لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
جمالُ العمل عن بُعد يكمُن في الحرية التي يقدّمها لنا. من وضع جدولك الخاص للعمل في مقاهٍ لطيفة، وأخذ استراحات غداءٍ بجانب المسبح، إنه لأمرٌ رائع! أوه، ليت الأمر رائعٌ لهذا الحد، صحيح؟ امزج بين السفر في رحلة عمل أو إجازةٍ أو حتى زيارة العائلة.. لكن بعد هذه المرحلة، ستصبح الأمور أصعب.
متطلبات السفر -خصوصًا السفر البعيد- يمكن أن تكون مرهقةً ذهنيًا وبدنيًا. أحيانًا يكون آخر ما أود فعله هو فتح حاسوبي عندما أصل لوجهتي.
في السنة السابقة وحدها، ذهبت إلى سبع دولٍ وسافرت محليًا إلى أربع ولايات لزيارة أفراد العائلة. أشعر أحيانًا أنني مسحوبٌ من مليون اتجاه -تمنعني من تحقيق رغبتي بفعل الأمور السياحية وقضاء وقت مع العائلة- عند معرفتي بأن لدي مواعيد تسليم يجب إيفاؤها، وعملاء يجب إرضاؤهم ومحتوى يجب أن أكتبه.
السفر، الأشبه كثيرًا بشعاري للحياة، يتمحوَر حول التوازن، فاكتشفت أن السماح لنفسي ببعض المرح، بينما أحافظ أيضًا على التزامات عملي، تنتج معدل نجاح أكبر بكثير وتؤدي إلى تحقيق توازن أكبر بين الحياة والعمل.
هذه بعض نصائحي بعد سنواتٍ طوال من التجربة والخطأ
1. حدّد جدولك
قبل أن أغادر في رحلة، أنسّق جدولي آخذًا بالاعتبار أي التزامات سفر ضرورية؛ كوقت السفر. عندما أراه مباشرةً إلى جانب الاجتماعات والالتزامات السابقة وأي شيء ممتعٍ آخر يمكن أن يتم حجزه مسبقًا من أجل الرحلة، ألقي لمحةً جيدةً على مسار الرحلة بالكامل.
تاليًا، أُوصل ما أعرف مسبقًا أنه يجب أن يُنجز بينما أكون مسافرًا. كنت أستعمل أداة إدارة مشاريع قوية جدًا وبسيطة تدعى "أسانا". حيث يمكنني ضبط ونقل المهام اليومية إلى أيامٍ مختلفة. وإن حدث شيء غير متوقع في الصباح الذي خطّطت أن أحرر الصور فيه، أنقله ببساطةٍ إلى اليوم التالي، أو على الأقل أعلم أنني بحاجةٍ لإنجازه في ذلك اليوم في وقتٍ ما لأنه مجدول في التقويم. لقد حافظ "أسانا" على سلامة عقلي أثناء تأسيس أعمالي والسّفر.
نصيحة: فليكن في بالك دائمًا أنه لا بد للأمور أن تتغير، ومفتاح هذه المشكلة هو أن تكون مرنًا.
2. اضبط المنبه (حتى في العطلة)
الحقّ يُقال، أعرف أنه عندما أضبط منبّهي وأستيقظ باكرًا، أغدو أكثر إنجازًا، وأشعر بأنني أكثر إنجازًا. وهنالك شيء يجب أن أقوله بهذا الشأن؛ أفضل رجال ونساء الأعمال قالوا نفس الشيء، قالوا أنّه جزء من الإجابة عن سبب نجاحهم. من الضروريّ عند السفر الالتزام بروتين الصباح، حتى لو كان الأمر مجرد الاستيقاظ والذهاب إلى النادي الرياضي. هذا ما يجعل يومي يستمر ويبدأ تأثير كرة الثلج[1]، حيث تحفزتُ لإنجاز المزيد.
الصباح أيضًا هو الوقت الأهدأ لكتابة المحتوى أو الكتابة الإعلانية أو تحديث حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي. وهل أنا بارعٌ في ذلك؟ حتمًا لا! لكن المفتاح هو السعي وراء ذلك التوازن مجددًا.
نصيحة: لسنواتٍ عديدة، تمرنت على ما تعلمته من كتاب "The Miracle Morning المعجزة الصباحية" للمؤلف هال إيلرود. إنه يعني باختصار تكريس الساعة الأولى من صباحك لنفسك، واضعًا إياك على طريقٍ أكثر إنجازًا لبقية اليوم
3. استفد من وقت السفر
اعتدتُ ومديري السابق على الضحك دائمًا على حقيقة أننا كنا ننتج في الرحلات الجوية أكثر من إنتاجيتنا في المكتب. وهنالك شيء من الحقيقة في هذا! لا شيء يماثل أن تكون في أنبوبٍ معدني مغلق، تنطلق بمئات الأميال في الساعة إلى وجهتك، وتقوم بإنجاز أعمالك. وخاصةً مع توافر الإنترنت المجاني في الطائرات والقطارات، يكون أسهل عليك متابعة رسائل البريد الإلكتروني والقيام ببعض الكتابة. في الأسابيع التي أسافر بها، سوف “أحتفظ” ببعض أفكار المقالات لأكتبها في الطائرة، لأنني أعرف حق المعرفة أنني سأنجز أكثر ولن ألتهي.
الآن إن استطعت أن أبقي نفسي متفانيًا كفايةً حتى أبتعد عن الكعك وأحدّث الأفلام المتاحة لمشاهدتها على الطائرة، سيكون فوزًا كبيرًا!
نصيحة: إن كنت تسافر في رحلةٍ بعيدة المدى (أكثر من 10 ساعات من الطيران)، ضع بعين الاعتبار أي اختلافاتٍ في المناطق الزمنيَّة وكن لطيفًا مع نفسك.
4. اختر تغيير المشهد
أعرف آخرين يستخدمون هذه الحيلة للحفاظ على الإنتاجية؛ وهنالك شيء يجب أن يقال بخصوص الخروج إلى بيئةٍ جديدة، حتى لو كان مقهًى محليًا. لقد كنت آخذ حاسوبي إلى الحديقة، ومطعم بجانب الشاطئ، وخارجًا في فناء المنزل وحتى في سيارتي عندما كنت أحتاج للصمت. أي شيء قد ينفع!
وفي نفس سياق الخروج، أحيانًا يكون كل ما تحتاجه هو الخروج ونيل قسط من الراحة. الأمر الجنونيّ بشأن عملك في عملٍ إبداعيّ هو أن بعضًا من أفضل أفكارك تأتي عندما لا تكون تعمل بالفعل، فهي تأتي عندما تكون مسترخيًا جدًا ويقول لك عصيرك: "يا صديق، لقد راودتني فكرة المليون دولار!".
لذلك اذهب وتمشّى، أو احتسِ شرابك المفضّل مع أصدقائك بجوار الشاطئ، أو استمتع بشروق الشمس بقراءة صحيفتك. أراهن أن بعضًا من أفضل أعمالكم تحدث في الساعات التي تلي ساعات العمل.
نصيحة: تفقّد أقرب مقهى إلى موقعك. هل يفعل أحد آخر ذلك؟ في آخر رحلاتي لزيارة عائلتي، علمتُ أن أقرب مقهىً يبعد عني مسافة خمس دقائق إذا أردت الخروج.
5. افعل ما يمكنك فعله، حينما يمكنك فعله
اعتدت على التمتمة بهذه التعويذة أثناء تدريبي على الماراثون الثالث. الحياة ماراثون كذلك. لم يكن الأمر حول عدد الأميال التي قطعتها في ذلك اليوم المعيّن، بل كان حول أنني خرجت وفعلتها. نفس الأمر يمكن أن نقوله عن السفر والعمل عن بعد.
أحيانًا لا تكون الظروف مثالية. أحيانًا تكون بيئتك مليئة بالملهيات اللامتناهية، أحيانًا كثيرة تضطرب بسبب اختلاف التوقيت[2]، تغط في النوم في مطعم. تهاون مع نفسك. خذ استراحة، قيلولة، نفسًا عميقًا أو أيًا كان ما يحتاجه جسمك في تلك اللحظة، ثم عد إلى عملك مرةً أخرى عندما تستطيع ذلك.
أحيانًا تكون لدينا عقلية كل شيء أو لا شيء[3]. إن لم أنتهِ من كتابة ذلك المقال بالكامل خلال ساعتين، فلن أنهيه أبدًا. إن لم أُجدوِل شهري كاملاً على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الليلة، لن أفعلها أبدًا. وهكذا فنحن نحضر أنفسنا للفشل.
إن وجدت أنك تعاني من القلق من قريبك الصغير اللطيف الذي يجذبك للّعب أو يريدك أن تنضم إليه في خطط عشاءٍ مفاجئة، خذ استراحة! انظر إلى جدولك وإذا كان بإمكانك، اعلم أنك ستعود إليه. ومجددًا، هنا يكمن جمال العمل عن بعد. المفتاح هو العودة إلى العمل فعلاً. هذا هو الجزء الصعب!
نصيحة: استخدم تقنية الخلط، حتى يصبح من الأسهل العودة إلى مهمةٍ معينة إن جُذبتَ بعيدًا عنها. أنا أجدول عندما أجيب على رسائل البريد الإلكتروني، أو أكتب المقالات، أو أجدول حسابات السوشيال ميديا، أو أعدِّل الصور أو غيرها.
[1]: تأثير كرة الثلج (بالإنجليزية: Snowball effect) هو مصطلح مجازي يصف حدثًا يبدأ من مرحلة مبدئية لا ثؤثر كثيرًا ثمّ تتراكم وتتفاقم حتى تصبح أكبر وأكثر تأثيرًا وجدّية، اقرأ أكثر.
[2]: اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أو اختلاف التوقيت (بالإنجليزية: Jet lag) هو حالة فسيولوجية تحدث نتيجة للتعديلات الطارئة على الساعة البيولوجية وتصنف على أنها واحدة من مسببات اضطراب النوم. اقرأ أكثر.
[3]: نمط تفكير كل شيء أو لا شيء (بالإنجليزية: all-or-nothing mentality) هو عقليةٌ يتبعها البعض بحيث يعتبر كل الأمور ذات قطبين فقط، إما أبيض أو أسود، خبيث أو طيب، جميل أو قبيح، لا تدرُّجات عنده. اقرأ أكثر.