لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
مثلما أن
القسوة أمر غير مقبول في تربية الأطفال، فإن التدليل المفرط أيضًا عادة سيئة يمكن أن تضر الطفل وتجعله غير محبوب من الجميع، الدلال الزائد سيجعل طفلك قليل الاحترام وعديم مسئولية ولا يخاف، ستجعله أنانيًّا ويأبى إلا تحقيق رغباته فقط أيًّا كان الوقت وأيًّا كانت النتيجة، وللأسف أغلب الآباء والأمهات لا يعلمون أنهم بهذه الطريقة يضرون أنفسهم أولًا وأطفالهم ثانيًا والمجتمع ككل ثالثًا وأخيرًا.
علامات تشير أن أطفالك مدلَّلين بإفراط وكيف تعالجين الأمر
واحدة من أكثر الأشياء التي تثير حنقي في الحياة هو رؤية طفل مدلَّل بصورة مفرطة، مدلَّل لدرجة تجعله عديم الأدب، بالطبع لا ألوم في هذا الوقت على الطفل نفسه، بل كل اللوم يقع على والديه اللذان يستفزني هدوئهما وبرودهما في التعامل مع أخطاء ولدهم، ومن أهم العلامات التي تنذرك أنك أفرطت في تدليل ابنك هي:
1- تصميم الطفل على تحقيق ما يريد أيًّا كان الظرف
لا يهم إن كنتم بالخارج أو بالمنزل، لا يهم الوقت إن كان نهارًا أو في منتصف الليل، ولا يهم إن كان الوالدان في صحة جيدة أو مرضى، المهم أن الطفل يطلب ما يريد ويصمم على تحقيقه أيًّا كانت الظروف حتى لو غير مناسبة، فمثلًا تجده يقول: أمي أريد حلوى، فترد الأم: عزيزي سأشتري لك لكن ليس الآن لقد تأخرنا ونريد اللحاق بالطبيب، هل يسكت الطفل عند هذا الحد؟ بالطبع لا، بل تجده مصممًا على تحقيق ما يريد “الآن” ولا يهدأ إلا إذا تم تحقيقه.
الحلّ: لا تنخدع بالهستيريا ونوبة البكاء والنحيب التي يدخل فيها الطفل عندما تؤخر له مطلبه أو تقول له لا، وأخبره بحزم أنه كلما زاد تصميمه على شيء قمت بتأجيله فإنه لن يحصل عليه أبدًا، واتركه يفعل ما يريد حتى تنتهي النوبة والهستيريا ويعود ساكنًا.
2- طلب طلبات محرجة أمام الضيوف
الطفل السوي يعلم متى يطلب من والديه شيئًا، أما الطفل المدلَّل بصورة مفرطة لا يفرق بين كونهم وحدهم أو أمام الضيوف، فتجده يطلب طلبات محرجة بعض الشيء، فمثلًا إذا كنت تستقبل ضيفًا في المنزل وتقدم له العصيرَ ربما تجد طفلك بصوت عالٍ: أريد من هذا العصير يا أمي، ومثلًا إذا كنتم في زيارة أحد الأصدقاء فربما يطلب منك الطفل أمام جميع الحضور من الحلوى الموضوعة على المنضدة، أو يريد أخذ شيء رآه في منزل صديقك، وهذا بالطبع يعرضك لإحراج كبير، ليس هذا فحسب، بل تجد الطفل لا يستجيب لنظراتك وتحذيراتك له بالسكوت.
الحل: عاقب الطفل فيما بعد بعدم أخذه معك، وأخبره بوضوح أن تصرفاته تعرضك للإحراج وأنها لا تصح، وأخبره متى يجب طلب الأشياء وكيف وأين.
3- التدخل في كلام الكبار
ستجد أن الأطفال المدلَّلين بإفراط يتصرفون مثل الكبار ويتدخلون في كلامهم ويركزون معهم في الحديث بدلًا من اللعب، ستجد أن الطفل يتدخل في وسط كلامك مع صديقك أو قريبك ليبدي رأيه في موضوع أكبر بكثير من سنّه.
الحل: لا تسمح لطفلك بهذا ولا تضحك على تدخله وتعجب بتعليقاته على الموضوع، أخبره بوضوح وحزم أن هذا كلام كبار وأنه لا يجب أبدًا التدخل فيه، وأبدأ بوضعه في غرفته وأخبره أن يلعب فيها حتى تنهي حديثك مع صديقك حتى يتعلم ألا يتدخل في حديثكما مرة أخرى في المستقبل.
4- التفتيش في كل الأماكن حتى عند الأغراب
واحدة من أسوأ العلامات التي تشير إلى تدليل طفلك الزائد هي تفتيشه في كل الأماكن حتى عند الأغراب، بالطبع الطفل بطبيعته محبّ لاكتشاف كل ما هو جديد، يريد فتح كل الأدراج المغلقة، يريد الاكتشاف ويشعر بالفضول، لكن كل هذا بحدود، حيث أن الطفل المدلل بإفراط لا يفرق بين كونه في منزله أو منزل أي شخص آخر، تجده يفتح ويسحب من دون استئذان، يقوم بتخريب كل شيء يكتشفه في منزله حتى لو قمت بتحذيره.
الحل: اطلب من طفلك بحزم التوقف عن هذا وإلا أنك ستقوم بتخريب لعبة من الألعاب التي يحبها، أيضًا إذا قام الطفل بالتفتيش وأخرج شيئًا غاليًا وأفسده قم بحرمانه من المصروف وأخبره أنك ستقتطع جزءًا من مصروفه حتى تشتري شيئًا بديلًا لما أفسده.
5- عدم القناعة والرغبة دائمًا في أخذ المزيد
الطفل المدلل بإفراط لن يكتفي أبدًا بما تحضره له وسيطلب دائمًا المزيد، لن يقنع ويشكر بل ستجده طماعًا وينظر لما في يد أخوته وأصدقائه، إذا أعطيت له علبة من البسكويت على سبيل المثال وأعطيت لأخوه نفس العلبة ستجده لا يكتفي بها ويطلب منك واحدة أخرى ليصبح معه اثنين، إذا أعطيت له بعض الحلوى والفاكهة ستجده يطلب منك أيضًا بعض الآيس كريم والمشروبات الغازية، لن يقنع أبدًا بما تقدمه له.
الحل: علم طفلك القناعة ولا تستجيب لكل متطلباته، أخبره أنه أخذ مثلما أخذ أخوه وأنه لا يجب أن يأخذ أكثر، حتى لو غضب وترك ما أعطيته إياه قم بأخذه مرة أخرى ولا تعطيه له حتى يأتي ويعتذر عما فعله، وبتكرار هذا سيتعلم الطفل أنه من العدل أن يأخذ كما يأخذ أخوه وأنه لا يحق له أخذ المزيد.
6- الإفراط في الحركة حتى أمام الضيوف
تجد العديد من الأطفال عندما تزور أحد أصدقائك أو يزورونك هادئين خجولين، وعندما تمدح فيهم وفي هدوئهم يخبرك والديه كم أنه مختلف في المنزل، وهذا يعني أن الطفل يعرف ويفرق بين منزله ومنزل الآخرين، أو يفرق بين وجوده في المنزل وحده مع والديه ووجود ضيوف يجب أن يحترمهم، أما الطفل المدلل بإفراط فلا يستطيع التفريق بين هذا وذاك، ستجده أمام الضيوف يصعد على المنضدة والكراسي ويقفز ويسحب ويكسر، بل يمكنك أن تجده يقفز فوق كتف الضيوف أنفسهم.
الحل: إذا فعل طفلك هذا في منزل الآخرين فاطلب منه في أذنه أن يكف عن هذا وإلا ستنصرفون حالًا وتعودوا للمنزل، وإذا كنتوا في منزلكم فقم بإخباره أنه إذا لم يتأدب ويهدأ سوف تدخله إلى غرفته ليجلس وحده وتحرمه من اللعب مع باقي الأطفال أبناء الضيوف.
7- ضرب الكبار وإطلاق السباب في وجوههم
من أسوأ نتائج تدليل الطفل المفرط والمبالغ فيه هو ضرب الكبار سواء عن طريق المزح أو بسبب العصبية، وإطلاق السباب في وجوههم، وهذا بالطبع سيعرضك للإحراج الشديد.
الحل: قوّم سلوك طفلك من خلال تعليمه أن هذا الفعل خاطئ، فإذا تكرّر احرمه مما يحب، واحرمه من رؤية الأشخاص الذين يحبهم طالما أنه يحرجك أمامهم ويمزح معهم هذا المزاح السخيف.
8- العند وعدم الانصياع للأوامر والتحذيرات
الطفل المدلَّل بإفراط لن يستجيب لتحذيراتك ونظراتك، ستجده يرفض الانصياع لأوامرك بالتوقف وستجده عنيدًا ويصمم على فعل الشيء الخاطئ.
الحل: كن حازمًا مع الطفل، لا تَقُل أمامه انظروا كم هو عنيد ويصمم على تنفيذ رغباته، هذا خطأ، يجب كسر شوكة العند في ظهر طفلك دون كسر شخصيته القوية، أخبر طفلك أن رفضه لسماع كلامك سيجعلك لا تسمع كلامه أنت أيضًا عندما يطلب شيئًا أو عندما يريد الخروج والسفر وغيرها، وأن كل رفض من قبله سيقابله رفض من قبلك أيضًا.
9- محاولة إيذاء النفس كوسيلة ضغط للحصول على المطالب
هذه الوسيلة حيلة من الطفل لأنه كائن ذكي لكي يضغط عليك لتحقيق ما يريد، ستجده مثلًا لاسيما إذا كان الطفل صغيرًا بين عام إلى (3) أعوام يضرب رأسه بالحائط أو الأرض ليجبرك على الانصياع لمتطلباته، وإذا كان أكبر ستجده يلقي بنفسه على الأرض ويقفز ويبكي ويصرخ ويمكن أن يضرب وجهه أو يلطمه لكي تنتبه له وتحقق مطالبه.
الحل: كن ذكيًّا واعلم أن هذه حيل دفاعية يقوم بها الطفل لتحقيق طلباته، لا تهب من مكانك وتقول له لا يا بني لا تضرب نفسك، بل قُم وامسك يده في حزم وأخبره أن هذا التصرف سيزيد من سوء وضعه، وأنه لن يحصل على مطلبه أبدًا بهذه الطريقة، وأن مطلبه سيكون قيد التحقيق حقًّا كلما كان أهدأ وأكثر اتزانًا.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد