لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
التسويق بالإذن هو شكل من أشكال الإعلان والتي يمنح فيها الجمهور المستهدف الفرصة من أجل اختيار الاشتراك لتلقي الرسائل الترويجية، وأول من ابتدع هذا المصطلح “التسويق بالإذن” هو رجل الأعمال والمؤلف سيث جودين، والذي حرص على مناقشة العديد من مصطلحات التسويق في كتاباته وكان التسويق بالإذن واحدًا من أهم الأنواع التي تناولها جودين.
ما التسويق بالإذن؟
التسويق بالإذن هو شكل من أشكال التسويق والإعلان ولا يحدث إلا بعد أن يأذن الجمهور المستهدف بتلقي الرسائل الترويجية والإعلانات، وهناك العديد من الأشكال الشائعة للتسويق بالإذن مثل تلقي التحديثات في رسائل البريد الإلكتروني.
زادت شعبية التسويق بالإذن خلال الفترة الماضية، خاصة فيما يتعلق بالمتاجر الإلكترونية التي تعتمد على البريد الإلكتروني لإرسال تحديثات الأسعار والعروض إلى العملاء، وتعد هذه الطريقة ذات فاعلية عالية في زيادة المبيعات وتحقيق المزيد من الأرباح.
ويعتمد المسوقون على الإذن الذي يمنحه العميل من أجل استقبال رسائل الترويج والتسويق كأول أشكال التفاعل مع العملاء، ومن هنا يمكن أن يبدأ المسوق في خلق علاقة ثقة بينه وبين العميل، وهو ما سيعزز سمعة العلامة التجارية على المدى البعيد، وكذلك يساعد في زيادة انتشار العلامات التجارية.
مزايا التسويق بالإذن
من أهم مميزات التسويق بالإذن أنه منخفض التكلفة، وفي نفس الوقت فاعليته أعلى من أي نوع تسويق آخر، كما أنه يمكنك من بناء علاقة ثقة بينك وبين العميل، وكذلك سهولة الوصول مباشرة إلى العميل المستهدف، سواء من خلال البريد الإلكتروني أو منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يزيل العديد من التكاليف العامة التي يجب أن تتعامل معها في الطرق التقليدية، وبالتالي يعد الأسهل والأكثر فاعلية.
بالإضافة إلى ذلك هناك ميزة أساسية في التسويق بالإذن وهي أن المستخدم نفسه هو من يختار تلقي تلك الرسائل التسويقية، وبالتالي هناك احتمالات أعلى أن يكونوا عملاء محتملين ولديهم رغبات حقيقية في الشراء، فالعميل الذي يوافق على تلقي إشعارات خاصة بالعروض والتحديثات والأسعار على الأغلب سيخصص جزء من وقته لقراءة المحتوى، واستيعاب الرسائل التسويقية، وبالتالي سيتخذ قرار الشراء بنسبة أعلى، كما أن هذا النوع من التسويق يبني علاقة إيجابية مع العميل، وفي نفس الوقت يضمن التفاعل مع العملاء في المستقبل.
التسويق بالإذن مقابل التسويق التقليدي
التسويق بشكله التقليدي ومهما كانت جودته يعتبر تسويق أعمى، لا يعرف إلا القليل عن الجمهور المستهدف، وقد يخطئ الوصول إلى العميل الذي يرغب بالفعل في الشراء ويصل إلى أشخاص لا يهتمون بالمرة بالمنتج أو الخدمة، على عكس التسويق بالإذن، والذي أيًّا كان واجهته سواء مدونة، أو متجر، تطبيق، أو حتى مجرد صفحة من صفحات منصات التواصل الاجتماعي، فإنه يرسل الرسائل التسويقية إلى العميل المهتم بالفعل بالمنتج أو بالخدمة، وبالتالي يعتبر التسويق بالإذن تسويقا واعيا، ويمكن الاعتماد بشكل أساسي في خلق علاقة تفاعلية مثمرة مع العملاء.
العميل الذي يهتم بمنتج معين ويقبل أن تصل إليه رسائل تسويق وتحديثات الأسعار والعروض لا بد من أن يشتري في وقت من الأوقات ما يهتم به، وإلا لما كان قبل وأذن بوصول الرسائل من الأساس.
أهمية التسويق بالإذن
قبل أن نبدأ في نقاش مزايا التسويق بالإذن لا بد من أن نلفت النظر إلى أن أغلب الجمهور لا يثق في الإعلانات التجارية أو الجهات التي ترسيها، ووفق لمؤسسة غالوب فإن 96 % من المستهلكين الأمريكيين لا يثقون في الإعلانات وكذلك يشككون في العلامات التجارية ورسائلها التسويقية، وغالبًا ما يجد الجمهور طرقًا جديدة لمنع وصول تلك الإعلانات لديهم، وبالفعل بدأت العديد من التقنيات المجانية والمدفوعة في الانتشار مؤخرًا والتي تمنع ظهور كل أشكال الإعلانات بل وتحظر جهات الإرسال أيضًا.
حتى في وسائل الإعلام التقليدية أصبح جهاز التحكم وسيلة ممتازة لتجنب الإعلانات التجارية تمامًا، فبمجرد أن يبدأ الإعلان يبدأ المشاهد في البحث عن قناة أخرى، بل وهناك أعداد كبيرة من الجمهور صارت تتجنب مشاهدة التلفاز من الأساس وتفضل تحميل المحتوى من المنصات الإلكترونية من أجل مشاهدته دون فواصل إعلانية.
من هنا يمكننا القول إن قبول العميل استقبال الرسائل الترويجية الخاصة بك هو مؤشر ممتاز للثقة بينك وبين العميل، والتي يمكنك العمل عليها من هذه النقطة المتقدمة من أجل زياداتها وخلق فرص حقيقية للاستفادة من هذه الثقة.
وتنقسم العلاقة بين العلامة التجارية والعميل إلى عاملين:
1. هل يثق العميل بالعلامة التجارية؟
2. هل يحصل العميل على قيمة من العلامة التجارية؟
وبالتالي السبب الوحيد لعدم تقديم معلومات إلى العلامة التجارية هو أن العميل لا يثق بالعلامة التجارية، أو يرى أن تلك العلامة التجارية لا توفر له قيمة حقيقية، ووفق لدراسة أجراها سيلز فورس فإن 46 % من المستخدمين يشعرون أنهم فقدوا السيطرة على بيناتهم حين يشاركونها مع علامة تجارية إلكترونية، و79 % من الأمريكيين يشعرون بالقلق من الطريقة التي تستخدم بها الشركات البيانات التي يقدمونها، خاصة في ظل عدم الشفافية وهو ما يجعل العملاء غير مستعدين لمشاركة بيناتهم وخلق علاقة مع العلامة التجارية.
وبالتالي تجنب التسويق بالإذن يمكن أن يزيد من تأجج الموقف السلبي الذي يتخذه العملاء من الرسائل التسويقية، وقد يصل الأمر إلى تشريعات قانونية تمنع العلامات التجارية من استخدام بيانات العملاء والتواصل معهم دون إذن وكذلك حماية خصوصية المستهلك.
التسويق بالإذن والقيمة
التسويق بالإذن عملية تعتمد على رغبة العميل في مشاركة البيانات من أجل الحصول على معلومات، ولا بد من أن تكون تلك المعلومات ذات قيمة للعميل، ومن هنا لا بد من أن تراعي الشركات الفرق بين العملاء وأن تستخدم الرسائل المخصصة والتي تعتمد على طبيعة البحث وتاريخ الشراء، وهو ما يعني تقديم معلومات تناسب كل عميل على حدة، وهو ما يعني مزيدًا من إغراء العملاء من أجل الحصول على القيمة، وبالتالي زيادة المبيعات.
في نفس الوقت لا بد من أن تحترم الشركات والمسوقون العملاء الذين قدموا بيناتهم، فهذه المعلومات هي دلالة ثقة من العميل، وبالتالي لا تخذل ثقة العميل بك بمعلومات غير مفيدة بالنسبة له، ومن الأفضل أن تشجعه من خلال الهدايا وكوبونات الخصم، وكذلك الشفافية الكاملة في الأسعار وإعطاؤه تجربة أفضل مقابل تلك المعلومات التي شاركها بالفعل.