لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لقد تعجّب الكثير من الناس منا وممن يهتمون بالقراءة والكتابة ولا سيّما في ما نعيشه من أزماتٍ طاحنة وغلاءٍ فاحشٍ وبحث الناس عن لقمة العيش ولو يعمل طيلة النهار، فيتعجب هؤلاء منا كيف نكتب ونحن نعمل أكثر من نصف اليوم وننام أكثر من ست ساعات؟! ولكن من يحب الكتابة والقراءة لا يهمه أي عمل أو شغل يشغله أو نمط الحياة المزري أو عبئها.
فمن أحب الكتابة والقراءة سيكتب في السيارة أو قبل أن يخلد للنوم أو عند استراحته، فلا داعي أن تنتهي من كتابة أو قراءة ما تود كتابته أو قراءته ما بين ليلةٍ وضحاها، ولكن تريث في ذلك وخذ وقتك، فكلما تريثت في ذلك أخرجت للناس أفضل العمل واستفدت من قراءة ما تقرأه، ولكن لا بد من عدة أسباب للكتابة مهما كانت الظروف ومهما كنت ولو في غرفة العمليات أو قاعة أفراح أو في قطار، فالكاتب الذي يحب ما يفعل لا يزعزعه أي شيء حتى ولو كان منهكًا من التعب ولو كان يصرخ تعبًا فلن يقصيه ذلك عن الكتابة، ولكن لا بد من عدة أسباب تعينه على ذلك وهي:
1- الدافع القوي من وراء الكتابة ولمن تكتب ولأي سبب تكتب.
2- أن يكون هناك المقابل المغري الذي يدفع الكاتب للكتابة.
3- أن يستحضر المادة العلمية أو الأدبية أو الحس الذي يقوي عنده ملكة الكتابة والإبداع.
4- أن يكون له الهدف السامي لما يكتبه فلا يكتب إلا ما يشعر به من نفع وتغيير في الناس بالطريقة الإيجابية.
5- أن يقرأ الكثير من الكتب والروايات والقصص والكتب المترجمة النافعة.
6- أن يترك مشاهدة المواقع الاجتماعية فلا يعطيها الكثير من وقته، بل يجعل الوقت القليل الذي لا يتعدى النصف ساعة لتلك المواقع، لأنها مضيعة للوقت، فمشاهدة تلك المواقع الكثيرة التي تكثر من الأخبار ومقاطع الفيديو المتكررة يكفي معها الساعة والنصف ساعة والأقل من ذلك.
7- لا تنشغل بمن حولك ولو أولادك الذين يلعبون ويقفزون من أمامك ومن خلفك أو مشاهدة التلفاز لكثير من الوقت.
8- دع كل ما يشغلك واضرب به عرض الحائط، فربما تغير حالك وجعلت منك الكتابة الرجل الثري والمشهور الذي يتحدث عنه الناس ويشار إليه بالبنان.
9- تذكر من سبقوك من العباقرة والكتاب والشعراء ومن كتبوا الكتب، مثل من كتب قصة الحضارة هذا المستشرق الذي يدعى ويل ديورانت الذي كتب بصبر ومثابرة كتابه هذا قصة الحضارة من أربعين مجلدًا وقد طاف العالم شرقًا وغربًا ليكتب هذا الكتاب من الواقع نفسه وفي نفس البيئة التي عاشوا فيها ونفس المعالم وأخذ من أهل الأديان والأماكن والحضارات ما كان في السابق ومن كتب أهل التاريخ أنفسهم حتى لا يكتب بطريقة تقليدية فيجمع التاريخ المنقول لا المشاهد والمحسوس والذي يضفي الأثر البالغ على من يقرأ له، حتى رغم أنه من المستشرقين المسيحيين ولكنه تكلم عن نبي الإسلام ما لم يقله أي أحد قبله حتى إنك لتدمع عندما تقرأ له ذلك.
10- عليك بأن لا تكتب في إطارٍ واحد مثل القصة أو الشعر فقط، ولكن اكتب القصة والرواية والمقال والشعر النثري أو الشعر العامي، أو تعلّم أصول الشعر التفعيلي أو اكتب أي كتاب في أي موضوع مع بحث قد تخرج منه بمعلومات وفوائد جمة، أو ارسم ولوّن على الجدار أو لوحة وتنوع في عملك حتى يكون عندك المخزون الكبير من الكلمات والمترادفات والبلاغة وتنمّي الملكة الفكرية والأدبية لديك، فبعض الناس لديه الملكة والموهبة وليس لديه الصيغة والأسلوب والكلمات واللغة والمنطق القويم لتتدفق منه الكلمات، فهو يعجز عن كتابة مقال فضلاً عن كتابة الشعر المقفى الموزون الذي يحتاج الدراسة البسيطة لعروضه وبحوره.
11- وأخيرًا، لا تنتظر أن تأتي الكلمات على ذهنك لكي تبدأ، ولكن عليك بأن تبدأ بالكتابة فقط وستتدفق الكلمات والأحداث تترا دون توقف ما دام عندك المخزون الكافي من الكلمات والتجارب، وكل ذلك سيجعل منك عبقرية وشخصية قوية من الشخصيات التي إذا دُعت في محفل من المحافل لتتحدث أو تلقي كلمة فلن تتردد ولا تخونك الكلمات لأنك اعتدت على ذلك، فهيّا ادعم ذاتك ونشّط نفسك وغذّي ذهنك واجعل كيانك وعقلك وحسّك وكل ما تملك يتدفق بالكتابة في شتى المجالات.