كنتُ مثلي تعاني عدم التحكم في الوقتِ، وصرفِ الطاقة والجهدِ فهذهِ تجربتي التي حاولتُ من خلالها، تخفيضَ نسبة التشوشِ، وزيادةَ تركيزي على ما أفعله.
1. النوم وتنظيم الوقت
يُعد تنظيم النوم في غاية الأهمية، للتخلصِ من الأرقِ، والإرهاق الذهني، يجب أن تنام لساعاتٍ كافية وفي وقتٍ محدد، حيث ينصح أن يكون ذلك بين التاسعة مساءً والخامسة صباحاً.
- الابتعاد عن الهاتفِ والأجهزة الإلكترونية قبلَ ساعتين من النومِ، مهمٌ جدًّا للسماح لعقلكَ وعينيك بأخذِ الراحةِ اللازمة.
- اختر وسادةً مناسبة، ومفرشًا مناسبًت لا يسبب لك آلامًا في الرقبة أو الجسد.
- أيضاً يجب التخطيط جيدًا فيما ستقضي وقتك، ووضع قائمة مهام محددًا الوقت لكلِ مهمة.
2. مواقع التواصل الاجتماعي
قلل المدخلات: تقليل المدخلات لعقلك أول ما يمنحكَ صفاءً ذهنيًّا ويزيد من القدرة على التركيز. استخدم مواقع التواصل الاجتماعي لأوقاتٍ صغيرة، اختر جيداً من تتابع ففي النهاية كل ما يدخل عقلك فهو يؤثر عليكَ بشكلٍ غير واعٍ، لو شعرتَ أن هناك صفحة أو شخص ما يصدر لكَ طاقة سلبية أو ينمي شعور الحقد وعدم الرضا، قم بضغطِ زر إلغاء المتابعة على الفور، ففي النهاية لا شيء سيتغير في حياتك بشعورِ السخط، بل كل ما يفعله تفكير سلبي وتقليل من الذاتِ عوض القيامِ بمهمة مفيدة.
سجل الخروج إذا شعرتَ أنك فقدت السيطرة على استعمالكَ لمواقع التواصلِ، سجل الخروج ليومٍ أو أكثر، ضع الهاتف بعيداً عنك، أو احذفِ التطبيق من هاتفك فهذا سيسهل عليك، الاستغناء عنه ولو لمدةٍ قصيرة. كما ينصح جدًّا بإلغاء ظهور التنبيهات على الشاشة لكل؟ التطبيقات التي لا تستعملها في عملك، أو مهمة في حياتك.
لا تستعمل الهاتف في تصفح مواقع التواصلِ حالَ استيقاظك أو قبل النوم: وهذا فعلًا أكبر تحدٍ يواجهني شخصيًّا، مع سنواتٍ من التعود على ذلك، فحاول أن تعوضه بفعل آخر كقراءة كتابٍ ورقي، أو ممارسة التأمل، أو كتابة اليوميات على الورقِ.
3. كتابة صفحات الصباح/ الكتابة التفرغية
منذ حوالي سنتين تعرفتُ على المدونة في مجال الوعي “نوف الحكيم”، وكانت تنصح دومًا بكتابةِ صفحات الصباح، لتفريغ كل ما يجول في عقلكَ من أفكار، وما تشعر به، تخوفاتك، للتحرر من ضغوطك وحتى ما تنوي القيام بهِ في يومك. تفعلُ كل هذا عندما تستفيق صباحًا بعدَ تناولك الفطور مباشرة وقبل أن تفتح بريدك أو السوشيال ميديا عمومًا.
4. الحركة الجسدية
إذا كنت مثلي تقضي أغلب وقتك بالمنزل خصوصًا إذا كان عملك لا يتطلب الذهاب لمكانٍ بدوام كاملٍ، فأنت محتاج إلى حركة فيزيائية.
- المشي أو الرياضة: تساعدان جدًّا على استعادة النشاط الجسدي والعقلي معًا، مع شربِ الماء بكمياتٍ كافية منعًا للجفافِ.
- الرقص أو ممارسة أي فنّ تعبيري جسدي، حتى لو كان من خيالك تمامًا، بحث صغير على الإنترنت يمنحك فرصة اكتشاف ما تهوى فعله.
5. الأنشطة اليدوية
ما تفرضه علينا التكنولوجيا اليوم من الاستعمال الدائم للكمبيوتر والهواتف، يجعلنا في تواصلٍ دائم مع العالم الخارجي أو العمل. الأنشطة اليديوية حتى الكتابة باليد عوض استعمال ملاحظات الهاتف مفيدٌ جدًّا.
- التلوين: سواء تلوين حر، أو على رسوماتٍ مطبوعة، أو المانديلا.
- الأشغال اليدوية: استعمال الأوراق والمقص واللصق.
- تعلم نشاطًا يدويًّا كالكروشيه أو الصوف مع تشغيل موسيقى هادئة، سيمنحكَ هدوءًا رائعًا.
- الطبخ: واحد من الأنشطة اليديوية والحسية التي تساعد على التقليل من التوتر أيضًا.
- تعلم أي مهارة يدوية تستطيع الاستمتاع بأدائها.
- بالنسبة لي: غسل الأواني، تنظيف المطبخ والطبخ يساعدني للغاية في استعادة تركيزي والتخفيف من التشتت.
6. تنظيم الغرفة والدواليب
تنظيم مكان جلوسك وعملك يُساعدك جدًّا على التركيز، خاصة إذا اعتمدت على وضع ما تحتاجه فقط قريبًا منك وإخفاء كل شيء. قبل النوم حاول ترتيب غرفتك، وإرجاعِ كل شيء إلى مكانه الخاص، الألبسة والكتب والأقلام مثلًا. تنظيف الغرفة بشكل مستمر مع التهوية الجيدة، أمر فعال أيضًا. مع تنظيم دواليب الملابس وأرفف المكتبة والتخلص من الكراكيب.
7. زيارة الأماكن الطبيعية الهادئة
بغرضِ التخلصِ من الضغط والتشتت، تجنب زيارة الأماكن المكتظة، كالمولات والأسواق. الأفضل زيارة أماكن طبيعية كالحدائق العامة، البحر، الغابات، أو أي مكان هادئ.
8. الجلوس مع شخصٍ للاستماع لك
اختر جيدًا من تجالسه في هذه الفترة، شخص يستطيع الإنصات لك دون إطلاق الأحكام، وتستطيعان تبادل أطراف الحديث بسلاسة ومتعة. مشاركة الأهل طاولة الطعام أو الحديث يخفف ذلك أيضًا. هذا ما أحاولُ القيام به كلما سيطر التشتت وفقدان التركيز، قد يكون منه ما يفيد الآخرين، إن لم يكن هناك سبب عضوي يستدعي لاستشارة طبيب مختص.