لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لا شك أن اللغة الإنجليزية شغلت أغلب المدارس والجامعات ودور العلم العربية لما لها من حيزٍ كبيرٍ في كل ما نستخدمه في حياتنا، ولأن أصحاب تلك اللغة كانوا في صدارة العالم اقتصاديًا وسياسيًا وصناعيًا، فكان من اللازم تعلم لغة هؤلاء لنستطيع أن نتعامل معهم ومع ما نستخدمه من أدواتٍ ودواءٍ وعلمٍ وصناعة، بل في كل مناحي الحياة، ولكن لا داعيَ الآن أن ندرس تلك اللغة بالأخص على وجه التحديد لأنك تستطيع تغيير لغة هاتفك لأي لغة وكذلك حاسوبك.
وتستطيع أن تستورد أي منتج أجود من أي بلدٍ تتكلم لغة غير الإنجليزية، وليس هذا من وجه العبث والبغض لتلك اللغة ولكن لتغيير ثقافتنا وتغيير نمط التعليم عندنا، ولقد ظهرت الصين بما عندها من صناعاتٍ وأدواتٍ على العالم ليأتي لنا الخبير في مجال الصناعة وغير ذلك من مجالات الحياة، لتجد نفسك أمام سيلٍ من البشر الصيني الذي ملأ العالم بمنتجاته وثقافته، حتى برزت السينما الصينية في الإنتاج السينمائي العالمي من حيث التصوير والتمثيل وخاصةً الآكشن والفانتازيا. أما في الصناعة فقد رأيت منهم سرعة لم أشاهدها من قبل في تنفيذ المصانع، فلقد نفذوا مصنعًا للأسمنت في مصر وهذا المصنع به ستة خطوط للأسمنت في عامٍ واحد.
وقد صنعوا لنا الجلباب والمسبحة وسجادة الصلاة وفانوس رمضان مع أنهم ليسوا بيننا ليصنعوا لنا هذه الأشياء الإسلامية، واللغة الصينية ليست بالعسيرة في تعلّمها لأنه يغلب عليها الحفظ ولا تحوي الكثير من القواعد، وسيكون المستقبل لهذه الدولة ودول شرق آسيا، لأن ما لديهم من عاداتٍ وتقاليد شرقية تجعلهم يحترمون أنفسهم بعكس أوروبا وما بها من حرياتٍ تحوّلت لشذوذٍ وخنى ومجون وغير ذلك من الأشياء التي جعلت تلك البلاد مفعمة بالمشاكل النفسية والأمراض الجنسية وغير ذلك من سيطرة المادية على حياة الناس هناك حتى نسوا دينهم ونكسوا فطرتهم حتى بدى في الأفق سقوط تلك الدول معنويًا ونفسيًا وصحيًا وربما ماديًا واقتصاديًا.
وهناك اللغات التي يتميز أهلها بالبراعة والإتقان والتميز مثل اليابان وكوريا، فلو لم نقتصر في ثقافتنا على توحيد اللغة التي فرضت علينا في مناهج الدراسة فرضًا لكنّا قضينا على تلك الهيمنة الإنجليزية وما يحمله أهل تلك اللغة لنا من سيطرة وهيمنة على مواردنا واقتصادنا واستيرادنا وتصديرنا.
وها نحن ما زلنا نتكلم بلغتهم ومنا من يقدسها ويفتخر بها وإذا تحدث في محفلٍ من المحافل أو في قناةٍ من القنوات يحاول بكل جهده أن يكون كلامه كله بتلك اللغة الإنجليزية، سيقول أغلب الناس: إن لغة الأطباء والطب والهندسة تعتمد على تلك اللغة، أقول له: لأننا لم نجد غيرها ولم نهتم بدواء أحدٍ سوى هؤلاء، لذلك سنظل في ذيل تلك البلاد لأننا لم نفتح أبوابا أخرى فأغلقنا الباب مثلا أمام مصدرٍ يتمتع بالجودة العالية والإتقان وقمة التكنولوجيا مثل اليابان.
فلماذا لم تسأل نفسك: لماذا لا يتوفر في منازلنا أجهزة كهربائية يابانية مع أننا كنا نستخدمها في السابق في الكاسيت والتلفزيون وغير ذلك؟ لأننا أهملنا تلك البلد ولم نختلط بها في ما تصنعه وتصدّره، فهيا نتجّه عكس الاتجاه الذي اعتدنا عليه ونتعلم لغة تلك البلاد التي سيكون المستقبل لها في كل المناحي الحياتية.