لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
إن تقنية الفن الرقمي تدخل في نطاق الإنتاج المعرفي، فقد وظّفت برمجيات الرسم والتصميم بالحاسوب لإنتاج المؤثرات البصرية، وإثارة الخيال العلمي في إعادة صياغة مفردات الواقع وآخر افتراضي فيه كثيرٍ من الغرابة والدهشة لأشكالٍ معقدة ومشوقة لثقافة الصورة، تكوّن فضاءً جديدًا لإنتاج رسائل يمكن ربطها بالصراعات السياسية العالمية والتهديدات التي تواجه الإنسان المعاصر.
وربما تهديدات غامضة تواجه العالم، ثم أن خطابها الصوري أو التقني يحمل رسائل، أو شفرات، أو تنبؤات تقنية وعلمية، وهكذا استطاعات برمجيات الرسم والتصميم بالحاسوب بما تمتلكه من قدراتٍ إبداعية وظيفية وجمالية، صوتية وحركية أن تحاكي الواقع وتلبّي حاجات المجتمع المعرفي، وطرح فكرة الشراكة العالمية، بتوظيف برمجيات ثنائية وثلاثية الأبعاد.
وفي مجال الفن الرقمي تحوّل بيانات الصور والألوان والأشكال إلى بياناتٍ رقميةٍ يمكن حفظها ومعالجتها مع ما توفره من سرعة الإنجاز ودقة التنفيذ، إذ تكون استوديو متنقلاً لإنتاج أعمال فائقة الوضوح والتباين يمكن تداولها وإرسالها عن طريق الوسائط المتعددة.
إن استخدام أدوات التقنية الحديثة مثل الحاسوب، وبرامج الرسم، والتصميم، والكاميرا الرقمية، والماسح الضوئي، وتوظيف تقنية المؤثرات البصرية (الفلاتر) والمونتاج الصوري الرقمي في إنتاج العمل الفني الرقمي، هي رصيد من التفكير والتجريب المتواصل لمشاهدات مستغرقة ومتفاعلة مع مفردات شعب وتراثه، يستند إلى خزين حضاري وثقافي لا ينضب، وفضاء ممتد لتوليد الصور المبدعة الصادقة في طرحها لقضايا اجتماعية وإنسانية وذاتية بالمعنى الأشمل، تكون امتدادًا جماليًا لمحيطنا البيئي ولذاكرتنا الجمعية مناقشًا ومحاور أقواها الداخلية في منهجية ملتزمة تسعى إلى دمج مظاهر مفردات التراث العربي الحضارية ومضامينها مع مفردات الحداثة والمعاصرة من حيث التقنية والمعالجة من دون التخلي عن مرجعيتها.
إن الثورة الرقمية العالمية حملت معها تباشير الانتقال إلى عصرٍ حضاري جديد، إذ هي عبّرت عن تحولٍ هائلٍ في تقنية الاتصالات، وفي مناهج الثقافات ونظم المعلومات، وأطلقت العنان لاتجاهاتٍ واسعةٍ في توظيف التقانة الاتصالية والمعلوماتية في برامج الفنون الرقمية والإعلامية وغيرها، وهذا الاتجاه الجديد لا يؤسس تطبيقاته وبرامجه في فتح مستقبل للفنون الرقمية دونما حيازة مجموعة من المعطيات التي تبدأ بتشكيل ظواهر تطوير تقنية البرمجيات الرسومية والصورية، وانتهاءً بإيجاد الشبكة الاتصالية التي تحدد وظائف جديدة للغة البصرية والملفات الصورية والصوتية، هذه الفنون الرقمية تعكس في حقيقتها جوهر عصر التقنية وهكذا أصبحت الفنون الرقمية أقرب إلى العلم الذي يوظف كثيرًا من نتائج العلوم الأخرى في مجال تطوير الصورة الرقمية وإنتاجها التي تعبر عن جوهر الحضارة المادية والمعرفية.
تتوافر في معظم أجهزة الحاسوب حاليًا كثير من القدرات الفنية والبرمجية التي تؤمن توفير المؤثرات الصوتية والحركية التي تحاكي الواقع، وتشعر من يعمل بها بالاندماج الكامل معها، لقد كان لهذه الإمكانيات فعلها الرئيس في تطور برمجيات الرسوم والألعاب إضافة إلى التعامل مع أجهزة الحاسب كثير من المتعة والإثارة، والرسم بالحاسوب هو فن تكوين الصورة والرسومات بمساعدة الحاسب الآلي.
أهمية الرسم بواسطة الحاسب الآلي:
1. قلة التكلفة المادية للرسم، إذ يستطيع الرسام أن يرسم لوحته على شاشة الحاسوب مباشرة، وإذا لم تعجبه تلك اللوحة فبإمكانه إزالتها منه من دون أية تكلفة مادية من استخدام الورق، أو الألوان، أو القماش، أو غيرها.
2. عمل تغيير الرسم مباشرة. أو التعديل عليه من تكبير، أو تصغير، أو قلب، أو إمالة، أو تغيير لون معين، أو انعكاس من دون إعادة للرسم الأصلي.
3. توفير الوقت والجهد المستغرقين في تنفيذ لوحة فنية رقمية، أو تصميم شكل فني، وتتضح هذه الفائدة في برمجيات الرسم في التصاميم الطباعية والصناعية والديكور والأزياء والتصاميم الهندسية والمعمارية.
4. استخدام الرسوم في الألعاب والإعلانات التلفزيونية، وهي تطبيقات شائعة الاستعمال.
5. استخدام الرسوم في برمجيات المحاكاة، وهي برمجيات تحاكي الواقع وتحاول تقريبه كما في برمجيات التدريب على الطيران، أو قيادة السيارات والمركبات، أو تجارب المختبرات الكيميائية والبحوث العلمية.
دخول الحاسوب إلى معظم مجالات الحياة جعلته يدخل في عالم الفن عن طريق إنتاج أعمال فنية بأدوات جديدة ثم إن الفنان استطاع أن يتفاعل مع الآلة الصماء بالاجتهاد والتجريب المستمرين، إذ استطاع الحاسوب أن يقدم إمكانيات تقنية لم تكن متوقعة كان لها تأثيرها الواضح في نتائج العملية الفنية. وقد احتوى الحاسوب؛ فضلاً عن سرعة الإنجاز، ودقة التنفيذ على الأداة التقليدية للفن مثل الفرشاة، والقلم، واللون، ومفردات التصميم، والرسم، جعلها خلّاقة للأثر الفني بجماليةٍ بصريةٍ جديدة.
واختزل بذلك الزمن والجهد، وقدّم لرؤيةٍ جديدةٍ مما عمّق العلاقة بين الفن والتقنية، والمهارات الشخصية، ثم إن توظيف التقانة بصفة مصدر إلهام للفن المعاصر إلى جانب مصادر الفكر البشري أتاحت للفنان المساهمة في إبراز الوعي الإدراكي بجوانب الحياة المعاصرة بمنظور غير تقليدي، وهكذا استطاع الفنان المصمم أن يخطو قدما في مجال الذاتية عندما اعتمد على الأجهزة الإلكترونية لإنجاز عمل فني جرافيكي محوسب، مما قدم فرصًا ذهبية لا حد لها للغوص في أعماق الموضوع، وإبراز العقد التشكيلية الكامنة في لا شعور الأشياء.
أهمية الألوان في الأعمال الفنية:
يحتاج العمل الفني التصميم إلى عمليات اختبار إبداعي للألوان من الفنان، والقدرة والتفوق على القيام بالتصاميم عن طريق تنظيم عناصر الشكل في التكوين:
• للون أهمية في إثراء العمل الفني المبدع.
• تزود الألوان معلومات عن الموضوعات التي في البيئة.
• الألوان ليست أحاسيس على شبكة العين ، بل ترتبط بعمليات التفكير ، والانفعالات.
• الاختيار السليم للألوان يعتمد على الإحساس المنظم.
في برامج الرسم والتصميم بالحاسب الآلي علينا أن نميز بين نوعين من الأعمال الفنية ثنائية الأبعاد :
1-الصور النقطية.
2-الرسوم المتجهة.
وعند العمل ببرنامج الفوتوشوب فإن معرفة الفرق بين هذين النوعين سيساعدنا على فهم كيفية قيام برنامج الفوتوشوب بتعريف الصور وتأويلها، والرسوم المتجهة كتلك المنشأة في برنامج (Corel Drow) التي تتألف من مجموعة من الخطوط والمنحنيات فعلى سبيل المثال، الشكل المنشأ في برنامج الرسوم المتجهة يمكن تحريكه وتحجيمه، أو تدويره على أنه عنصر مستقل؛ لأن البرنامج يحتفظ بمسائل تحديد العنصر على أساس حسابي. وتعمل برامج الرسوم المتجهة بطريقةٍ أفضل فيما يتعلق بالنصوص والأشكال التي تتطلب مظهراً حاداً شديد الوضوح.
أما الصورة النقطية، كذلك المنشأة في برنامج الفوتوشوب فهي تتألف من شبكة من صفوف من المربعات الصغيرة، وهي التي تدعى (بيكسل)، فالشكل الذي ينشأ في برنامج للصور النقطية يتألف من مجموعة من (البكسلات) مرتبة في مواقع معينة مما يؤدي إلى إنشاء مظهر الكل، ومن أجل تحرير الصورة النقطية، فإننا في الواقع نحرر مجموعات (البكسل) التي يتألف منها الشكل بدلاً من تحرير التحديد الحسابي للشكل. والصور النقطية أو المؤلفة من صفوف (البكسل) هي الأفضل فيما يتعلق بالعمل مع الصور الفوتوغرافية، أو الصور التي تنشأ في برنامج للرسم النقطي.
هناك محاولات لمحاكاة عملية الرؤية في الإنسان باستخدام الحاسب الآلي من حيث:
1-اكتساب الصورة (Image Acquisition):
باستخدام كاميرا رقمية، أو ماسح ضوئي تترجم الصورة إلى إشارات كهربائية، ثم إلى أعداد (Binary Numbers) يستطيع الحاسوب التعامل معها.
2-معالجة الصورة (Image Processing):
• هي تحسين الصورة ورفع جودتها، فما إن تخزن على شكل بياناتٍ ثنائية (Binary Data) في ذاكرة الحاسوب. وتبدأ معالجة الصورة.
• تحليل الصورة: (Image Analyses): وهي عملية تحديد الأشياء في الصورة وتعريفها باستخدام نظم الذكاء الصناعي وتبدأ هذه العملية من:
- تحديد بعض النطاقات (Regions).
- تحديد الحدود الخارجية (Boundries) أو الجوانب (Edges).
- تحديد أسطح التداخل (Inter Face): بين أي سطحين مختلفين أو بين شكل وخلفية، كذلك الخط الفاصل بين أي جسم وظله (Shadow) وحدود الظل نفسه.
3-فهم الصورة ( Image Understnding):
عن طريق عمليات البحث (Search) ومقارنة الأشكال أو النماذج ( Pattern Matching) بالتحليل والمقارنة والمطابقة وهي التي تتم باستخدام برمجيات خاصة، يستطيع الحاسوب تعرف الأجسام داخل الصورة وفهم ما يرى.