لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لقد دخل الذكاء الاصطناعي في جوانب عديدة من حياتنا في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل التطور في مجال التعلم الآلي، أحد أكثر التطورات التي نوقشت على نطاقٍ واسعٍ هو استخدام الذكاء الاصطناعي في الترجمة. والأصل أن استخدام ترجمة الذكاء الاصطناعي يمكنك من فهم أي شيء يقال لك بأية لغة على الفور.
لقد وجدت الترجمة الآلية بالفعل طريقها إلى عدد من مواقعنا ومنصاتنا الأكثر استخدامًا، مع وجود خطط لتطويرها أكثر فاكثر -في طور الإعداد– لكن ما مدى موثوقية هذه التكنولوجيا؟
كيف يكسر الذكاء الاصطناعي حاجز اللغة؟
لعلك لاحظت استخدام الترجمة الآلية في الفيسبوك، مثلًا لو رأيت منشورا لأحد أصقائك بلغة لا تفهمها ستجد في نهاية المنشور كلمة (انظر الترجمة) أو see the translation . وأثناء التصفح باستخدام جوجل يمكنك ترجمة ماتريده في ثوان معدودة عن طريق النقر على الزر الأيمن لفأرة الكمبيوتر، ثم اختيار (ترجم إلى العربية) أو (العربية Translate to)
كذلك قامت Microsoft مؤخرًا بتطوير تطبيق Translator الخاص بها، والذي لا يقوم فقط بترجمة النص ولكن أيضًا الكلام والصور وإشارات الشوارع. إن التقدم الكبير الذي حققته Microsoft مع هذا التطبيق هو أن Translator يمكن أن يعمل دون اتصال بالإنترنت، والذي يتميز بمزايا واقعية حقيقية لأولئك الذين يسافرون في مناطق ذات اتصال محدود.
تم تحسين نظام ترجمة Facebook بشكلٍ كبير، فقد كان النظام يعمل في البداية بترجمة العبارات، أما الآن يأخذ الذكاء الاصطناعي سياق الجملة بأكملها في الاعتبار، مما يؤدي إلى نتائج أكثر دقة، بالإضافة إلى إنه يسمح للمستخدم بتقييم الترجمة.
قيود ترجمة الذكاء الاصطناعي
على الرغم من شعبيتها المتزايدة، إلا أن ترجمة الذكاء الاصطناعي ليست دقيقة مقارنة بالمترجمين ذوي الخبرة. أجريت مؤخرًا مسابقة في كوريا الجنوبية بين أدوات الترجمة الآلية وبين فريق من المترجمين المحترفين لترجمة نصين من الكورية إلى الإنجليزية والعكس. والآن خمّن نتيجة هذا الاختبار الذي جرى بين ترجمة الآلة وترجمة الإنسان!
وفقًا لـ VentureBeat كشفت نتائج الاختبار الذي استمر لمدة 50 دقيقة مخرجات الترجمة الآلية كانت تحتوي على 90% من الأخطاء النحوية. لعلك استخدمت ترجمة جوجل يومًا ما ولاحظت أن الترجمة تكون رديئة وغير مكتملة وأحيانًا تغيّر من المعنى، ولذلك أي شركةٍ تود ترجمة موقعها الإلكتروني لا تعتمد على الترجمة الآلية وتستعين بالمترجمين من البشر.
ما مستقبل الترجمة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؟
هل يمكن أن يتم الاعتماد بصورةٍ كليةٍ على الترجمة الآلية؟
لا يعني أي من هذا أن ترجمة الذكاء الاصطناعي محاولة فاشلة أو لا طائل من ورائها، حيث تجد بعض الشركات الناشئة طرقًا للجمع بين الترجمات البشرية والآلية. هناك مترجمون يفهمون وظيفة الترجمة على أنها عملية استبدال الكلمات من لغةٍ إلى أخرى، دون أن يهتموا كثيرًا بالسياق والمعنى والأسلوب وعناصر التواصل الأخرى (في حين أن توصيل المعنى بين اللغات هو جوهر الترجمة)، وهذا هو نوع المترجمين مما يمكن استبداله بـالترجمة الآلية، ببساطة، يمكن للآلات أن تحل محل الأشخاص الذين يترجمون مثل الآلات.
الذكاء الاصطناعي قد يكون صديقًا وقد يكون عدوًا للمترجمين، فهو صديق للمترجم المحترف الذي يعرف كيف يستخدمه من أجل زيادة إنتاجيته ويصحح الأخطاء التي ترد بها، ولكنه عدوًا للمترجم الذي يعتمد عليه اعتمادًا كليًا، لأن الترجمة الآلية لا زال أمامها الكثير من العوائق ولا يمكن استبدال المترجمين الأكفاء بها ولا غنى عن المترجم من البشر على الأقل في الوقت الحالي سواء في الترجمة التحريرية أو الشفهية.
وتبقى حواجز ترجمة النكات والتورية والتلميحات والتعبيرات الثقافية عائقًا أمام الترجمة الآلية، وتظل دائمًا في حاجةٍ على لمسةٍ بشريةٍ لكي تكون الترجمة متسقة وذات معنًى مفهوم.
وفي مجال الترجمة الشفهية تظل الترجمة الآلية عاجزة عن نقل لغة الجسد ونغمة الصوت. على الرغم من تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في بعض المجالات مثل قيادة السيارات وتشخيص السرطان والشطرنج..إلخ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالترجمة فإن التكنولوجيا ما تزال بعيدة عن مستوى كفاءة العقل البشري.
دعوة لمزيدٍ من البحث
لكننا لا نعلم ما يخفيه المستقبل هل ستلغي الترجمة الآلية الحاجة إلى المترجمين، أو حتى الحاجة إلى تعلم اللغة الأجنبية اللغات على الإطلاق في غضون بضع سنوات. هل من الممكن ذلك؟