لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كيف تصبح متحدثًا محترفًا؟ أن تكون متحدثًا محترفًا مهارة تحتاج منك إلى العمل والجهد وتكريس الوقت لكي نطور مهاراتنا ونحسن من إمكاناتنا.
أولاً: تجاوز العصبية
تشير الكثير من الدراسات إلى التخوّف من الحديث للجمهور أو الحديث العام. ولما كان الكثير من رجال الأعمال يكرهون إلقاء المحاضرات أو الحديث العام. فإن أولئك الذين يتقنونه منهم يتمتعون بميزةٍ كبرى تجاه غيرهم. مما يدفع إلى القول بأن تطوير مهارات الاتصال لشخصٍ معين من شأنه أن يربي رصيده المهني في المنظمة التي يعمل بها.
يحتاج إعداد المحاضرة وإلقائها واختتامها إلى مهارةٍ قد لا يجيدها الكثير مما يحفز إلى عرض بعض المقترحات التي من شأنها أن تُنمّي هذه المهارة لدى المعنيين بالحديث العام.
إن مراجعة المادة التي سيلقيها المتحدث قبل إلقاء المحاضرة مباشرةً يزيد من عصبيته في الوقت الذي ينبغي عليه أن يخفف من توتر أعصابه ويهدئ من روعه. ولذا عليه أن يلجأ وهو ينتظر دوره على المنصة. إلى تركيز انتباهه على المتحدثين الآخرين. أو على جمهور المستمعين، أو حتى على اللوحات الموجودة في القاعة. وليلجأ كذلك إلى التخلص من الطاقة العصبية الزائدة لديه، وذلك من خلال ممارسة بعض التمارين البسيطة، كالضغط على بعض العضلات، ومد الذراعين والرقبة والأرجُل، ومن ثم تركها في حالة استرخاء. إن تكرار مثل هذه التمارين سوف يقلل من مستوى التوتر لديه.
ولدى توجه المتحدث إلى المنصة. فإن عليه أن يتوقف قليلاً ليأخذ شهيقًا بطيئًا وعميقًا. ثم ليحبس الهواء داخل رئتيه قليلاً قبل زفره، إن من شأن ذلك أن يجنب المتحدث البدء بحديثه بشكلٍ عصبي. ويحول دون اهتزاز نبرات صوته، كذلك على المتحدث أن يحاول كسب عددًا من الأصدقاء من جمهور المستمعين قبل البدء بحديثه، كأن يلتقي أو يتحدث مع عددٍ منهم، أو يسمح لعينيه أن تلتقي بعيونهم وذلك لتشجيع السلوك الاستقبالي لديهم. كما أن رؤية بعض الوجوه المبتسمة من جمهور المستمعين لدى بدء الحديث، تعيد للمتحدث ثقته بنفسه.
ثانيًا: التمرين المسبق:
تعتبر الممارسة من أهم عوامل العرض الناجح. وهي تمنح المتحدث الثقة بنفسه وتجعله محيطًا بما يود أن يعرضه، فليحاول أن يتمرن على ذلك، إما أمام المرآة مع وجود مسجّل أو “كاميرا فيديو” وذلك بهدف تحليل صوته والوقوف على إيماءاته وتعبيرات وجهه. وإما (وهذا مفضل) أمام أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة بحيث يزوده بتغذية عكسية (راجعة) أمينة ودقيقة.
ثالثًا: طريقة كتابة الموضوع:
تتألف المحاضرة من مقدمة، وجسم، وخاتمة. ولعلّ من أهم النقاط التي تجب مراعاتها عند إعداد المحاضرة هي مستوى المستمعين. فليسأل المتحدث نفسه عن خصائص جمهور المستمعين، ولماذا قدموا إلى المحاضرة. ولعله من المناسب أن يقضي المتحدث بعض الوقع مع المستمعين قبل البدء في المحاضرة ليتعرف من ذلك على اهتماماتهم وميولهم فيوليها العناية والرعاية الكافيين.
إن إحاطة المتحدث بموضوع محاضرته، بشكلٍ عميق ودقيق، تجعله، ولا شك، في وضع أقوى على مواجهة المواقف المحتملة، كما تزيد من ثقته بنفسه.
رابعًا: المواد الداعمة:
من شأن قراءة مادة المحاضرة على جمهور المستمعين أن تجعلهم يشعرون بالملل ويفقدون حماسة الاستماع، كما أنها تضعف من قدرة تواصل المتحدث مع الجمهور، ولذلك، فإن وضع خطوط عريضة على ورقة منفصلة بحيث تذكر المتحدث بالنقاط الرئيسة التي يود تغطيتها يظل أمرًا مفضّلًا، ويحول دون الحاجة إلى تقليب صفحات المحاضرة على مرأى من المستمعين.
وإذا ما استعمل المتحدث بطاقات ذات حجم صغير، فليجعل كل بطاقة تختص بموضوعٍ واحد، ولتكتب بحروفٍ كبيرةٍ وغامقة كي تسهّل قراءتها. كما يمكن للمتحدث المتمرس استخدام بطاقة واحدة كبيرة ليقوم بتدوين جميع النقاط الرئيسة للمحاضرة عليها.
قد تسهم الشرائح (Slides) او الشفافيات ( Transparencies) في تذكير المتحدث بالنقاط الرئيسة التي يود طرحها. ولكن ما تجب الإ شارة إليه هو عدم الإكثار منها والاكتفاء بتسليط الضوء على النقاط الرئيسة التي يرغب المتحدث في أن يركز عليها جمهور المستمعين.
خامسًا: المظهر الجسماني للمتحدث :
إن اختيار المتحدث لملابسه يؤثر على رأي الجمهور فيه، وبشكلٍ عام، فإن ارتداء ملابس بسيطة يكون مبعثًا للشك في قدراته من قبل الجمهور. وبالتالي، فإن عليه ارتداء ملابس رسميةٍ أفضل من تلك التي يرتديها جمهور المستمعين، ولكن دون مبالغة، فالمبالغة في ذلك قد ينظر إليها على أنها نوع من التعالي.
وإذا كانت المحاضرة “متلفزة” أو أنها ستسجّل على شريط “فيديو” فإنه يفضّل ارتداء ملابس ليست غامقة ولا فاتحة. إن من أفضل الألوان التي تناسب “الكاميرا” اللون الأزرق أو اللون الرمادي كما أن ارتداء ربطة عنق حمراء من شأنها أن تساعد في جذب انتباه المستمعين.
سادسًا: المقدمة والملاحظات الافتتاحية:
يجب أن يكتب المتحدث المقدمة بنفسه كلما كان ذلك ممكنًا، فهذا يسهم في إعطاء صورة أوضح عنه وعن قدراته. وعادةً ما تبدأ المقدمة بعبارة مثل، إنه لمن دواعي سروري أن أقدم، كما يحاول المتحدث في الدقائق القليلة الأولى من المحاضرة أن يؤثر في الجمهور إيجابيًا لاستقبال محاضرته. وذلك من خلال الإيحاء بالثقة والسيطرة على الموضع، ومن خلال رفع الصوت في العبارات القليلة الأولى. ويعتبر السؤال البياني والبلاغي Rhetorical Qeestion الذي يطرح لمجرد التأثير في النفوس وغير الهادف للحصول على إجابة. واحدًا من الطرق الجيدة لجذب انتباه الجمهور، ويبدأ هذا السؤال عادةً بـ “ماذا إذا …؟ أو “ماذا تظنون بكذا وكذا” وهنا لا بد أن يقود السؤال إلى الموضوع المطروح. وأن يحفز الجمهور على التفكير.
سابعًا: جسم الحديث :
للاتجاه الذي يتخذه المتحدث في عرض الموضوع تأثيرًا كبيرًا على استقبال الجمهور لما يقال، فلينظر المتحدث إلى أن طلب الحديث منه بمثابة تكريمٍ لا بد له من الاعتراف به والتعبير عنه، ولكن كذلك مسرورًا بهذه لمناسبة حين اقتطع الجمهور جزءًا من وقته الثمين للاستماع إليه.
على المتحدث أن يتكلم بصيغة الجمع (نحن) لا بصيغة الفرد (أنا وأنت) ؛ لأن ذلك يقربه من الجمهور، وليعلن عن سعادته بقضاء وقتٍ ممتعٍ معه، حتى لو كان لا يراه كذلك، وليرحّب بالنقد. فذلك مدعاة لبناء الثقة بينه وبين الجمهور، ومدعاةً كذلك للإعجاب والتقدير.
إن صوت المتحدث هو أداته الأساسية لإيصال رسالته. فليكن صوته قويًا كي يصل إلى الصفوف الخلقية في القاعدة. وليغير من نبرات صوته كي يكون ذلك مبعثًا لعنصر الإثارة والتشويق في المحاضرة. وليحذر المتحدث من السرعة في إعطاء المعلومات لما لها من تأثير على استيعاب الجمهور لما هو مطروح.
وإذا ما شعر المتحدث أنه بحاجةٍ إلى التقاط أنفاسه بين فترةٍ وأخرى فهذا يعني أنه يتحدث بسرعة. وبالتالي، فإن عليه أن يخفف من سرعته. وفي المقابل فإن البطء في الحديث المصاحب للآهات الصادرة من المتحدث ينتقص من الرسالة ويحط من شأنها ويشتت انتباه المستمعين. وعلى المتحدث كذلك أن يوفر لحظات من الصمت في أثناء عرضه كي يتيح للمستمعين استيعاب ما تم ذكره والاستعداد لاستقبال ما سيلي.
ولعله من المناسب أن يتخذ صديقًا له ممن يجلسون في الصفوف الخلفية، بحيث يعطيه إيماءة لدى ظهور بعض المشكلات المتعلقة بسرعته في الحديث، أو في حجم المعلومات المقدمة، كما قد يلفت نظره إلى انتهاء وقت المحاضرة.
تؤثر لغة الجسد (Body Language) على نجاح الحديث، فإذا ما قضي المتحدث وقت المحاضرة بأكمله خلف المنصة، ظن المستمعون أنه مختبئًا خلفها. الأمر الذي يفرض عليه أن يعطي الفرصة للجمهور لرؤيته ورؤية يديه؛ لأن يديه من أدوات الاتصال المهمة التي لا بد من استخدامها للتأكيد على ما يود التأكيد عليه.
إن العينين أداة من أدوات الإتصال التي تدعم العلاقة بين المتحدث والجمهور، فلينظر المتحدث إلى نقطة المركز (أو الوسط) في المجموعة ليُمعن النظر في مستمعٍ بعينه حين يريد أن يقول شيئًا مهمًا. ثم ليحرك نظره إلى شخص آخر لدى طرح نقطةٍ أخرى، فذلك أدعى إلى تقريب المستمعين من المتحدث وإبقائهم في حالة من اليقظة والانتباه.
حريّ بالمتحدث أن يبتسم فالابتسامة توفر للمستمعين شعورًا بالراحة والأمان. ولعله من الجدير بالذكر أن بدء الحديث بابتسامة يعطي المستمعين انطباعًا بأن المتحدث مسرورًا بلقائهم، وليتذكر المتحدث بأن الانطباع الذي يكون المستمعين يبدأ قبل أن يصل إلى المنصة.