لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تتمثل فكرة الترجمة في نقل ثقافة لثقافة أخرى. ومن ضمن القواعد التي يجب أن يتقنها المترجم أنه لا بد له أن يكون ملمًا إلمامًا تاماً بكلٍ من لغته الأم واللغة التي يريد الترجمة منها أو إليها، ولا يتم ذلك للمترجم الطموح إلا بعد أن يكون قد أتم دراسة اللغتين دراسة وافية من ضمنها الدراسة الأكاديمية للترجمة والعمل على تطوير الذات وتطبيق كل ما يتعلمه تطبيقًا عمليًا من أجل أن يتم له مراده من الدراسة النظرية وذلك لسببٍ قد يكون معلوما عند البعض وقد يخفى عن البعض، ومن وجهة نظري الشخصية قد يتسنّى لي أن أقول أنه سبب بديهي وهو أن الترجمة من المجالات التي لا تعتمد فقط على الدراسة النظرية وإنما يلزمها التطبيق العملي المستمر كي تكون مترجما محترفا.
كيف نستفيد من الترجمة؟
إن الترجمة من المجالات الشاسعة التي يصعب على الفرد الإلمام بها عن طريق الدراسة النظرية فقط، لأنه بسبب الانفتاح العالمي الواسع الذي نعيشه الآن بالكاد يمر اليوم دون ابتداع ألفاظ جديدة وينبُع من اللفظ الواحد مجموعة ألفاظ قد لا تقل عن الخمسة إن لم تزد عن ذلك أو تقل.
يجول بخاطري سؤال كثيرًا ما سألته لنفسي وهو: لماذا لا تستفيد حركات الترجمة من هذا الانفتاح العالمي الذي سهّل علينا التواصل مع كل أقطار العالم في لحظات أو بضغطة زر فتهتم حكومات بلداننا العربية الحبيبة بحركات الترجمة التي يمكن لها أن تنقل لبلادنا علوم الأمم الأخرى سواءً المسالمة أو المعادية، ومن ثم يسهل على طلاب مدارسنا دراسة كل المجالات الأخرى التي قد تصعب دراستها بسبب لغتها.
تقارب الثقافات :
وبذلك تساعد الترجمة على اجتياز نصف الطريق المنتهي بكل الأمم في جُعبتنا بحياتهم كاملة مكملة من علومهم وعاداتهم وتقاليدهم وأنماط معيشتهم والتقدم الذي وصلوا له، وأن نأمن مكرهم كما ورد في الأثر "من تعلم لغة قومٍ أمن مكرهم" وأن نجمع في مكتباتنا كل علوم العالم وآدابه ومجالات تعاملاته في الاقتصاد والسياسة والسياحة وكافة مجالات الحياة التي يمكننا الاستفادة منها في حالة السلم للتقدم واللحاق بركب الدول المثقفة، وفي حالة الحرب بأن نعرف كل ما يدور على ألسنتهم أو على الأقل أن نأمن مكر الدول المعادية.
العلوم :
تتجلى لي فائدة أخرى تعود علينا من الاهتمام بقطاع الترجمة، وهي الوصول بكافة علومنا وآثارنا الأدبية والعملية والثقافية والدينية إلى العالمية وترك هذا الإرث النفيس من كل كنوز لغة الضاد لننفع به كل شعوب الأرض كما اعتاد السابقون من علماء وأدباء أعاظم تحدثوا العربية في الماضي والحاضر، فكما نعرف جميعًا أن اللغة العربية كانت ومازالت من أوسع اللغات انتشارًا، وقد خرج من ظهور متحدثي اللغة العربية والمسلمين على مر الأزمان السالفة والحاضرة علماء أناروا العالم بعلمهم وقت أن كان العالم عبارة عن كتلة جهل، وتخلف بالإضافة إلى ما قد سبق لي أن قرأته أن نشأة الترجمة كانت عربية وهو علم وضع حجر أساسه وساهم بنسبةٍ كبيرة في نشأته وتقدمه علماء مسلمين عرب.
نشر اللغة :
ومن ضمن الفوائد الجمّة التي تعود علينا من الترجمة هي إثراء لغتنا بالكلمات الجديدة نحويًا والعمل على نشر اللغة العربية على نطاق أوسع، ولنتباهى أمام العالم بهبة الله لنا التي حفظها الله وأعلى مكانتها بكونها اللغة المختارة لكتاب الله العزيز وأنها لغة خاتم الأنبياء و الرسل محمد صلي الله عليه وسلم.يالها من نعمة كبيرة غاب عنا شكر الله عليها هي أن لغتنا العزيزة هي لغة القرآن ولغة أهل الجنة، لمَ لا نهتم بتطوير وإنشاء مراكز حكومية للترجمة ونلحقها بكل مكتبات بلداننا العربية وبالتالي نخلق فرص عمل للموهوبين والمبتدئين والمحترفين في هذا المجال ونستفيد من ذلك العلم العظيم الذي يضمن لأمتنا نصف طريق الالتحاق بمصاف الدول المثقفة المتعلمة.
كيف نحسن من أوضاع الترجمة ؟
يجب على القائمين على التعليم تحت راية قياداتنا الحكيمة العمل على الاهتمام بقطاع الترجمة عن طريق إنشاء الكليات والمعاهد الحكومية المختصة باللغات والترجمة من وإلى العربية في جميع أرجاء البلاد والاهتمام بإرسال البعثات والدارسين للترجمة في بلاد لغاتهم الثانية لكي يضمنوا تحقيق اتصال مباشر بثقافات تلك الدول الأجنبية لتحصيل مصطلحات لغوية أكثر عددًا وتصل لأعلى الدرجات في الاتصال المباشر بألسنة هذه الأقطار المختلفة. ولا يخفى علينا أهمية إتقان قواعد كتابة وقراءة لغتنا الأم والتمكّن الكامل من ذلك يتطلب الدراسة الكاملة للغة العربية حتى يتم للمترجم قدرته على الترجمة ترجمة دقيقة، فلا يصح أن نتقن قواعد وكلمات اللغات الأجنبية ونرفع المفعول وننصب الفاعل ونرفع المضاف إليه في لغتنا الأم التي يجب أن نعتز بها، وتغلب على معظم أحاديثنا بدلاََ من تلك الكلمات التي يتباهى بمعرفتها شباب وأبناء جيلنا الحاضر ويتحدثون بها معظم الوقت وهي قد تكون خاطئة في الهجاء أيضًا، ولكن الأفظع ألا يكونوا متقنين للغتهم الأم ويتباهون بمعرفة بضع كلمات من كل لغة.
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد