لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
جزء من إيماني بالسينما السعودية أنها جاءت لتنقذ السينما العربية من الانهيار، وهذا بسبب إيماني بإمكانيات الشباب المبدعة، والتي رأينا منها عدة لمحات على بعض المنصات المستقلة، فما الذي يقدمه لنا هذا الفيلم.الكتابة والإخراج
الفيلم يحمل العديد من القصص صعبة الرواية بسبب الخط الدرامي الجذاب، لكن بشكل أو بآخر استطاع كاتب السيناريو مفرج المجفل أن يوظف جميع هذه الحكايات القصيرة لصالح قصتنا.قصة دايل وصراعه مع عمه، قصة عائلة شامة وصراعها مع المجتمع، قصة عم دايل نفسه والتي لم يقم الكاتب باستسهال سردها وقرر إضافة أبعاد أخرى للشخصية من خلال الإخراج.بيئة الفيلم أيضًا لم تبخل علينا بشيء، أغنية سلامتك في الخلفية، سلطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دمية باربي فاتحة اللون للأطفال والتي يحاولون تلوينها لتأخذ لون بشرتهم، صوت رجل الطقس والحالة العامة للحياة، كل هذه تفاصيل تم استعراضها من دون التأكيد عليها مما سمح للفلم أن يدخلك أن يكون أكثر سلاسة وإقناعًا، وجعلك واحد من ضمن الشخصيات داخل الحياة العامة للحارة.الفيلم أيضًا يقدم ثنائيات صعبة، مثل الموت والحياة، الحب والواقع، وتم استخدام هذا المثال بشكل قاسي على دايل، فهو لم يحصل على نصيب من الحب في أي شيء، لا من عمه صاحب الآراء المتصلبة والتربية قديمة الطراز، أو من والده وجده المتوفَّيْن تاركين له عملهم كملائكة الموت كميراث، أو من حبيبته والتي تسعى له من أجل المهر، أو حتى صديقه، والذي كان له مشهد مؤثر جدًّا على شخصي، حين كان يحاول منع دايل من الذهاب لتنفيذ الحكم على سرور.لكن ترافق مع تصميم الشخصيات والحوارات المتقن إخراج واثق وجريء، فعبد العزيز الشلاحي استطاع أن يحصل على لقطات مبهرة، تستطيع تميزها من أول لحظة دخولك للفيلم، وأستطيع القول إن هذا أفضل إخراج لفيلم سعودي طويل حتى الآن.تناسق الحوار والإخراج كان مبررًا، فهذا ليس أول تعاون للمخرج والسيناريست في أفلام طويلة، وكان لهما تعاون سابق في الفيلم السعودي [المسافة صفر].التمثيل والممثلين
الأداءات التمثيلية على الجانب الآخر كانت مذهلة، وهذا لأن السيناريو لا يحمل قدرًا كبيرًا من الحوارات، مقررًا الاستعانة بالممثلين لمساعدته، وهذا ما لم يبخل علينا به أبطالنا، بداية من فيصل الدوخي والذي استحق جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة الدولي، واستطاع من خلال تعابير وجهه أن يحكي لنا جملًا كاملة من دون كلمة واحدة.- أضوى فهد في دور شامة، والتي استطاعت نقل لحظات الانكسار والانهيار بطريقة رائعة، وترافق معهم أداء راوية أحمد في دور بدرية.
- معنا أيضًا في أدوار متوسطة إبراهيم ميسيسبي وهاشم هوساوي واللذين رافقناهم من اليوتيوب مرورا بـ تلفاز11 وحتى الشاشة الكبيرة.
- أيضًا الممثل علي إبراهيم صوته رائع ومميز، من الضروري أن يتم الاستعانة به في الوثائقيات والرسوم المتحركة، فصوته يحمل نبرة عربية جذابة، أستطيع بكل سهولة مقارنتها مع مورجان فريمان للغرب.