هل صحيح ما يظنه الناس عن علاقة شرب القهوة بالجفاف؟ في هذه الدراسة نتبيّن من عوامل أكثر تفصيلاً لفهم هذا الزعم.
لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل القهوة تسبب الجفاف فعلاً؟ لا تصدق كل ما تسمعه! بن ديسبرو، الدراسة 15 نيسان 2017 قِيل منذ زمن طويل أن الكافيين يُعد مادة مُدرة للبول، فبعضهم أخذ بالنصيحة واستبعد المشروبات التي تحتوي على الكافيين من النظام الغذائي للأشخاص المعرضين لخطر الجفاف، أو خلال فترة اشتداد الحرارة في فصل الصيف. ربما يكون مغزى هذه النصيحة حسن إلا أنها خاطئة.
ما هو الجفاف ؟
يعرف الجفاف بأنه حالة تزيد إدرار البول في الجسم، فعندما يفقد الجسم الماء أو أي مشروب بكميات كبيرة يصُاب بالجفاف. والأهم من ذلك أن كثرة التبول لا تؤدي حتمًا إلى الجفاف (الفقدان المفرط للسوائل في الجسم). فالشرب يزود الجسم بالسوائل ليمتصها (أي يتجنب الجفاف) ويسبب ادرار البول في آن واحد. واعتمادًا على ذلك فإن كثرة شرب السوائل باستمرار تسبب ادرار للبول، فيمكن وصف المشروب وصفًا دقيقًا بأنه "مجفف سيء وغير فعال" عندما يتسبب بفقد كميات كبيرة من السوائل في الجسم.
يُعد الكافيين مُدرًا للبول ولكن بمستوى خفيف وعند تناول الكافيين بانتظام يظهر أثره على الجسم سريعًا (من أربعة إلى خمسة أيام). إنه أمر مثير للقلق نوعا ما، عُرف في مدة تقارب ١٠٠ سنة.
تناول مشروبات الكافيين بانتظام لا يسبب الجفاف المزمن
ففي عام ١٩٢٨ أُجريت دراسة شارك فيها ثلاثة أشخاص وأثبتوا أن الذين لا يتناولون الكافيين لمدة أكثر من شهرين أو يتناولون جرعة قليلة أي نصف مليغرام لكل كيلوغرام من كتلة الجسم (تقريبًا بحجم نصف كوب قهوة) ذلك يسبب لهم زيادة في التبول بدرجة ملحوظة. بينما تناول الكافيين بانتظام لمدة تتراوح (من أربعة إلى خمسة أيام) أي أكثر من ملليغرام لكل كيلوغرام من كتلة الجسم (تقريبًا بحجم كوب قهوة) لم يسبب الجفاف وكانوا بحاجة إلى معرفة مدى أثره قبل ظهور النتائج. وذلك يشير إلى
أن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بانتظام لا يسبب جفافًا مزمنًا. لقد كانت الدراسة واضحة المبدأ وتناولت شريحة معينة واستخدمت أساليب بحثية حديثة وتحليلات جميعها أكدت صحة هذه النتائج منذ أكثر من عقد مضى. أُجريت الدراسة لتحدد أثر تناول الكافيين على فقد السوائل أو الجفاف وشارك فيها ٥٩ من الأفراد الأصحاء وكانوا تحت المراقبة لمدة ١١ يومًا. في البداية كان كل واحد من المشاركين بهذه الدراسة يتناول الكافيين بنسب ثابتة لمدة ستة أيام أي ٣ ملليغرام لكل كيلوغرام من كتلة الجسم (تقريبًا كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا). وبعدها ظهر أثر تناول الكافيين خلال خمسة أيام في جرعة إما صفر أي (كوب واحد) أو بدرجات معتدلة أي (كوبين).
دور "مؤشر المياه للسوائل"
لاحظ الباحثون ازديادًا كبيرًا في نسبة الماء مثل إدرار البول واللون. في الغالب أن ميزان الماء الذي نستخدمه حاليًا لمراقبة وزن السائل لم يتأثر بجرعات الكافيين التي كانت تؤخذ بانتظام. ففي علم الماء يظهر أثر أي مشروب على الجسم بناءاً على قدرة الجسم على الاحتفاظ بكمية السوائل التي يستهلكها. وحديثًا أُنشِئ "مؤشر المياه للسوائل" ليفسر قدرة احتفاظ المائع بمشروبات مختلفة مقارنةً بالماء وذلك وفقًا للمعايير. بالإضافة إلى ذلك إن مؤشر المياه للسوائل يكشف عن نسبة الكافيين في المشروبات مثل: القهوة والشاي والكولا والتي تتشارك بنفس قدرة الاحتفاظ بالمائع مقارنًة بالماء أو مشروبات الطاقة التجارية. من مزايا مؤشر المياه للسوائل أنه يتعرف على جميع السوائل التي يتناولها الجسم (ابتداءً بالسوائل الأكثر فعالية مقارنةً بغيرها). فلقد نصح الباحثون الأشخاص بأن لا يشربوا المشروبات المفضلة لديهم (لأنها تحتوي على الكافيين). فالأشخاص الذين لم يستبدلوا المشروبات تلقائيًا بمشروبات أخرى ذلك أدى إلى انخفاض في معدل السائل لديهم. هذا دليل على أن هناك علاقة تربط بين حالة انخفاض الماء وسوء الصحة (تحديدًا المجموعات التي حالتها الصحية ضعيفة). فالجفاف يمكن أن يقلل من الاضطرابات في المزاج والعقل ووظائف القلب وأيضًا يعتبر دلالة على إصابة الشخص بمرض سيء عندها عليه أن يذهب إلى المستشفى. لذلك إن بعض المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل: الكولا ومشروبات الطاقة لها تأثيرات على الصحة كارتفاع عالٍ في معدل السكر من حيث تحسين وزن السائل. لذلك فلا داعي للقلق بشأن الكافيين.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد