100 100 100

 زواجك في خطر.. كيف يمكنك إنقاذه؟ وكيف تصل إلى حياة زوجية سعيدة؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

في وقت تغيرت فيه نظرة الناس إلى الزواج من الجوهر إلى المظهر، وأصبحوا يتخذونه حلا سريعا للاستقلال عن بيت الأهل، والتصرف بحرية دون قيود، أو هربًا من الوقوع في براثن المجتمع الذي لا يرحم من تأخر في الزواج، فجعلوا منه وسيلة لا غاية، وهذا خطأ كبير، فأي هدف قد يحققه المرء في حياته قد يكون أفضل من نجاحه في إقامة بيت يقوم على المودة والرحمة كما أمر الله تعالى، وأن يهيئ لأبنائه البيئة المناسبة لكي ينشئوا في جو من الحب والحنان والرعاية الكاملة من كلا الأبوين؟!والحقيقة أن تحقيق ذلك ليس بالأمر السهل أبدا، وإنما يحتاج إلى جهد دائم وصبر طويل، وتضحيات كبيرة من الزوجين في كثير من الأوقات.

1. حسن الاختيار

على المرء أن يحسن اختيار شريك حياته منذ البداية، صحيح أن هناك طباعًا في كل منهما لن تظهر أمام الآخر إلا بعد الزواج، ولكن هناك شروط وصفات أساسية يجب توافرها في كلا الطرفين لا يمكن التنازل عنها، وعلى رأسها ما بينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”. وعندما قيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: “إن لي بنتًا، فمن ترى أن أزوجها له؟”، فقال: “زوجها لمن يتَّقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها”.

2. الاحترام المتبادل بين الزوجين والمعرفة الجيدة لما يحب الشريك وما يكره

من المؤكد أن الزوجين يتفاجآن بالكثير من الاختلافات بينهما بعد الزواج، وهذا أمر طبيعي، المهم هو أن يحترم كلاهما هذا الاختلاف، ويقدره، ويحاول جاهدا أن يتعامل معه، فالمعرفة الجيدة لما يحب الشريك وما يكره، والتعامل معه وفقا لتلك المعرفة، تجعله يتجنب الكثير من الخلافات التي قد تحدث بينهما، وتجنب المشاعر السيئة التي قد يسببها شعور أحدهما بعدم قدرة الآخر على فهمه جيدا، وبالتالي عدم القدرة على إسعاده.وأهم أساس لاستمرار الحياة الزوجية ونجاحها، هو الاحترام المتبادل بين الزوجين في كل وقت ليس أمام الأولاد فقط، بل وفي وجود أي شخص، وحتى لو بمفردهما، فمهما حدث من مشكلات بينهما، فطالما أنها لم تؤثر على هذا الاحترام، فلكل مشكلة حل، وستعود المياه إلى مجاريها سريعًا.

3. أن يضع أحدهما نفسه دائما مكان الآخر

لا بد من أن كلا منا يضع في عقله قائمة بالأشياء التي يتوقع من شريكه فعلها، والأشياء التي ينتظر منه ألا يفعلها، ولكن للأسف القليل منا فقط يفكر أن يبدأ بنفسه أولًا في تنفيذ هذه القائمة.
  •  أحببت أهل زوجتك وعاملتهم مثل أهلك، فكذلك فعلت هي.
  •  تحبين الاحتفال بالمناسبات التي تجمع بينكما، فبدأت أنت بتهنئته وإحضار الهدايا، ففعل مثلك أيضًا.
  •  اهتممت بعمل زوجتك ونجاحها فيه، فوضعت هي الأخرى نجاحك أنت نصب عينيها في المقام الأول.
  • وهكذا الكثير من الأمثلة، المهم ألا يضيع أحدهما الوقت منتظرًا من الآخر متى سيبدأ؟،بل يجب على كل منهما أن يبدأ بنفسه، ليسعد الآخر، وبالتالي سيجد سعادته أيضًا.

4. التركيز الدائم على الأشياء المشتركة بينهما

ما أجمل أن يكون الزوجان صديقين، يجعل ذلك بينهما حوارا مستمرا واتصالا دائما، ويحبب الزوج في قضاء وقت أطول في بيته، ويشعر الزوجة بالأمان والارتياح لكون زوجها معها أغلب الوقت، ولكي يحدث هذا يجب أن يكون بينهما عدة صفات مشتركة، فإن لم توجد، فيجب على كليهما أن يفعل المستحيل ليشارك الآخر في أي شيء يحبه، ولا يدع شبح الخرس الزوجي يتسلل إليهما، وهنا قد تبدأ مشكلة أكبر.صديقتي تعشق القراءة، وكان ذلك يزعج زوجها كثيرا، لأنها تقضي معظم وقتها بين الكتب بعيدا عنه، أخبرتني أنها أحضرت له في البداية بعض الكتب في مجال عمله، فقرأها في لهفة، ثم بدأت ترسل له على هاتفه بعض الكتب التي تناسب ذوقه، لكي يسمعها، لا ليقرأها، حتى تسلل دون أن يشعر إلى هذا العالم، وإلى الآن لم يستطع الخروج منه، وقد أثر هذا على علاقتهما كثيرًا.وأخرى زوجها يعمل بالتجارة، قليل الكلام، لا يتحدث سوى عن المشروعات التجارية، والبيع والشراء، بدأت تقرأ في مجال التجارة على الرغم من أنها بعيدة تماما عنه، ثم أخذت تقترح عليه بعض المشروعات التي يقوم بها، والتي استفاد منها كثيرا فيما بعد، فبدأ يأخذ برأيها في كل ما يخص عمله، والآن لا يكف عن الكلام، وزوجة أصبحت تحفظ أنواع السيارات وأشكالها عن ظهر قلب من أجل زوجها المولع بهذا العالم، وزوج يتعلم الطهو ليشارك زوجته شغفها وهكذا، المهم ألا يتوقف كلاهما عن المحاولة.وأذكر في هذا ما كتبه الراحل عبد الوهاب مطاوع في كتابه (نهر الحياة): “أي معنى للزواج حين يفتقد الزوج زوجته وهي معه تحت سقف واحد، وحين تمر الشهور بل والأعوام، وهما لا يلتقيان ولا يتناجيان ولا يتشاركان في شؤون الحياة ولا يبدد كل منهما وحشة الآخر؟!”

5. أن يحترم كل منهما مساحة الآخر الخاصة

بالرجوع إلى النقطة السابقة، فالزوجان قد يشتركان في بعض الأمور، ولكن ستبقى دائما أشياء خاصة بكل منهما، لن يستطيع أحدهما أن يشاركها مع الآخر، فيجب على كل منهما أن يحترم ما يحبه الآخر، ويساعده على تحقيقه والنجاح فيه، وألا يشعره يوما بعدم أهميته، أو التقليل من شأنه، ممارسة الزوجة لهواية تحبها، تشجيع الزوج على قضاء يوم مع أصدقائه من آن إلى آخر، وغيرها الكثير.

6. الحرص الدائم على إظهار مشاعر الود والامتنان بينهما بشتى الطرق

  • رسالة بسيطة ترسلها الزوجة إلى هاتف زوجها في منتصف اليوم في عمله، قليلة الكلمات، عظيمة الأثر، كافية لتجدد مشاعر الحب بينهما.
  • هدية صغيرة يقدمها الزوج إلى زوجته من فترة إلى أخرى مصحوبة برسالة حب قصيرة، ستجعلها تزهر من جديد.
  • مساعدة تقدمها الزوجة لينجز زوجها في عمله، لولاها لتأخر عن أدائه كما يجب، لم تكن في حاجة إلى الكلام، فقد أخبرتها قبلته على جبينها بالكثير.
  • شعور الزوج بأن زوجته متعبة، فيخبرها بأن تذهب للتسوق، أو أن تقضي وقتا مع أصدقائها، وأنه سيجلس مع الأولاد، ويهتم بمطالبهم، كان كافيا لتتحول زوجته إلى شخص آخر، يمتلئ حيوية ونشاطا.
لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الجهد، ولا يتطلب أن تكون شاعرا أو أديبا، كلمة رقيقة، ولمسة يد حانية، ونظرة تحمل ألف معنى، كلها تكفي تماما لتخبر شريكك أنك موجود في أي وقت، وأنك تقدر كل ما يفعله من أجل البيت والأسرة بأكملها.

7. عدم السماح لأي شخص مهما كان بالتدخل في حياتهما

يعتبر تدخل الآخرين بين الزوجين من أكبر أسباب التي تؤدي إلى زيادة الخلافات بينهما، ويقاس استقرار البيوت بمدى قدرة أصحابها على ألا يعرف عن أحوالهم شيء، فإذا تدخل الآخرون قربت بينهما كلمة، وباعدت بينهما ألف كلمة، فمن المعروف أن الزوج يرى زوجته بعين لا يراها بها الجميع، وكذلك تفعل هي، فقد يتسامحان دون حتى أن يشعر أحد بأن هناك مشكلة، ولهذا هو فقط من يمتلكان القدرة على حل خلافاتهم والبدء من جديد.

8. عدم المقارنة بين شريكك وأي شخص آخر

فمن المؤكد أننا نمتلئ بالعيوب، ولكن يجب أن يشعر شريكك بأنك تراه بعينك أفضل شخص في العالم، ولا يمتدح أحدكم ما يفعله أزواج آخرون أمام شريكه، فهذا يجرحه كثيرا، ويجعله يتألم، حتى لو أظهر عكس ذلك، أو بدا غير مبال، فتأكد أنك هكذا تؤذيه دون أن تشعر، ويجب عليك قبل أن تحدثه فيما تراه منه من تقصير، أن تثنى على الأشياء الجيدة التي يفعلها، ربما كان هذا دافعا له كي يتغير إلى الأفضل.

9. أن تتذكر دائمًا لشريكك الأشياء الجيدة

يقولون إن الغضب ريح هوجاء تطفئ شمعة العقل، وللأسف، فإن أغلب الخلافات الزوجية تصل إلى ذروتها بسبب الغضب، فلا يرى الإنسان في غضبه سوى الأشياء السلبية فقط، وينسى كل الأفعال الجيدة الأخرى، والحقيقة أن هذا أمر معروف بصفة خاصة بين النساء، فقد وصفهن -صلى الله عليه وسلم- بأنهن “يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط”.فعلى الزوجين أن يتذكرا دائما الأشياء الجيدة لبعضهما، خاصة في أوقات الخلاف، فالحياة لن تسير على وتيرة واحدة، والزواج عقد على أن نسير الحياة معا بحلوها ومرها.

10. التسامح والتغافل وقبول الاعتذار بين الزوجين

ماذا لو عاد أحدهما معتذرا؟!، على الآخر أن يكون ذا قلب كبير، وأن يلتمس لشريكه ألف عذر، وإذا لمس فيه شعورًا حقيقيًّا بالندم على ما فعل، وصدق العزم على عدم تكرار ما فعله مرة ثانية، فعليه أن يقبل اعتذاره على الفور، فمن منا لا يخطئ؟!وختامًا نصيحة أخيرة لكل شاب وفتاة مقبلين على خطوة الزواج، إنه ليس خطوة تخطوها من أجل إرضاء من حولك، أو خوفا من المجتمع، أو تقليدا لأحدهم لأن كل الناس يتزوجون فحسب، ولكنه كما قاله الإمام الغزالي: 《إن الزواج ليس لمفاتن أنثى ولا لوسامة رجل، إنما لإعمار بيت على مودة ورحمة وسكينة، محاط بسياج من طاعة الله سبحانه وتعالى》، من يستطيع منكم أن يعي جيدًا هذا المفهوم العظيم للزواج، بعقله وقلبه قبل لسانه، وأن يجعله هدفا يطبقه في حياته الزوجية، فهنيئا له حصوله على حياة سعيدة وهادئة ومستقرة -بإذن الله-.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق