Loading Offers..
100 100 100

فقاعة زهرة التوليب… ما الفقاعة الاقتصادية؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

يعتبر الاقتصاد هو العمود الفقري للدول، وله تأثير قوي على كل جوانب الحياة، الاجتماعية والسياسية، بل له تأثير على واقع المواطن نفسه، ولاسيما إذا مرّ بتخبطات بين نزول، ونمو، فالمواطن هو الشخص الوحيد الذي يلمس تلك التغيرات مباشرة. من ضمن الظواهر التي تحدث تزامنا مع الأزمات المالية والاقتصادية هو ما يعرف بالفقاعة الاقتصادية، فما يا ترى؟

ما الفقاعة الاقتصادية؟

الفقاعة الاقتصادية هي ظاهرة تحدث عندما يتم التضارب على سلعة ما، مما يسبب في ارتفاع حاد في سعرها، ليصل إلى مستويات خيالية مع استمرار المضاربة عليها، ويليها انكماش حاد وهبوط في سعرها. فالارتفاع الحاد في سعرها يشبه انتفاخ البالون، والهبوط يشبه انفجار البالون. وللفقاعة عدة تسميات منها:فقاعة أسعار الأصول والفقاعة المالية وفقاعة المضاربة، ولكنها تُختصر عادةً إلى كلمة فقاعة فقط ومن الممكن أن تظهر الفقاعة في سلع أيضًا: (ذهب وفضة وسكر وزيوت وقطن أو سندات حكومية وأسهم وشهادات وعقارات)

هل يمكننا معرفة وقت حدوث الفقاعة؟

من الصعب جدًّا معرفة حدوث الفقاعة، إذ يفشل المشاركون في المضاربات في إدراك أو معرفة وقت حدوثها، لكن يتم تميزها بعد انفجار الفقاعة من خلال استعادة الأحداث، وحدوث انخفاض وانهيار مفاجئ. ويتوقف ضرر الفقاعة على حسب القطاع الاقتصادي المتضرر وحجم اعتماد السوق عليه.

ما مراحل الفقاعة؟

حدد عالم الاقتصاد “هايمان فيليب مينسكي” خمسة مراحل وهم:
  • التحوّل:

وهو تحول المستثمرين إلى اختراع تكنولوجي جديد، بطريقة غير مدروسة والهدف منها جني الأرباح وحسب.
  • الازدهار:

وفي هذه المرحلة تبدأ الأسعار في الارتفاع، ليبدأ الربح في الازدياد وبالتالي زيادة المشاركين في السوق.
  • النشوة:

يتمتع المشاركون في الفقاعة بارتفاع الأسعار ولا يضعون الحذر في اعتبارهم.
  • جني الأرباح:

في هذه المرحلة يقوم المستثمرون الأذكياء وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرون القادرون على قراءة إشارات الإنذار والتحذير، وبالتالي يقومون ببيع الأصول وجني الأرباح.
  • الذعر:

تبدأ الأسعار في الانحدار بذات السرعة التي صعدت بها، إذ يلجأ المستثمرون الذين لا يملكون أي خبرة، وفي الغالب هم الأكثرية إلى تصفية ممتلكاتهم والبيع بأي سعر كان، وذلك لزيادة العرض ونقص الطلب.

أمثلة على أشهر الفقاعات الاقتصادية

١- فقاعة التوليب في هولندا

في القرن السادس عشر وصلت سفن تركية محملة على متنها بضائع مختلفة، وأبصال كثيرة من زهرة التوليب، وحظيت تلك الزهور بإقبال كبير من قبل الأوروبيين بسبب ألوانها الزاهية والمتنوعة. فتهافت الناس على امتلاكها واشترائها بمبالغ كبيرة وصل البعض لرهن منزله وممتلكاته من أجل شراء أبصال التوليب، ثم بيعها بسعر مرتفع وجني الأرباح الكبيرة.يقول تشارلز ماكي في كتابه “أوهام شعبية استثنائية وجنون الجماهير”: “أدى العرض المحدود، بالإضافة إلى الرغبة في شراء أبصال هذه الزهور النادرة، إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير. وفي وقت ما، كان من الممكن استبدال بصلة واحدة نادرة بعشرات العناصر، بما في ذلك الثيران والخنازير والأغنام”، وتلك المضاربة سببت في انهيار الأسواق وخسارة الكثيرين الذين ضاربوا على تلك الأبصال.

٢- شركة البحر الجنوبي

في القرن الـثامن عشر، أصدرت بريطانيا العظمى لشركة بحر الجنوب ميثاقًا حصريًّا للتجارة مع أميركا الجنوبية وأماكن أخرى، بعد أن أقرضت الشركة الملايين لدعم الحرب البريطانية، وبالتالي ارتفعت قيمة أسهمها بسرعة. كانت فكرتها أن أي شخص يملك سندات حكومية يستطيع أن يستبدلها بأسهم هذه الشركة، التي تستثمر هذه الأموال، ثم تعطي الأرباح لأصحاب الأسهم.استمر المستثمرون في الإقبال على هذه الشركة وعرضها السخي، ونجحت الشركة في توفير وتحقيق ما وعدت به المستثمرين. ومما زاد شدة التضارب هو خروج شركات مستحدثة تلبي طلبات المستثمرين، وهناك من بالغت في توزيع العهود حتى وصل الأمر ببعض الشركات إلى ادعاء قدرتها على استخراج أشعة الشمس من الفواكه والخضروات، وزيادة رقعة المملكة المتحدة عن طريق بناء مبانٍ وقصور عائمة.بعد فترة أدرك أصحاب شركة البحر الجنوبي أن قيمة الأسهم لا تعكس بأي شكل من الأشكال القيمة الحقيقية لسعر الأسهم، فقامت الشركة ببيع أسهمها في صيف ١٧٢٠ وبشكل سري للغاية لكن للأسف تم تسريب خبر بيع الأسهم، ودب الذعر والقلق في قلوب أصحاب الأسهم، مما دفعهم إلى الإسراع في بيع أسهمهم وبأي سعر، وانفجرت الفقاعة وأحدثت انهيارًا في سوق أسهم تلك الشركة وغيرها من الشركات.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..