Loading Offers..
100 100 100

أسلوب “إعادة التدوير” لتحفيز قدرات الطلاب الإبداعية

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

المعلم والوسيلةُ التعليمية صديقان حميمان لا ينفك أحدُهما عن الآخر، المعلم بلا وسيلةٍ تعليميةٍ كأرضٍ بلا مطر؛ قاحلةٍ جرداء. كيف له أن يوصل الفكرة لأذهانِ الطلاب بلا وسيلةٍ ماديةٍ محسوسةٍ!؟ بالوسيلةِ التعليميةِ يُلِم الطالبُ بثلاثةِ أرباعِ الدرسِ والباقي يفهمُه من شرحِ المعلمِ النظري. الوسيلةُ التعليميةُ جسرُ العبورِ لفَهمٍ صحيحٍ سليمٍ.

تعريفُ الوسيلة التعليمية؟

تُعرف بأنّها الأداة أو الوسائط التربوية أو مجموعة المواقف والموادّ والأجهزةِ التعليمية والأشخاصِ التي يوظّفها المعلمُ لتحسينِ عمليةِ التعلمِ والتعليم وتوضيح الأفكار والمعاني أو تعويد التلاميذ على السلوكيات الصالحة أو تنمية الاتجاهات وغرسِ القيمِ أو التدريب على المهارات بُغية تسهيلِ العمليةِ التعليميةِ لتحقيق تدريسٍ ناجح*.

خصائص الوسيلةِ التعليمية

هناك خصائصٌ لا بد من مراعاتها عند تجهيز الوسيلة التعليمية:
  • أن تكون في مستوى فهمِ الطلاب، فلا أستخدم وسيلة الصفِّ العاشرِ للصف الثاني الإبتدائي.
  • أن تُحقّق الهدف التعليمي، فلا أستخدم طائرةً حديثةً في درسِ المواصلاتِ القديمةِ.
  • أن تكون ممتعةً ومسليةً لا يشعرُ معها الطلابُ بالمللِ.
  • أنْ تُثير فضول الطالبِ لماهيةِ الدرسِ.
  • أن يتناسب حجمُها مع عدد الطلاب في الفصلِ.
  • لا بد أن تكون معدةً بهدفِ إخراجِ المعلمِ عن نطاقِ التلقين.

اطلبْ من طلابِك صناعة الوسيلة التعليمية

يخرج المعلم المميز عن المألوف دائمًا، ويدخلُ في دائرة الإبداع، من ذلك أن تطلب من طلابك أن يصنعوا الوسيلة التعليمية المناسبة لدرسهم بأنفسهم باستخدامِ طريقةِ العصف الذهني كالتالي: تكتبُ عنوان الدرس على السبورة وتجهز طلابك للاستعداد للعصف الذهني، فتسألهم ما الوسيلة التي يُمكن صناعتها لهذا الدرس؟ مع إعطائهم فكرة عن صفات الوسيلة وماذا يجب أن تكون، يبدأ الطلابُ بطرحِ أفكارهم وتسجّلها مهما كانت الفكرة بسيطة، بعد الانتهاء من مرحلة العصف الذهني تبدأ مرحلةُ مناقشةِ الأفكار مع مراعاةِ عدم رفض أيّ فكرة. ثم الإتفاق على تنفيذ الوسائل التي تتوفر خاماتها.
إن طريقة العصف الذهني سوف تدفعُ الطلاب نحو الإبداع والتفكير خارج الصندوق، ستحرر آراءهم وتنشط أذهانَهم وتحفزهم على الدخول في تحدٍ مع الآخرين فتخلق روح الإبداع عند المتعلمين وتستمطر أفكارهم فيشعرون بثقتهم في أنفسهم وقدرتهم على العطاء. وسيبدعون في اختراع وسيلة تخدم المنهج وقد تُريهم آفاقَ دراستِهم المستقبلية وتحدد أبعادَها.
صناعة الوسيلة التعليمية من إعادة التدوير
كثيرٌ من المدرسين والمدرسات يرفضونَ فكرةَ إعادةِ التدويرِ لصناعةِ الوسيلة التعليمية، متسائلين كيف أستخدمُ العلبَ والكراتينَ وأسطوانات المناديل وغيرها لعمل وسيلةٍ تعليمية، كيف سيتقبَّل الطالب الفكرة وماذا سيقول ولي الأمر؟ كلها تساؤلات تخطرُ في ذهنِ المعلم. وما علم ذلك المعلم أنَّ (إعادة التدوير لصناعة وسيلة تعليمية) هو فن لا يتقنه سوى المبدعون الذين يفكرون خارج الصندوق ويستغلون البيئة استغلالاً حسناً للحفاظ عليها.
في يومٍ ما عندما كنت أدرِّسُ في إحدى المدارس بدأت باستخدام ما حولي من خامات البيئة لصناعة الوسائل التعليمية واذا بالمديرة تقول لي (أنا لا أقبل أن يدفع الأطفال رسومًا عالية ليستخدموا علبًا بلاستيكةً فارغة وأغطية مستعملة، لا بد أن يكون مستوى الوسيلة التعليمية في المدرسةِ يتماشى مع مستوى الرسومِ الدراسية!). طبعًا يُعذَر المرءُ بجهله أحيانًا، فهي لا تعرف أهميةَ استخدامِ خاماتِ البيئةِ في تطوير الطالب.

كيف تَبني فكرةُ إعادة التدوير شخصية الطلاب؟

إنَّ استخدامَ المعلمِ لوسيلةٍ من خاماتِ إعادة التدوير يجعل الطالب يفكر في أجزائها وكيف صُنعت وكيف تمَّ تركيبها ويحمّسه ذلك على التجربة. وأنا شخصيًا أعتبر إعادة التدوير لصناعة وسيلةٍ تعليميةٍ بابًا من أبواب الإبداع وتوليد الذكاء وإنبات الأفكار الخلَّاقة. وإن رغب المدرّس أن يشارك الطالب في صناعةِ الوسيلة التعليمية فمجرد أن تضع أمامه علبًا فارغةً وأسطوانات كرتونية وأعواد خشبية وغيرها وتسأله أن يخترع وسيلة تخدم غرضًا معينًا في الدرس هذا بحد ذاته توليد للإبداع وتنمية للتخيّل. سيفكر الطالب كيف ينتجُ وكيف يستخدمُ كلَّ ما حوله في خدمتِه وكيف يحافظ على بيئته المحيطة ويحترمها.
الوسيلة التعليمية تبني إبداع المعلمِ والطالبِ معًا، تبني إبداع المعلم في تصميمها وجعلها مناسبة للمرحلة العمرية ومحققة للأهداف التعليمية والتربوية، وتبني إبداع الطالب في كيفية التعاطي مع الوسيلة والإحسان في استخدامها واكتشاف طريقة صنعها وأجزائها. لذلك لا بد من الاهتمام بصناعة الوسيلة التعليمية ومعرفة كل تفاصيلها وتطبيقها.
أيها المعلم أيتها المعلمة: نحن في عصر الإنفجار المعرفي، إن لم يكن المعلم قادرًا على المضي بشكلٍ متوازٍ مع التطور المتسارع في العملية التعليمية فسيعش أبد الدهر بين الحفر. مواكبة العالم في الارتقاء الثقافي أمر ضروري ومطلب تعليمي بحت.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..