لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
سُجل أول ظهور للتجارة الإلكترونية بعام 1982، وفي منتصف التسعينيات أخذت التجارة الإلكترونية تكتسب شعبية جذريةً بين الناس لما كانت تحمله في جعبتها من مجموعة واسعة من المزايا التي سهلت على المستهلك والتاجر عملية التسوق على حدٍ سواء.
وفرت التجارة الإلكترونية على التاجر والمستهلك الكثير من الوقت، وأصبح بالإمكان شراء مختلف الخدمات والمنتجات من وسط المنزل وبغضون دقائق قليلة. علاوةً على ذلك، محت التجارة الإلكترونية أيّ وجودٍ للحدود الافتراضية التي عادةً ما تفصل بين مختلف البلدان والقارات على كوكب الأرض بصورة شبه كاملة، ممّا سلط الضوء على ضرورة اتخاذ أصحاب المتاجر الإلكترونية المختلفة التدابير والإجراءات اللازمة للارتقاء من الأسواق المحلية إلى العالمية.
ولكي نعينك في رحلتك هذه، جمعنا لك بهذه المقالة باقة من النصائح المهمة فيما يخصّ تحويل المتجر الإلكتروني من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي.
1- تحديد الأسواق المُستهدفة المختلفة وتحليلها
إنّ الأساس لأيّ تجارة ناجحة هو معرفة العميل الذي سيتعامل معه المتجر الإلكتروني وفهم سلوكياته والمُنتجات والخدمات التي من المُرجح أن تلبي احتياجاته وتسترعي انتباهه. ومع أنّ هذه القاعدة تنطبق على التجارة الإلكترونية في كل من الأسواق المحلية والعالمية، إلّا أنّ أهميتها تبرز على نحو خاصٍّ في الأسواق العالمية، نظرًا لتعدد الخيارات والمتغيرات في الأسواق العالمية مقارنةً بالمحلية. لذا قبل أيّ شيء، لا بدّ من الحرص على إجراء أبحاث مفصلة لتحديد المناطق والبلدان التي من المرجح أن يحقق فيها المتجر الإلكتروني أرباحًا جديرةً بالجهد والوقت المبذول في التوسع إليها.
بمجرد تحديد الأسواق المستهدفة، ينبغي تقسيمها وفقًا للسمات المشتركة بينها ودراسة كل منها على حدة لاختيار أنسب الطرق لمخاطبة جمهورها وإجراء أيّ تكييفات وتعديلات لازمة على المنتج وفقًا لاحتياجات تلك الأسواق ومتطلباتها.
2- تحديد الجهات المُنافسة بكل من الأسواق المُستهدفة
بعد اختيار وتحديد أفضل الأسواق للمتجر الإلكتروني ومنتجاته، لا بدّ من البحث عن أهم الشركات والمتاجر الإلكترونية المنُافسة بتلك الأسواق، ويتضمن ذلك معرفة نقاط قوتها، وأوجه تميزها، وسبب تفضيل المستهلكين بتلك السوق لها على غيرها من الجهات المُنافسة والمتاجر الإلكترونية الأخرى، وأسعار منتجاتها مقارنةً بدخل الأفراد بالسوق الفلانية، والخدمات التي تقدمها، ومستوى خدمة عملائها، وهلم جرا. لكن لا تصب جامَّ تركيزك بالبحث عن النواح الإيجابية فقط، بل قم كذلك بتقييم أداء المتاجر الإلكترونية المُنافسة وانتبه جيدًا على أيّ أخطاءٍ ترتكبها.
3- فهم القيود والسياسات الجمركية والضريبية والرسوم المترتبة عليها
شحن المنتجات المُباعة على نطاقٍ محلي يختلف تمامًا عن الشحن الدولي، حيث يخضع عادةً أيّ منتجٍ يُشحن دوليًّا من منطقة إلى أخرى إلى رسوم جمركية وضريبية ذات قيمة مُحددة، ومن الجدير بالذكر هنا أنّ اللوائح والسياسات الجمركية والضريبية التي تُحدد قيمة هذه الرسوم المُترتبة تختلف من دولةٍ إلى أخرى.
لذلك من واجب المتجر الإلكتروني دراسة وفهم هذه القيود والقوانين في البلدان المُستهدفة قبل توفير خدمات البيع والشحن لأيّ من الأسواق العالمية. إضافةَ إلى ذلك، اعلم أنّ لكل دولة لائحة بها مجموعة من العناصر التي يُحظر استيرادها وتصديرها، لذا عليك بالتحقق منها والتأكد من أنّ منتجات متجرك الإلكتروني غير مشمولة بلوائح العناصر المحظورة بالسوق المُستهدفة.
4- التعاون مع المؤثرين المحليين
عند استهداف أيّ سوق عالمية أو أجنبية، ينبغي بالمقام الأول استيعاب اختلاف الثقافات الموجود بين الأسواق العالمية المختلفة وأخذ جميع العوامل الأخرى المُرتبطة بها بعين الاعتبار. هذا يعني أنه على المتجر الإلكتروني تحديد قنوات التسويق الأكثر ملاءمة لتلك الأسواق، بما فيه التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي والتعاون مع المؤثرين المحليين بكل من الأسواق العالمية المستهدفة.
بكل بساطة، أجرِ بحثًا لمعرفة أكثر المؤثرين شهرةً في الدولة المُستهدفة على منصات التواصل الإلكتروني الأكثر شيوعًا بتلك الدولة مثل إنستجرام وفيسبوك ويوتيوب وتويتر، ثم تواصل معهم واطلب منهم التسويق لمنتجات المتجر الإلكتروني ومشاركتها مع متابعيهم.
5- توفير خدمة عملاء فعّالة وسريعة
عندما يقوم المتجر الإلكتروني بتوسيع شريحة العملاء التي يتعامل معها وحصيلة الأسواق العالمية التي يُصدر ويشحن منتجاته إليها، ستلاحظ أنّ فريق خدمة العملاء المحلي للمتجر الإلكتروني لن يعود قادرًا على مساعدة كافة العملاء بمختلف البلدان بالسرعة والفاعلية والكفاءة المطلوبة، وذلك نظرًا للزيادة الكبيرة بأعداد العملاء واختلاف التوقيت من منطقة إلى أخرى.
ولكي تُوفر لعملائك خدمة عملاء متميزة على مدار 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع، يمكنك الاستعانة بالحلول التقنية كروبوتات الدردشة التي تجيب على الأسئلة الشائعة للمستخدمين بصورة فعّالة، أو يمكنك اللجوء إلى إحدى المراكز والشركات المحلية المختصة بخدمة العملاء للإجابة على كافة استفساراتهم بأيّ وقتٍ كان وبكل سهولة ويسر.
وبالنهاية، لا ننفي أنّ توسع المتجر الإلكتروني للأسواق العالمية يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب مثابرةً ومجهودًا ملحوظًا، إلّا أنها خطوة لا بدّ منها في التجارة الإلكترونية لما تحملها من فرصٍ لا حصر لها للمتجر الإلكتروني ونجاحه. وتذكر بأنّ البداية هي دومًا الصعبة، ولكن اتباع النصائح المذكورة أعلاه سيسهل عليك هذه العملية كثيرًا!