لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
من المعلوم بالضرورة أن التسوق ما هو إلا نشاط حياتي يمارسه البشر لمقابلة احتياجاتهم ورغباتهم بصفةٍ دورية وليس له وقت معين وإنما يكون تلبية لسد الحاجات الإنسانية على اختلافها وتنوعها من أبسط الأشياء كالأطعمة والمشروبات واحتياجات المطبخ البيتي إلى اللبس بما تحتويه كلمة لبس من تفاصيل (ملابس، إكسسوارات بسيطة، أحذية، مجوهرات) أو أجهزة أو معدّات إلى أضخم الأشياء كالسيارات والعقارات والتحف والأعمال الفنية النادرة وغيرها، فهو ضرورة من ضروريات الحياة ومتطلباتها إذ لا يمكن الاستغناء عنه أبدًا وإن كان من الممكن التقليل منه أو تنظيمه حسب الحاجة والضرورة حتى لا يصبح حالة مرضية.
التسوّق تجاوز النظرة التقليدية كونه نشاطا حياتيا من أجل الحصول على متطلبات الحياة اليومية، بل أصبح صورة من صور السياحة والمتعة، حيث أن الحركة الكبيرة في عالم التسوق والتطور المضطرد في أنماط التسوق والدفق الكبير للسلع وتنوعها والتنافسية العالية والأنشطة الإعلامية والإعلانية الدؤوبة على السلع والتنزيلات الموسمية عليها شكّلت أسبابًا مثّلت وسائل للجذب المغري والتي بدورها تخلق ضغطًا كبيرًا على الفئة المستهلكة على اختلاف ميولها (ميول التسوق تتأثر وفقًا لأشياء منها الجنس والنوع والعمر ومستوى الدخل وطبيعة أنشطة الحياة وغيرها من المؤثرات التي قد نخصص لها مقالًا منفردًا إن شاء الله) بل وتؤثر على الثقافة الاستهلاكية كمًا وكيفًا، لمقابلة هذا الحراك الموار والتطور المضطرد والذي لا يعكس إلا تطورًا طبيعيًا في حياتنا رغمًا عنا، لا بد من وضع تكنيك جيد يستوعبه وكل ما ذكر آنفًا حتى لا يصبح التسوق مضيعة للمال والوقت.
الخطة السنوية المالية
لا بد لأي منا من وضع خطة سنوية على الصعيد المالي في نهاية كل عام استعدادا لعام جديد على أن تكون هذه الخطة واقعية بصورة كبيرة مع قدر من المرونة واضعين في الاعتبار خطط بديلة تستوعب الطوارئ والأزمات والتطورات الإيجابية والسلبية في الشأن المالي زيادةً أو نقصانًا على أن يأخذ التسوق نصيبه في هذه الخطة.
تحديد الاحتياجات بدقة
لا بد من إنشاء برنامج أو قاعدة بيانات أو حتى قائمة كتابية لتحديد الاحتياجات وفق جدولة علمية واضحة بلا تداخلاتٍ فيها، حيث نبدأ بالضروريات الأهم ثم المهمة: مثل حاجيات التسوق لتلبية المأكل والملبس والسكن ثم الخدمات كالصحة والتعليم والكهرباء والماء والغاز، ثم ننتقل من الأهم إلى المهم مثل الأجهزة الحياتية الضرورية وهي لا تقل في أهميتها كثيرًا عن سابقاتها كتجهيزات المطبخ (الأجهزة المطلوبة لتيسير عملية الطبخ ككل دون تفصيل) وتجهيز الحمامات (كل مطلوباتها من أجل أن تصبح مكانًا مريحًا) ثم نأتي لخدمات الاتصال (أجهزة مختلفة جوال كومبيوتر باقات الإنترنت وخطوط الهاتف) وغيرها ثم تأتي بعد ذلك الكماليات ومحسّنات أسلوب العيش والرفاهية.
مراجعة وترتيب الخزانات
يشكّل تكديس الأغراض وتخزينها من غير تنظيمٍ واحد من الأسباب التي تؤثر على ميزانية التسوق، فلا بد من ترتيب خزانات الملابس والأواني والمعدات وحتى المخازن الكبيرة كالمرآب والعلية والمخازن السرية بصورةٍ منظمة تمكّن صاحبها من تحديد الموجودات بوضوح حتى لا يقع في المحظور بأن يقوم بشراء بعض الموجودات مرةً أخرى ويبدد بذلك ميزانية قد يحتاجها في شراء أشياء أخرى.
الصيانة
بند صيانة التوالف من الأجهزة والأغراض من الأهمية بمكان له أثر كبير على عملية التسوق، حيث أن تكلفة صيانة وتصليح بعض الأغراض تكون في العادة أقل بكثير من شراء أغراض جديدة؛ لذلك لا بد من مراجعة التوالف وصيانتها فورًا وعدم تكديسها والتخلص من تلك التي لا يمكن إصلاحها أو الانتفاع بها وبذلك نعيد كثير من الأشياء القيمة إلى الحياة مرةً أخرى لنوفّر بذلك الكثير من الأموال.
الاهتمام بالجودة أولًا
يجب مراعاة معيار الجودة في التسوّق حين شراء أغراض جديدة فالجودة ثم الجودة أولًا دون اعتبار كبير للسعر، فعادةً السلع الجيدة تكون أغلى سعرًا لكنها بطبيعة الحال لا تجعلك تندم ولا تكلفك اللجوء إلى ما ذكرناه في الفقرة أعلاه، أي الصيانة، حيث أن السلع الأصلية عالية الجودة تكون عادةً أطول عمرًا وأكثر كفاءة، ولتحديد هذا المعيار يجب التسوق من المحلات المضمونة.
ومن أهم سمات الجودة التي يجب الانتباه لها: الاسم التجاري المعروف (الماركات المشهود لها بالجودة) ووجود ضمان على السلعة، خدمة صيانة، معلومية المصدر وشهادات المنشأ، السمعة الطيبة والاستقرار واستمرارية الخدمة (في الجوانب الخدمية مما يضمن عدم اختفاء الوكيل وخروجه من سوق المنافسة ).
المقايضة
تتبع بعض المحال التجارية والشركات أسلوب المقايضة في أنشطتها التجارية وتكون المقايضة بتبديل سلعة فائضة عن الحاجة أو قديمة بسلعةٍ أخرى أو بسلعةٍ أحدث من ذات النوع. مثال: استبدال جوال من موديل قديم بآخر أحدث من ذات الماركة مع دفع الفرق المناسب بدلًا من شراء جوال آخر جديد مع وجود آخر قديم يصبح فائض عن الحاجة، أو استبدال سلعة لم تعد تحتاج إليها رغم جودتها وحداثتها بأخرى تحتاجها، وهكذا يمكنك أن توفر قدرًا طيبًا من المال وتتخلص من مشكلة تكديس الأمتعة.
التسوق الجماعي (التشاركي)
في أغلب الأحيان يكون سعر الجملة أقل بكثير من سعر التجزئة إلا أنه من الصعب على الأفراد شراء سلع بكمياتٍ كبيرة زائدة عن الحاجة لاحتمالية تعرضها للتلف وصعوبة تخزينها وتبديدها للمزيد من الأموال؛ لذلك يلجأ الكثير من الناس (الجيران أو الأصدقاء أو زملاء العمل) إلى حيلة التسوق الجماعي التشاركي حيث يتم شراء سلعةً ما بكميةٍ تكفي الجميع بسعر الجملة والذي يكون أقل من سعر التجزئة كما أشرت لذلك، وقد يتم اللجوء إلى هذا الأسلوب الاقتصادي في شراء أكثر من سلعةٍ واحدة وبذلك تكون الفائدة أعظم.
عدم اصطحاب الأطفال
قد يكون هذا التكنيك مثيرًا للاستغراب، لكن من الطرافة الإشارة إليه هنا حيث يرى الكثير من خبراء التسوق أن وجود الأطفال كثيرًا ما تؤثر على عملية التسوق نوعًا وكمًّا، وهذا الأمر ليس قطعيًا وقد يثبت عكسه، لماذا لا نصطحب الأطفال في عملية التسوق؟ لعدة أسباب منها إن وجود الأطفال وحركتهم الدؤوبة تؤثر على تركيز المتسوق سواء كان أبًا أو أمًا أو من الأقارب حيث يكون جل التركيز على حركتهم وسلامتهم الأمر الذي يشتت ذهن المتسوق ويبدد وقته أيضًا وكثير يرجع الآباء دون شراء كل حاجياتهم أو بعضًا منها لهذا السبب، أيضًا رغبة الأطفال في شراء كل شيء تقع عليه أعينهم كاللعب والحلويات وغيرها دون اعتبار لاحتياجهم لها من عدمه مما يؤثر سلبًا على ميزانية التسوق.
ثم أن إتلاف الممتلكات يأتي من ضمن الأسباب التي تحرم اصطحاب الأطفال مما يوقع الآباء في دائرة القانون والاضطرار لدفع الغرامة خاصةً في مراكز التسوق الكبرى التي لا تجامل أبدًا.
لكن لا بد أن نشير أنه من الضرورة بمكان اصطحاب الأطفال إذا كانوا هم موضوع التسوق بمعنى أن التسوق يستهدف شراء احتياجاتهم المختلفة كمتطلبات المدارس والأعياد والمناسبات السعيدة حيث يضفي اصطحابهم جوًا من البهجة والفرح.