لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في البداية، وقبل أن يأخذنا ستيف هارفي في كتابه هذا، ونغوص -كما يريدنا هو- في عقلية الرجال وعوالم تفكيرهم ونظرتهم للأمور، وأيضًا قبل أن يُلقي علينا -كنساء- الخريطة الواضحة المعالم للتعامل مع الرجل وفهم تفكيره، أود أن أخبركم حقيقة لا بد من تذكرها جيدًا: «ذلك الكتاب الذي بين أيدينا هو غربي حتى النخاع» فحينما نعزم عن قراءته علينا أن نأخذ هذه الحيقية بعين الاعتبار، ونأخذ من الكتاب ما يتوافق مع ثقافتنا العربية وشرائعنا السماوية.
كيف يفكر الرجل؟
ستيف هارفي في بداية كتابه، الذي يعد أحد أشهر الكتب وأكثرها مبيعًا فى مجال العلاقات –يقدم نصيحة ثرية موجزة للسيدات- وهي لا يمكنك أن تتعاملي مع الرجل كما تتعاملين مع شقيقتك أو صديقتك المفضلة! الرجل لا يمكنه النظر لأمرٍ ما كما تنظر المرأة لذات الأمر. لذا، يأخذنا الكاتب في فصوله الأولى من الكتاب في رحلةٍ لعقلية الرجل وبنية تفكيره بُغية أن نفهم طبيعة نظرته للأمور، وتحاول المرأة أن تفهم ما يفكر فيه الرجل، فلا تتكبده بأمور هو على الأرجح لن يفهمها أو لن يُعيرها اهتمامه.
يوضح ستيف أن ما يدور في خاطر الرجل دائمًا ويفكر فيه هو البحث عن إجابات لتلك الأسئلة الثلاثة: من هو؟ ماذا يعمل؟ وكم يكسب؟ إنها بمثابة الحمض النووي للرجل، فعندما يقابل شخصًا ما أول ما يفكر فيه هو طرح تلك الأسئلة. لذا، دائمًا ما يبحث الرجل عن إجابات لنفسه عن تلك الأسئلة ويسعي لتحقيقها، فهو يعلم أن العالم الخارجي ينظر له من خلال تلك الأسئلة. فإذا كان الرجل مهتمًا بكِ فهو على الأغلب يكون ذهنه مشغولًا بكيفية جني الأموال والحصول على منصب أفضل والظهور أمامكِ بالصورة التي يريدك أن تريها.
«الرجل لا يهتم بالتفاصيل» ؛ ويلقي ستيف للمرأة نصيحة في غاية الأهمية وهي أن الرجل لا يحب أن يصغي للتفاصيل، فهى لا تعني له شيئًا، فما يهمه حقًا هو المشكلة، أما إذا أردتِ الحديث بالتفاصيل الدقيقة فيفضّل أن يكون مع صديقتك لأن الرجال لا يفهمون سوى المشكلة ومعالجتها!
كيف يُعبر الرجل عن اهتمامه؟
وهنا يوجه ستيف رسالة مباشرة للسيدات، يقول: «أيها السيدات، توقفن عن إغراق الرجال في مفاهيمكن الخاصة عن الحب والاهتمام، ويجب أن تدركن أن حب الرجل واهتمامه قطعًا يختلف كثيرًا عن حب المرأة وطريقة تعبيرها عنه» ويوضح ستيف أن اهتمام الرجل يقع في ثلاث خانات وهي:
اللقب
وهو كيف يُعرفكِ إلى الآخرين؟ هل يقدمكِ في الأساس لأهله، ومعارفه، وأصدقائه. فاللقب حسب مفهوم الرجل هو طريقة لإخبار كل من يعرفه بأنه فخور بكِ.
الإعالة والمسؤولية
من أهم طرق تعبير الرجل عن اهتمامه هو العطاء وحرصه الدائم لإعالتكِ، وألا يدعكِ تحتاجين لشيءٍ مهما كلفه الأمر، فهو يرى في ذلك مسؤوليته. لذا، الرجل بأي حالٍ يريد أن يشعر بأنه شخص يُحتاج إليه، ولا يمكن الاستغناء عنه، وأبسط طريقة لتجعليه يشعر بذلك هو أن تدعيهِ يُعيلك!
الحماية
حينما يهتم رجل لأمر امرأة فهو غالبًا ما يسعى لحمايتها ليس بقوته البدنية وحسب، بل أيضًا بطرقٍ أخرى مثل الاندفاع للقيام بمهمةٍ بدلًا منك يرى أنها قد تشكل خطورة عليك.
ما يحتاج إليه الرجل من المرأة
المساندة وكلمات التشجيع
من أهم الأشياء التي يحتاجها الرجل هي كلمات الدعم والتشجيع، على الرغم من أنه دائمًا ما يُظهر أنه ليس بحاجة إلى تلك الكلمات إلا أنها تُمثل له حافزًا كبيرًا ووقودًا لتقديم ما هو أفضل. باختصار مفتاح الرجل هو التقدير.
الإخلاص والوفاء
أكثر شيء يحتاجه الرجل هو الوفاء والإخلاص، هو يريد أن يشعر بأنكِ ستقيفين بجانبه مهما كانت ظروفه: جنى المال أم لا، كسب أم خسر، التحق بالوظيفة المعينة أم لم يتستطع.
التواصل الجسدي
كما يقول الكاتب، دائمًا ما يحتاج الرجل إلى هذا النوع من التواصل، وهو يُعد وسيلة للتعبير عن حبه وإظهار اهتمامه بكِ.
المرأة التي يراها الرجل صالحة له
في الحقيقة، تلك الجزئية من الكتاب أثارت دهشتي كثيرًا؛ فرغم أن الكاتب غربي بامتياز ويتحدث من وجهة نظر ثقافته المنفتحة إلا أنه يسرد تلك النصائح لكي تنال المرأة احترام وتقدير الرجل، ويسعى هو للاحتفاظ بها!
1- المرأة التي تطلب الاحترام، هي المرأة الصالحة لاحتفاظ الرجل بها، أما المرأة التي تسمح له بتقليل احترامه لها فهي لا تستحق الاحتفاظ بها.
2- المرأة التي ترتدي ملابس محتشمة، يرى الرجل أنها تستحق الاحتفاظ بها واحترامها.
3- المرأة التي تبتسم وتعتني بنفسها بشكلٍ جيد، ودائمًا تكون سعيدة هي المرأة التي يسعى الرجل للتمسك بها.
4- المرأة التي تستطيع التكيف مع الظروف، ويكون بإمكانها أن تدير الحديث بشكلٍ مقنع ولائق مع أي شخص، هي المرأة التي يبحث عنها الرجل.
واختصر الكاتب في النهاية بأن المرأة التي يستطيع الرجل أن يقدمها إلى الأهل والأصدقاء بسعادةٍ وسرور دون أي حرج، هي المرأة التي تستحق أن يحتفظ بها الرجل. «الرجل صياد بالفطرة»
في النهاية، يوضح ستيف أنه من المهم بالنسبة للمراة ألا تُظهر رغبتها الشديدة في الطرف الآخر، فلا بد للمرأة أن تجعل الرجل دائمًا في دور الصيّاد، وتجعل هي من نفسها دور الفريسة المميزة، لديها شخصية وإنجازات خاصة بها ولا يمكن الوصول إليها بسهولة.