لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يرغب الكثير منا في اكتساب المال، لكنه يحاول ثم يفشل، وللفشل أسباب ربما أحدها هو معتقداتك الداخلية تجاه المال، ربما تتمنى أن تصبح ذا شخصيةٍ قوية وقيادية لكنك تحدّث نفسك ليلاً ونهارًا بأنك ضعيف وأنك لا تستطيع أن تقرر حتى تستشير أحدًا آخر، وما دامت تلك الفكرة هي المسيطرة فلن تتقدم إلى الأمام بل ستصبح ضعيفا كما أنت! حتى وإن تظاهرت بالقوة، كذلك المال حين تحاول أن تكتسب مالا وتسلك طريق الثراء يجب أن تكون من الداخل مستعدًا ولا يوجد هناك معتقدات سلبية تعيدك للخلف.
فالفكرة المسيطرة على عقلك هي التي ستنجح حتى لو تفوّهت بعبارات النجاح والثقة وداخلك عكس ذلك فلن تنجح، خطة النجاح هي أن يكون داخلك يشبه خارجك ونيتك واضحة محددة حينها ستحقق أهدافك.
خمس معتقدات خاطئة يمكن أن تعيقك عن تحقيق الثراء
١- حُب المال جشع وطمع
وهذا معتقد غير حقيقي، حب المال غريزة إنسانية طبيعية جدًا. يقول تعالى ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: 46]، من الطبيعي أن تميل نفسك للمال لتمارس حياتك وتؤمّن قوت يومك وتعف نفسك وأولادك وتحقق آمالك. ومن غير الطبيعي أن تموت رغبتك تجاه المال! إذا لم تسعَ له فإنك ستطرق بيوت الناس وتطلب منهم المعونة وستمر بك ضائقة مالية، ذلك الأمر سيجعلك ضعيف، والله سخر المال من أجل كرامتك وأن تعيش الحياة كما ينبغي وأن تعف نفسك برزق الله في الأرض لا أن تزهد فيما أحل الله لك بحجة أن (العوض بالجنة) !
٢- الفقراء سيدخلون الجنة
والأغنياء أيضًا سيدخلون الجنة، الذين استثمروا أموالهم بالخير، قضوا حاجات الناس وأطعموا الفقير البائس، أموالهم استثمرت في إطعام فقير وإفطار صائم وبناء مسجد وسقاية حاج وإيواء مشرّد وتفريج كربات الضائقين، بل ويشعرون بلذةٍ عظيمة بالدنيا قبل أن يدخلون الجنة، أسعدهم المال لم يشقيهم، (الصدقة تطفئ غضب الرب) الغني لديه فرص كثيرة أكثر من الفقير للتقرب إلى الله تعالى.
٣- الفلوس تغيّر النفوس!
نعم تغيرها للأحسن والأجمل وليس للأسوء، الإنسان النقي من الداخل لن يتغير سواءً ملك المال أم خسره، أما الإنسان الدنيء فهذا هو طبعه ليس له علاقة بالمال، كم من شخص كان فقير معدم مغمور وحين رزقه الله انتعش وأنعش حياة عائلته ومجتمعه وأصبح نجم مضيء بعد أن حقق الكثير من أهدافه المعلقة، نعم غيّره المال للأجمل ونجح في حياته وامتن لذلك التغيير، ربما أنت أيضًا سيغيرك المال للأفضل وتفتح لك أبواب مغلقة في حال تخلصت من ذلك المعتقد البائس.
٤- تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم
بالطبع حين تصبح عبدًا للمال ستعيش في تعاسة، لكن إن كنت أنت سيد المال ستعيش في سعادة، المال مسخّر لخدمتك لا لأن تخدمه أنت، فإذا قلبت القاعدة تلك أصبحت في شقاء بالتأكيد، الأمر ليس له علاقة بامتلاك المال أم لا، الأمر متعلق بكيفية تصرفك تجاه المال، صحّح مفاهيمك تجاه المال الذي هو من نعيم ورزق الله في الأرض.
٥- طرق اكتساب المال أغلبها حرام
هذا المعتقد فيه سوء ظن بالله تعالى، وحاشا لله أن يرزقنا المال ثم يضيّق طرق اكتسابه! من يعتقد أن المال يكتسب بسهولة من بيع المحرمات! أو من تجارة الممنوعات، أو السرقة بأنواعها، أو الدخول في الربا، هذه أفكارك أنت وحدك وأنت من ركّز على هذا النوع من التفكير وبما أنك شخص ذو مبادئ عالية وقيم نبيلة فسوف تشمئز من فكرة المال لاعتقادك أن هذه هي طرق اكتسابه، وهو بالطبع لا يعني الحقيقة.
تلك الطرق يسلكها أشخاص وعيهم منخفض، جهلة لا يعيرون للأخلاق ميزان، أما أنت فعليك إدراك أن للمال ألف طريقة تكتسبه منها بطريقةٍ شريفة وواضحة كالشمس، وأن تركز على تلك الفكرة لتجذب لنفسك المزيد من أفكار الثراء والعديد من طرق اكتساب المال الحلال بأجمل طريقة، وهو كغيره له طريقان أنت من يختار ذلك، الصحابة رضي الله عنهم كان منهم أثرياء جدًا حتى إن الصدقة التي يخرجونها تكاد تكفي لأهل مدينةٍ كاملة.
أخيرًا:
لو كان المال بغاية السوء لما جُعلت الزكاة من أهم أركان الإسلام التي لن تتحقق إلا بوجوده ولن تستكمل الأركان الخمسة إلا بعد أدائها، في حقيقة الأمر إن وجود المال مع شخص واعٍ ومتعلم قوة ونعيم يستحق الشكر.