لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
قبل شهرين تعرفتُ على منصةِ زد، لا أذكرُ كيف وأين لكن ما أذكرُه جيدًا ذلك الحماسَ الذي راودني للكتابةِ في تلك اللحظةِ والسعادةَ التي شعرتُ بها عندما قرأتُ عن سباق الخمسين. وهل لا بد من سباقٍ حتى أكتب؟! بالطبع لا، فأنا كنت سأكتبُ على كل حال على المنصةِ بنفس الحماس، لكن وضع خطٍ زمني لأي شيءٍ يحفزُ الأفراد على الإنجازِ السريع ويقوّي روح المنافسةِ وينشّط الإلهامَ والإبداع. كلمة “سباق” بالنسبةِ لي كانت مُلهِمة، إنها كمقوٍّ نفسي أزال العوائق من طريقِ الكتابة وفتح لي أبوابًا جديدة. وجدتُ نفسي لا بد أن أكتب في هذا الموضوع لأنني حقيقةً استفدتُ من “سباق الخمسين” كثيرًا فقد يكون مُلهمًا للآخرين كُتّابًا وقُرّاء.
وبدأتْ رحلةُ الكتابةِ
بما أنِّي معلمة تستهويني الكتابة في مواضيعَ تربوية، فكان أولُ موضوعٍ كتبتُه “ما الذي يجعلني معلمًا شغوفًا في بيئةِ عملي وملهمًا لطلابي”. استغرقتُ في كتابتِه قرابةَ الأربعة أيام ما بين كتابةٍ وتنقيحٍ وتشكيلٍ للكلمات. تلك البدايةُ لها ذكرى خاصة أسجلها في تاريخ الإنجاز وأترنّمُ بها إلى الممات، فبها أمسكتُ قلمي وبدأت أكتبُ مقالاتي. في الحقيقةِ وقبل التعرّف على منصةِ زد كنت أكتبُ عباراتٍ بسيطةٍ لا تتجاوزُ المائة كلمة، ولكن في المنصة أضحتْ مقالاتي تتجاوز الستمائة كلمة. تلك كانت البداية.
توسّعتْ دائرةُ كتاباتي
كتبتُ خمسَ مقالاتٍ تربويةٍ ثم بدأتُ أخرجُ خارجَ دائرةِ المواضيعِ التربويةِ إلى مواضيعَ أخرى متنوعة. لقد ألهمني سباق الخمسين أن أنوّع في المقالاتِ فبدأتُ أسجّلُ أيَّ فكرةٍ للكتابة كعنوانٍ وأحتفظ بها للرجوع إليها لاحقًا عندما يأتي الإلهام فمجرد وجود العنوان يجعلُ الأفكارَ تنسابُ كالماءِ الرقراق. هذا التسارعُ أعطاني الثقةَ أن أنجزَ الكتابةَ في وقتٍ أقل.
فبعد أن كانت المقالات تأخذُ مني أربعةَ أيامٍ أصبحت ثلاثة ثم يومين حتى تمكّنتُ بفضل الله تعالى في يومٍ من الأيام من كتابةِ أحدِ المقالات في يومٍ واحد فقط، عندها لم أصدّق أنني استرسلت في الكتابةِ حتى أنهيت المقال وسلّمته في ذات اليوم. بعدها أيقنت أن المرءَ بحاجةٍ لمحفزاتٍ فقط؛ تعينه على الإنجاز وتُشعل جذوةَ حماسه. وهذا ما صنعه “سباق الخمسين” حقًا.
دخولي عالم الترجمة
بعد أن كتبتُ الخمسَ مقالاتٍ من بناتِ أفكاري بدأتُ أتجه اتجاهًا آخرًا. بدأت أبحثُ عن مقالاتٍ أجنبيةٍ أترجمها، فأبحرتُ في عالمٍ جديدٍ مُحاوِلةً وضعَ يدي على مقالاتٍ تفيدُ شريحة القرّاء التي أكتب إليها. ووجدت ضالتي في مقالٍ فترجمته. ثم فُتحت عندي شهيةُ الترجمةِ لمقالاتٍ أخرى وبدأت أبحث أكثر وأكثر حتى ترجمت سبع مقالات. وجدت أنَّ الأمرَ سهلٌ وممتعٌ وعالمَ الترجمةِ عالمٌ واسعٌ وجميلٌ. في الحقيقةِ كانت هذه أولَ مرة أجربُ فيها الترجمة ولن تكون الأخيرة.
الدافعية للكتابة
قد نتردد في أولِ الطريقِ وقد نعتبرُ الكتابةَ مجازفةً سيذهبُ ضحيتَها القرّاءُ، وأحيانًا قد نخشى على القارئ أن يدخلَ في متاهةٍ عندما نفكرُ مجردَ تفكيرٍ أنه سيقرأُ مقالاتِنا! لكن كلها أوهام ومخاوف فقط تأتي في البداية. سباق الخمسين إنني ممتنة لك جدًا، فقد زادت دافعيتي للكتابةِ ودخلتُ عن طريقِك عالمًا جميلًا؛ عالم الإلهامِ والتفكيرِ واستجلابِ الأفكارِ التي تتناسبُ مع العنوانِ ورصَّ الكلمات وتنقيحِها واستمطارِ الإبداع واستحضار طرق للوصول إلى عقل وروح القارئ.
سباق الخمسين التنافسي
لقد تم تحديده بزمن وفتَح باب الكتابة للجميع، ولم يحدَّد تفاصيل الكُتَّاب وصفاتهم أو أعمارهم وبلدانهم، فكلنا يكتب. أما المواضيع فهي متنوعة؛ هناك غاية أن تكونَ مفيدةً وتخدم المجتمع. تلك التفاصيلُ أشعلتْ الحماس والتنافس الأخلاقي بين الكُتَّاب، فالجميع يجري في المضمار للوصول إلى شريط النهاية. في الحقيقة لا يهمُّ الوصولُ بقدر أهمية نوعيةِ الإنجازِ الذي حققناه من خلال هذا السباق، ومدى الاستفادةِ التي اكتسبناها أثناء الجري، ومدى التغييراتِ التي طرأت علينا ونحن نحاول أن نبلغ النهاية. إنها تجربةٌ فريدةٌ من نوعِها تستحقُّ أن نخوضها.
وأخيرًا
إن التجارب الحياتية لا تنتهي إلا بانتهاء العمر، ففي كلِّ لحظةٍ تجربة، واللبيبُ هو من يدركُ أهميتَها وماذا تصنعُ بالإنسان وماذا تغيرُ فيه وكيف تنتشلُه من القاعِ المظلمِ إلى السطحِ ليرى النورَ ويستمتعَ بالهواءِ النقيِّ الذي حُرم منه طويلاً إمّا لانغلاق تفكيرِه أو لطبيعةِ شخصيته. إنَّ التغييرَ مهما كان حجمُه صحيٌّ ومفيدٌّ. لا تخفْ من خوضِ التجاربِ فنحنُ بحاجةٍ للمغامرةٍ دائما ويلزمنا أن نُقْدِمَ ولا نُحْجِم. سباقُ الخمسين هي أَحدُ تلك التجارب.