لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
بدايةً تذكر الكاتبة كوني ميريت بأن "التنافس على الانشغال" فخ سقطنا فيه خاصة وأن الانشغال أصبح دلالةً على المكانة الاجتماعية والمادية، وبهذا خلقنا ثقافة الانشغال التي لم تكن موجودة في السابق، متسائلة هل هذه الثقافة مجدية هل عشنا من خلالها حياة متوازنة أم تحوّلت حياتنا إلى قائمة مهامٍ مطوّلة لن يتم إنجازها مطلقًا، يقول سقراط
"احذر من حياةٍ كثيرة المشاغل قليلة الثمار"
ما دفع الكاتبة للتأليف هي أزمة قلبية تعرضت لها فنصحها الجميع قبل الخروج من المشفى بأن تبطئ من إيقاع حياتها وأن تحسّن من عاداتها الغذائية وأن تحصل على قسط من الراحة. في هذا الكتاب تحاول أن تمكّن القارئ من كبح جماح عجلة الانشغال المسرعة ومن البدء في العيش بنقاءٍ بدلاً من الحياة الصاخبة، ومن الشعور بالرضا بدلًا من البلاء، فاستعد لتعلم كيفية ركوب الأمواج.
توضّح الكاتبة بأن بمقدروك عمل أكثر من نشاطٍ في نفس الوقت، إطعام طفلك، إجراء اتصال هاتفي، وضع الملابس في الغسالة، تفريش أسنانك، وربما أكثر من ذلك، بوسعك لتتحولي إلى “هاوية النشاطات” وتفقدي حينها قدرتك على أن تكوني حاضرة بالإضافة إلى ضياع بهجة الحياة، وهذا ليس بأسلوب عيش بالرغم من أنه النمط الشائع هذه الأيام، وقيامك لشيءٍ واحد في كل مرة يعد استخدامًا أفضل لعقلك، فالعمل على مهامٍ متعددة قد يستغرق ضعف أو أربعة أضعاف الوقت الذي كان سيستغرق لو تم تناول مهمة تلو الأخرى.
هذا ما وجده الباحثون في إدارة الطيران الفيدرالي وبجامعة ميتشيجان، كما أن إدمان الانشغال قد يضر جسدك وقلبك وروحك وكذلك حرق أعصابك وهدر لطاقتك، فاملأ كل دقيقة بنشاطٍ ما لا يترك لك مساحة كبيرة للتأمل، واكتشاف الأشياء والفرص ينتج عنها الحلول المبتكرة، والوعي أكثر بالأمور المحيطة بك.
ووضعت الكاتبة أسئلة مهمة عليك الإجابة عليها والنظر إلى حياتك بجدية خاصةً وإن إدمان الانشغال يحدث تدريجيًا ولا يهبط على حياتك مرةً واحدة. لماذا أنت مشغول؟ وما الذي يشغلك؟ هل أنت مشغول لدرجةٍ تُلحق بك الضرر؟ كيف تسير عجلة حياتك؟ وهل تستطيع الشعور بالرضا نحوها؟ مسلّطة الضوء على أهمية التوازن وأن يتم توزيع النشاط وفقًا لذلك.
أفكار للتقليل من الانشغال
• تعلم أن تقول لا، وكن حذرًا اتجاه إضافة مهامٍ جديدة إلى قائمتك.
• لا تعمل خارج مكان العمل، أي بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، وهذا الامتداد جاء نتيجةً للجوال وغيرها من وسائل الاتصال، لذلك اجعل من بيتك حرمًا مقدسًا يحرم العمل فيه.
• لا تجعل هدفك الحركة فقط، بحيث تفقد تواصلك مع الآخرين. فالدراسات التي أُجريت على أصحاب الملايين أظهرت بأنهم لا ينظرون إلى الوقت كمقياسٍ للنجاح، بل يقيسون نجاحهم اعتمادًا على نوعية ما يحققونه من نتائج، فالقليل أحيانًا يعني الكثير حقًا، أو كما هو متعارف لدينا المهم الكيف وليس الكم.
• أنت بحاجةٍ للعمل بذكاءٍ أكبر، لا بكدٍ أكبر ووقتٍ أطول.
• اجعل لك وقت تمضيه بعيدًا عن العمل كل يوم.
• إذا كنت في مشكلةٍ ماليةٍ حاول أن تحلّها بالتخطيط، مثلًا الحد من المصروفات وليس بزيادة الانشغال أكثر.
• تذكّر بأنك أنت من تملك الجوال وأدوات التكنولوجيا المختلفة وليست هي من تمتلكك.
• درّب أسرتك وأصدقائك على أن يمنحوك قدرًا من المساحة الخاصة.
• إذا كنت مهووسًا بأن تترك بصمة في العالم يمكنك أن تتحكم في درجة انشغالك وأن تحافظ على تميزك في ذات الوقت.
• أنصِت لقلبك.
• أعِد تنظيم حياتك.
وللتحفيز على التقليل من الانشغال تذكّر المكاسب الفورية من ذلك، أهمها راحة البال مقابل الضغوط، والعلاقات مقابل التنافر، والرضا مقابل السخط.
تمرين الإسعافات الأولية لخمس دقائق
يساعدك هذا التمرين على التخلص من الشعور بالإجهاد وهو تمرين طبّقته الكاتبة مع الكثير من المتدربين وتلقّت الكثير من الرسائل من أشخاص أجدى معهم هذا التمرين، ولا عجب إذا ما علِمنا بأن الكاتبة ممرضة معتمدة قبل أن تكون خبيرة في مساعدة الناس. قم بهذا التمرين كلما شعرت بإنك بحاجةٍ إلى مخرجٍ فوريٍ من الضغوط.
اذهب إلى مكانٍ تعلم أنه لن تتم مقاطعتك فيه، خذ معك كوب ماء بدرجة حرارة الغرفة، قم بإرخاء أي ملابس تضيّق عليك مثل حزام وغيره، اشرب الماء، اجلس ممددًا قدميك وأغلق عينيك وضع يديك على فخذيك أو ضعهما باسترخاء إلى جانبيك، اسمح لمعدتك بالاسترخاء وخذ أنفاسًا عميقة بطيئة، تنفّس من أنفك وأخرج الزفير من فمك ببطء، كرّر ذلك عشر مرات.
ابدأ بأصابع قدميك وشدّها وحافظ على شدّها حتى تنهي العد إلى عشرة ثم قم بإرخائها بعد ذلك، تحرّك ببطء وركّز فقط على العضلات التي تقوم بشدّها، أنك الآن بصدد التحرك من أسفل إلى أعلى جسدك وستقوم بشدّ العضلات ثم تعد إلى عشرة وعندما تنهي كل جزء من جسدك شُد ثم الإرخاء بنفس الطريقة المذكورة مع أصابع قدميك تنفس ببطء بعد شد كل جزء، وقم بعمليتي الشهيق والزفير.
بعد ذلك قم بإسقاط رأسك على صدرك ببطء، ثم قم بالشهيق بينما تلف رأسك إلى اليسار حتى يصبح متجهًا للخلف مع إرخاء عضلات الفك، أخرج الزفير وأنت تدير رأسك تجاه كتفك اليمنى، ثم عُد مرةً أخرى إلى موضع البدء، كرّر ذلك محركًا رأسك في حركةٍ دائريةٍ من اليمين إلى اليسار ببطء، وأخيرًا افتح عينيك وتمدد مثل القطة التي تستيقظ من نومها وقف ببطء، ثم اجعل جسدك مستقيمًا تمامًا. ربما تشعر بأنك مختل التوازن بعدها، هذا طبيعي قم بالتمشية ببطء واستمر في التنفس ببطء وانتظام سوف تشعر بالانتعاش والتيقظ.
إستراتيجيات من أجل عمل أكثر ذكاء لا أكثر مشقة
• إضفاء البهجة إلى مكان عملك وجعله منظم والتخلّص من الركام والأكوام.
• البساطة والنظافة، وترك مساحة فارغة على سطح المكتب وكذلك سطح مكتب الحاسوب.
• نظّم الملفات في المكتب وفي الحاسوب.
• المقعد المريح، التهوية، الإضاءة الجيدة.
• ضع خطة للمهام الرئيسية اليومية واكتب خطط غدك من اليوم.
• لا تقع في فخ شبكة الإنترنت الغير مقنّن أثناء العمل.
• ضع حدود للمقاطعات اذا كنت بحاجة للتركيز في مشروع ما منها أغلق باب مكتبك، تخلّص من الأشياء التي تدفع الآخرين لزيارتك.
التنافر في العمل
ترى الكاتبة بأن هذا التنافر مع الأشخاص الصعبين قد يزيد من انشغالك فهم يستهلكون جزءًا كبير من وقتك، لذلك أنت في حاجةٍ إلى التعايش حتى توفر الطاقة، وتقترح بأن تتعرف على شخصيتك ورغباتك وعلى أسلوبك في التواصل هل هو اجتماعي، متعاون، قيادي، مثالي. وكذلك الأسد الذي تتعامل معه، بالإضافة إلى زملاء العمل وفي هذا تفصيل على نحو 3 فصول في الكتاب أطالت في شرحه بالتفصيل وذلك حتى لا تستنفد طاقتك وتحقق التوازن بين عملك ومنزلك.