لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
1. حسن الاختيار
على المرء أن يحسن اختيار شريك حياته منذ البداية، صحيح أن هناك طباعًا في كل منهما لن تظهر أمام الآخر إلا بعد الزواج، ولكن هناك شروط وصفات أساسية يجب توافرها في كلا الطرفين لا يمكن التنازل عنها، وعلى رأسها ما بينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”. وعندما قيل للحسن بن علي رضي الله عنهما: “إن لي بنتًا، فمن ترى أن أزوجها له؟”، فقال: “زوجها لمن يتَّقي الله، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها”.2. الاحترام المتبادل بين الزوجين والمعرفة الجيدة لما يحب الشريك وما يكره
من المؤكد أن الزوجين يتفاجآن بالكثير من الاختلافات بينهما بعد الزواج، وهذا أمر طبيعي، المهم هو أن يحترم كلاهما هذا الاختلاف، ويقدره، ويحاول جاهدا أن يتعامل معه، فالمعرفة الجيدة لما يحب الشريك وما يكره، والتعامل معه وفقا لتلك المعرفة، تجعله يتجنب الكثير من الخلافات التي قد تحدث بينهما، وتجنب المشاعر السيئة التي قد يسببها شعور أحدهما بعدم قدرة الآخر على فهمه جيدا، وبالتالي عدم القدرة على إسعاده.وأهم أساس لاستمرار الحياة الزوجية ونجاحها، هو الاحترام المتبادل بين الزوجين في كل وقت ليس أمام الأولاد فقط، بل وفي وجود أي شخص، وحتى لو بمفردهما، فمهما حدث من مشكلات بينهما، فطالما أنها لم تؤثر على هذا الاحترام، فلكل مشكلة حل، وستعود المياه إلى مجاريها سريعًا.3. أن يضع أحدهما نفسه دائما مكان الآخر
لا بد من أن كلا منا يضع في عقله قائمة بالأشياء التي يتوقع من شريكه فعلها، والأشياء التي ينتظر منه ألا يفعلها، ولكن للأسف القليل منا فقط يفكر أن يبدأ بنفسه أولًا في تنفيذ هذه القائمة.- أحببت أهل زوجتك وعاملتهم مثل أهلك، فكذلك فعلت هي.
- تحبين الاحتفال بالمناسبات التي تجمع بينكما، فبدأت أنت بتهنئته وإحضار الهدايا، ففعل مثلك أيضًا.
- اهتممت بعمل زوجتك ونجاحها فيه، فوضعت هي الأخرى نجاحك أنت نصب عينيها في المقام الأول.
- وهكذا الكثير من الأمثلة، المهم ألا يضيع أحدهما الوقت منتظرًا من الآخر متى سيبدأ؟،بل يجب على كل منهما أن يبدأ بنفسه، ليسعد الآخر، وبالتالي سيجد سعادته أيضًا.
4. التركيز الدائم على الأشياء المشتركة بينهما
ما أجمل أن يكون الزوجان صديقين، يجعل ذلك بينهما حوارا مستمرا واتصالا دائما، ويحبب الزوج في قضاء وقت أطول في بيته، ويشعر الزوجة بالأمان والارتياح لكون زوجها معها أغلب الوقت، ولكي يحدث هذا يجب أن يكون بينهما عدة صفات مشتركة، فإن لم توجد، فيجب على كليهما أن يفعل المستحيل ليشارك الآخر في أي شيء يحبه، ولا يدع شبح الخرس الزوجي يتسلل إليهما، وهنا قد تبدأ مشكلة أكبر.صديقتي تعشق القراءة، وكان ذلك يزعج زوجها كثيرا، لأنها تقضي معظم وقتها بين الكتب بعيدا عنه، أخبرتني أنها أحضرت له في البداية بعض الكتب في مجال عمله، فقرأها في لهفة، ثم بدأت ترسل له على هاتفه بعض الكتب التي تناسب ذوقه، لكي يسمعها، لا ليقرأها، حتى تسلل دون أن يشعر إلى هذا العالم، وإلى الآن لم يستطع الخروج منه، وقد أثر هذا على علاقتهما كثيرًا.وأخرى زوجها يعمل بالتجارة، قليل الكلام، لا يتحدث سوى عن المشروعات التجارية، والبيع والشراء، بدأت تقرأ في مجال التجارة على الرغم من أنها بعيدة تماما عنه، ثم أخذت تقترح عليه بعض المشروعات التي يقوم بها، والتي استفاد منها كثيرا فيما بعد، فبدأ يأخذ برأيها في كل ما يخص عمله، والآن لا يكف عن الكلام، وزوجة أصبحت تحفظ أنواع السيارات وأشكالها عن ظهر قلب من أجل زوجها المولع بهذا العالم، وزوج يتعلم الطهو ليشارك زوجته شغفها وهكذا، المهم ألا يتوقف كلاهما عن المحاولة.وأذكر في هذا ما كتبه الراحل عبد الوهاب مطاوع في كتابه (نهر الحياة): “أي معنى للزواج حين يفتقد الزوج زوجته وهي معه تحت سقف واحد، وحين تمر الشهور بل والأعوام، وهما لا يلتقيان ولا يتناجيان ولا يتشاركان في شؤون الحياة ولا يبدد كل منهما وحشة الآخر؟!”5. أن يحترم كل منهما مساحة الآخر الخاصة
بالرجوع إلى النقطة السابقة، فالزوجان قد يشتركان في بعض الأمور، ولكن ستبقى دائما أشياء خاصة بكل منهما، لن يستطيع أحدهما أن يشاركها مع الآخر، فيجب على كل منهما أن يحترم ما يحبه الآخر، ويساعده على تحقيقه والنجاح فيه، وألا يشعره يوما بعدم أهميته، أو التقليل من شأنه، ممارسة الزوجة لهواية تحبها، تشجيع الزوج على قضاء يوم مع أصدقائه من آن إلى آخر، وغيرها الكثير.6. الحرص الدائم على إظهار مشاعر الود والامتنان بينهما بشتى الطرق
- رسالة بسيطة ترسلها الزوجة إلى هاتف زوجها في منتصف اليوم في عمله، قليلة الكلمات، عظيمة الأثر، كافية لتجدد مشاعر الحب بينهما.
- هدية صغيرة يقدمها الزوج إلى زوجته من فترة إلى أخرى مصحوبة برسالة حب قصيرة، ستجعلها تزهر من جديد.
- مساعدة تقدمها الزوجة لينجز زوجها في عمله، لولاها لتأخر عن أدائه كما يجب، لم تكن في حاجة إلى الكلام، فقد أخبرتها قبلته على جبينها بالكثير.
- شعور الزوج بأن زوجته متعبة، فيخبرها بأن تذهب للتسوق، أو أن تقضي وقتا مع أصدقائها، وأنه سيجلس مع الأولاد، ويهتم بمطالبهم، كان كافيا لتتحول زوجته إلى شخص آخر، يمتلئ حيوية ونشاطا.