لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
انطلاقًا من بديهية يوقن بها كل عاقل، أنه لا يمكنُ تطبيق نظرية المدينة الفاضلة، ليس لصعوبة تطبيق المفاهيم كالعدل مثلًا، أو تجسيد المبادئ كالصدق وغيره؛ وإنما لعجز البشر عن التنفيذ، وهذا العجزُ راجعٌ إلى اختلاف البشر من جوانب عدة، كاختلاف مستوى الأخلاق بينهم، وتنوع مرجعياتهم الدينية، وبمستويات مختلفة أيضًا. وكما نعرف جميعًا أن حب الذات من أبرز سمات البشر، الذي قد يدفع الشخص إلى تجاوز المدى في استعمال حقه مسببًا في وقوع الظلم على غيره، وهذا ما يعرف “بالتعسف في استخدام الحق”.وبناء على لوازم الفطرة السليمة، كان من المهم جدًّا إيجاد شيء يَحتكمُ الناسُ إليهِ؛ بحيث يضمن تنظيم المجتمع، وإضفاء نوع من العدل عليه؛ فتوجهت البشرية إلى وضع قوانين تنظم مجتمعاتهم، ولعل أشهرها قوانين حمّورابي ذائعة الصيت.والأديان أيضًا كان لها الدور الكبير في إرساء قواعد العدل والفصل بين الناس، وإحقاق الحق بين الجميع، دون أي اعتبار لمعايير البشر الشكلية، كالعائلة، والوضع الاجتماعي، فضلًا على الوضع المادي، فارتقت البشرية بالعلوم الإلهية درجات في سلم الفضيلة، ولكن هذا الارتقاء لم يستمر طويلًا؛ فقد تراجع متأثرًا لما تعرضت له الأديان من تحريفٍ في النصوص –باستثناء الدين الإسلامي- وزيغ عن طريق الحق، أضف إلى ذلك الثورة الفكرية الحاصلة الآن، وما صحبها من تغاضٍ مقصود أو غير مقصود عن الأخلاقيات، فكان نتيجة ذلك تراجع الاحتكام إلى الدين، ولجأ البشر إلى ما يعرف بالقوانين الوضعية مجددًا.Loading Offers..
100
100
100
التعسّف في استخدام الحق
التصنيف :
زد
- في :
3:03 ص
-
لا يوجد تعليقات
youssef
- تواصل معي :
- fb
- tw
- gl
ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :
0 تعليقات المدونة
تعليق الفايسبوك
Loading Offers..