لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل فكّرت يومًا كيف يمكن لطفلٍ بعمر الخمس سنوات أن يلعب بالألعاب وكأنها حقيقية؟ يطعمها ويكلمها كما لو كانت تفهمه، أو هل سمعت عن أن أعظم الرسامين استلهموا لوحاتهم من الطبيعة؟ بعضهم ذهب إلى المراعي وآخرون توجهوا للذات البشرية وغاصوا في أعماقها، حتى أن بعضًا غامر أكثر ولوّن كونه بفضل جمهور أم كلثوم!
نعم.. فالإلهام منذ بدء القدم لا نهاية له ولا بداية، سرمديٌ يرأس أي نتاجٍ بشري مذهل. والآن عزيزي القارئ.. لنأخذك في جولةٍ تنمّي فيها حواسك، وتفتح أبواب الخيال أمامك، فهل أنت مستعد؟
1. انظر لخربشات الأطفال
نعم، فأهم ما ينمّي الخيال ويغدق عليك الأفكار ليس تلك اللوحات التي تباع بالملايين ولا ما يمتزج بها أجمل الألوان، بل هي أشد ما يكون بسيطًا وعميقًا في ذات الوقت، وضالتنا المنشودة رسوم الأطفال.
خذ خربشة لابنك أو قريبك وعلّقها أمامك، حاول أن تنظر إليها كل يوم مرة واحدة ثم اكتب ما تحس به، ستتفاجأ بعد مدة بكونك أنتجت صفحاتٍ من الكلمات، وكلما قرأت مجموعة منها راودتك فكرة، طّور هذا الأمر وانظر للوحات أخرى واكتب انطباعك عن كل واحدة. ستذهل من جمال ما ستراه.
2. ابدأ من المنتصف
افتح روايةً أو كتابًا من منتصفه، واقرأ بضع صفحات، قد تجد أنك لا تفهم شيئًا، وهذا هو المطلوب، فكّر.. كيف وصلت الشخصية لهذا الحد؟ أين المكان الذي يصفه الراوي؟ ما العقدة في الرواية. اصنع بداية للقصة وحاول الاستمرار بالأحداث للنقطة التي قرأت عندها ثم دع مخيلتك تكمل الطريق.
3. ابحث عن كلمات عشوائية
وهي أكثر طُرقي تفضيلًا، نحن اليوم في عصرٍ لا حدود للمعرفة فيه، وما أن تجد جوابًا لسؤال حتى ينبثق منه سؤال آخر. فكّر بكلمةٍ لا على التعيين وابحث عن معناها، رقراق، زورق، صبابة، كموم، قرميد، إلخ.. اذهب الى أكثر من ذلك وفكّر بالأمثال وقصصها أو الأغاني وحكاياتها.
4. انظر للسماء
اذهب بعيدًا عن ضوضائك المعتادة ليومٍ كامل، خذ ورقة وقلم تحديدًا -فالأجهزة الذكية ستلهيك أكثر مما ستلهمك- انظر للسماء عصرًا، تابع حركة الشمس، تخيل رسومًا بالغيوم، حيوانات أو حلوى، انظر للظلال، للأحجار وانتظر الغروب، تابع الشفق بشغف، واكتب ما تشعر به أو يبادر ذهنك، فكّر بعمق وانظر للنجوم، حاول أن تتعرف عليها، الدب الأكبر الأصغر، نجم الشمال.
ما رأيك بحفظ المجموعات الشمسية؟ هل ترى كوكب الزهرة؟ حاول أن تبدع وتخلق عالمك تلك الليلة وعاود التكرار وانظر للاختلاف بمشاعرك ومفرداتك، فالسماء منذ الأزل، ولكن كل منا يراها بطريقةٍ مختلفة.
5. ابحث عن صديق يشاطرك شغفك
اطرح عليه أسئلة عميقة ودعه يتجاوب معك، جرّب معه العصف الذهني وتناقشا لساعاتٍ طويلة، لا تنظر إلى الساعة، تبادلا الأغاني والصور والاقتباسات، فليكتب كل منكما شعوره للآخر، دوّن أي فكرة وكل فكرة تواتيك، وحاولا أن يكون الوقت ليلًا، فالليل هو سيد الإبداع.
6. ألا تمتلك صديقًا حقيقيًا؟ اتخذ واحدًا!
تخيل صديقًا بأذنين كبيرتين وصوتًا يغني بآخر كل حديث، هل أعجبك هذا؟ فكر بشيء أبعد ما يكون عن الواقع، دُلفين وردي مثلًا بأجنحة لتناما على الغيوم، أو أن القمر يحكي لك قصصًا قبل النوم ويتلحف بغطائك، أو حتى ابن خلدون وهو يناقش معك كتابه المقدمة، اسرح بخيالك أكثر وأكثر، وارسم صديقك إذا أحببت، أهم شيء أن لا تكلمه بحضور عائلتك.
7. اكتشف علومًا جديدة
هل بحثت يومًا عن الفيزياء الكمومية؟ أو فكّرت بعلوم التنمية البشرية وإيمان أصحابها بقوانين للكون؟ هل جربت التوغل في علم النفس بأقسامه؟ أو قرأت عن المدارس الفكرية والمدارس الفنية؟ وسّع نطاق بحثك ليشمل كل ما لم تقرأ عنه مسبقًا، آخر تطورات علم صناعة الأدوية، الروبوتات، وحتى الأديان. اقفز لما هو أبعد من دائرتك، كون كامل بانتظارك.
8. شاهد فيلم قلبا وقالبا (inside out)
للوهلة الأولى قد تحس أنها دعابة، كيف لفيلمٍ للأطفال أن يلهم بالغًا؟ صدّق أو لا تصدق، فالفلم من أجمل وأفضل الطرق للإلهام، يتحدث عن أهم ما يحرك الإنسان، مشاعره! الفيلم يغوص داخل كل منّا ويرينا مشاعرنا الخمسة (الفرح-الحزن-الخوف-الغضب والاشمئزاز) وكيف أنها تمرح وتلهو داخل عقلٍ مليء بالذكريات، الفلم يعطي صورةً أوضح وفهمًا أكثر لذاتنا، تلك التي نهملها كثيرًا أثناء خوضنا في معترك الحياة، فكّر جديًا برؤيته.
9. أنشئ حسابًا مختلفًا
ما رأيك بعالمٍ مكّون منك وإليك؟ عالم صوريٌّ بعيد عن المواقع التقليدية؟ هذا ما ستجده بـ we heart it و Tumblr المليئين بالغرابة والدهشة اللانهائية، وحدك وباهتماماتك ستُنشئ كونًا لك فقط.
10. حلّل الأشياء من حولك
كيف تنشأ النجوم؟ ما السبب في لون قوس قزح وكيف اكتسبت سماؤنا زرقتها، أسئلة بسيطة للوهلة الأولى ولكن هل فكّرت مليًا في إجابتها؟ إنها من أروع ما ستكتشفه بحياتك، فلا ملهم أكثر من الطبيعة الأم.