لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
الجميع يعلم الأثر الكارثي للوجبات السريعة والمعلبة علي أجسادنا، كأمراض القلب والسمنة وغيرها. ولكن هل يصل الأمر إلي أن تتحكم تلك الأطعمة في أدمغتنا وتؤثر على قرارتنا؟نعم، حيث يؤدي استهلاك كمية كبيرة من السكر والدهون لفترة قصيرة لا تتجاوز الخمسة أيام إلى التأثير على الجزء المسئول عن الذاكرة في أدمغتنا (الحصين) يؤدي إلى إضعافها وليس علينا فقط نحن البالغين، ولكن على أدمغة الأجِنّة أيضًا.
تأثير الغذاء على أدمغة الأجنة والأطفال
تقول فليس جيكا الأستاذة بجامعة ملبورن الأسترالية: إن غذاء الأم الحامل يؤثر علي دماغ الجنين. فبدراسة أقيمت على (23) ألف أمّ حامل، وجدوا أن الأمهات التي كُنّ يتناولن أطعمة غنية بالسكر والدهون كالكعك والبسكويت والمقرمشات المالحة، وغيرها، بنسبة أكبر من تناول الأطعمة الصحية الغنية بالألياف والمعادن، وُجِد أن أطفالهن عرضة أكثر لنوبات الغضب، والتصرف بعدوانية، أكثر من أقرانهم الطبيعيين، مع الأخذ في الحسبان طبعًا الظروف النفسية للأم وأساليب التربية، والمستوى المادي والإطار الاجتماعي الذي نشأ فيه الطفل.ومن هنا نستنتج بأن غذاء الأم، يؤثر بشكل كبير علي التطور العقلي للطفل. كذلك الأطفال الذي يحتوي نظامهم الغذائي اليومي على السكر المكرّر، ونسبة عالية من الأطعمة المصنعة، تزيد فرصة تعرضهم لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ADHD. ومشاعر القلق والحزن والأحلام المزعجة.
تأثير الطعام على قراراتنا
في معهد علم النفس التابع لجامعة لوبيك في ألمانيا، أقيمت تجربة اكتشف العلماء من خلالها تأثير الطعام على قرارات المشاركين في الاختبار. ففي كل مرة يتناول المشاركون طعامًا مختلفًا، تختلف قراراتهم، فالأشخاص الذين تناولوا كمية جيدة من البروتين في إفطارهم صباحًا، كانوا أكثر تسامحًا وقبولًا للعرض غير العادل الموجود في التجربة، أما الأشخاص الذين تناولوا إفطارًا غنيًّا بالكربوهيدرات، تصرَّفوا بحساسية ورفضوا تلك العروض غير العادلة.
هل يؤثر الطعام على سلوكنا؟
نعم، ففي بريطانيا أجريت تجربة على غذاء السجناء، فالسجناء الذين تناولوا طعامًا غنيًّا بالفيتامينات والألياف والمعادن، كانوا أقل عدوانية وأظهروا سلوكًا أفضل من أقرانهم.
هل من الممكن أن يجعلنا الطعام نشعر بالتعاسة؟
نعم، في دراسة في جامعة ديكين في أستراليا اختار الباحثون (67) رجلًا وامرأة يعانون من الاكتئاب غير السريري من أعمار مختلفة. انقسمت المجموعة لنصفين، جزء وضع في مجموعة الدعم الاجتماعي، كالحديث عن المشاعر السيئة ولعب الشطرنج، وأخرى في مجموعة تلتزم بنظام غذائي صحي، يرتكز على مواد غذائية بعينها كالبقوليات، والخضروات، والفاكهة وبعض أنواع الأسماك الغنية بالأوميغا 3، والمكسرات وزيت الزيتون، بعد (12) أسبوع من اتباع النظام وجد الباحثون، تغيرات واضحة، حيث قلّت أعراض الاكتئاب بشكلٍ ملحوظٍ لدرجة أنَّ بعضهم لم يعد يستوفوا معايير الاكتئاب العامة.في حين أن الأشخاص المستهلكين للأغذية المصنعة والمنتجات الغنية بالسكر والدهون، يعانون من اضطرابات مزاج وتوتر.
كيف حدث هذا؟
البكتيريا المعوية الموجودة في أمعائنا مسؤولة عن نوعية الغذاء الذي نرغب به، وليس هذا فقط ولكنها تتغير بتغير نوعية الغذاء، وتؤثر على صحة وجودة أمعائنا ومنها إلى أجسادنا بما فيها أدمغتنا، حيث تنتج البكتريا المعوية مركبات مختلفة، مثل الأحماض الدهنية والأمنية التي تؤثر على كيمياء الدماغ. فمثلا نظام الغذاء الصحي الذي يحتوي على الفيتامينات المهمة كفيتامين أ و B12 وحميض الفوليك وأيضا أوميغا 3، الذي نحتاجه لمساعدة خلايانا العصبية للعمل بشكل أفضل.في حين أن الأطعمة المصنعة، والغنية بالدهون والسكريات، كالحلويات والخبز الأبيض واللحوم المصنعة والوجبات السريعة التي تزيد من هرمون التوتر، وتضعف من منطقة الحصين في أدمغتنا، تلك المسئولة عن الذاكرة، وبالتالي تتغير شكل أدمغتنا بناء على نوع الغذاء الذي نختاره.
إذا ما الحل؟
راقب غذاءك، قلّل السكريات والأطعمة المعلبة، وبرغم أن الحديث عن أمر التقليل ليس بصعوبة الفعل نفسه. فيمكنك تغيير نظامك الغذائي بالتدريج، فبدلًا من استهلاك (3) ملاعق من السكر في مشروبك، جرّب في البداية أن تنقص معلقة واحدة، ثم في الأسبوع الذي يليه انقص معلقة أخرى حتى تنقطع عنه. وكذلك الأمر في الأطعمة المعلبة والمقرمشات والكعك المُحلّى، يمكنك أن تستبدلهم بطبق كبير من السلطة اللذيذة، ونعم، هناك العديد من الوصفات الرائعة للسلطات والطعام الغني بالعناصر الغذائية المهمة، وجميعها لذيذ وجيّد لصحتك.الأمر لن يكون سهلًا بالتأكيد، لكنك ستبدأ بملاحظة الفرق في شكل جسدك، وبشرتك، وأيضا في حسّ التذوق لديك. فقط بعد أسبوعه الثالث، على أبعد تقدير، سترى بأن الأمر كان يستحق. وتذكر بأن صحتك العقلية والجسدية مهمة، ليس فقط لك، ولكن لمن تحب أيضا.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد