لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
ليس العمل والسعي الجاد مرهونين بعمرٍ معين، ليس صحيحًا كما يدّعي البعض أنك كي تحقق نجاحًا معينًا أو إنجازًا في حياتك يجب أن تكون شابًا جامعيًا يافعًا في مقتبل العمر لا مشاغل وراءك أو هموم لرسم طريقك والتخطيط له بحِرَفية، ماذا إن كنت صغير السن؟ ألن تستطيع التفكير والتخطيط وقتها؟ وإن كنت كبيرًا؟ أستفتقر للإبداع والخيال؟ أستُلهيك مشاغل الحياة؟
دعني أخبرك أنه في زمننا هذا يحاول الجميع السير على درب النجاح ولم يكن العمر عائقًا لأي شخص، فمن كان يريد التقدم والوصول للعُلا يعلم جيدًا أنه ليس عليه سوى الركض والابتكار، فإن كانت حجّتك هي عمرك صغيرًا كان أم كبيرًا أحب إخبارك أنها فقط مجرد أوهام تصنعها لنفسك مبررًا تكاسلك وتقاعسك عن فعل أي شيء مفيد، بينما أنت جالس أمام التلفاز مع بعض المقرمشات للتصفيق فقط للناجحين متخذها وسيلة للتسلية ولكنها في الواقع ليست أكثر من إهانة تفتعلها بنفسك لذاتك ونفسك الضعيفة.
3 أُدباء تألقوا ولم يكن العمر عائقًا لهم
بسملة الديب - أصغر كاتبة رعب
فتاة في الرابعة عشر من عمرها متابعة قوية لكل ما يتعلق بأدب الرعب، لها خيال واسع وقلم فريد بالنسبة لأبناء جيلها الذين يُلهيهم اللعب واللهو عن كل شيءٍ آخر في الحياة، أظهرت هذا العام أول قصة ورقية مكتوبة لها بعنوان “الكفن الأسود” في كتاب مجمّع بعنوان “المخوفاتية” والذي توقع الكثير أنها وزملاءها المخوفاتية سيكون لهم تأثيرًا واضحًا يومًا ما في أدب الرعب.
ومن قصتها: “كانت أسوأ ليلة في حياتي، ذهبت إلى بيتي الصغير وسط المقابر الذي أعيش فيه وحيدًا، دخلت إلى المنزل واتجهت إلى المطبخ لإعداد كوب من الشاي، وأخرج للجلوس على الباب، خرجت وجلست على الباب أشاهد القبور وأستمتع بطعم الشاي الساخن في ليالي الشتاء الباردة. ثم…”
ماريا شوقي - كائن المرمر كما هي معروفة بين معجبيها
في نفس عمر بسملة تقريبًا، يقول الجميع أنها فتاة نابغة متميزة، وأضيف أنها رائعة حالمة ذات قلم مميز وحسٍّ فريد وأسلوبٍ مبهر رغم بساطته، أطلّت علينا هذا العام بروايتها الأولى “أهل السماء” والتي هي قمة في الروعة بالنسبة لسنّها الصغير الذي لم يشكّل عائقًا لها، اتخذت أول خطوة لها في هذا السن، وبعد خطوات قليلة ستكون نجمة مميزة ساطعة تلمع في سماء الأدب.
من روايتها: “سارت تائهة بين قدسية روحها وسوداوية الواقع، تتصارع بالأمل لتهب الحب لكل من حولها حتي كادت أن تموت تحت قطار الألم، وفجأة أتى بريق من السماء لتصعق وترى مفاجئة…”
مسك الختام د. حنان لاشين
تخطّت الأربعين ببضع سنوات، ولكنها أكبر من أثبت أن العمر مجرد رقم لا ينقص من صاحبه شيء، فحبيبة الملايين حافل تاريخها بالإبداع والتميز، بداية بثلاثية مملكة البلاغة “إيكادولي”،”أوبال” وأخيرًا “أمانوس” والتي تبهرنا بها في كل عام وتجعلنا نبحر بين عوالمها وتجعل الحزن يمزّق قلوبنا في صفحة النهاية لفراقهم، مرورًا بـ “غزل البنات” “قطار الجنة” “كوني صحابية” “ممنوع الضحك” “منارات الحب” “الهالة المقدسة”. لم يتوقف إبداعها يومًا، بل إنه في ازديادٍ مستمر -ما شاء الله- ولم يكن العمر أو حتى مشاغل الحياة عائق لها يومًا. حفظك الله ونفع بك وبقلمك دائمًا.
من إبداعاتها في رواية أمانوس: “فيلق من الفراشات الزرقاء يحلق برشاقةٍ قُرب سطح البحر اللازوردي الفتان، وكأنه يُشاكسه بأقدامه الدقيقة، لمسة خفيفة لسطحه اللجيني كانت تكفي لإثارة غضب البحر، تحت سطح الماء كان غناء حيتان “أوركا” ينساب شجيًا مهدهدًا لسطح الماء، بجمالهم الأخاذ وقوتهم الظاهرة وألوانهم البديعة كانوا يعيشون في جماعات، يمخرون عباب البحر ويتنقلون في أسراب، يصدرون صفيرًا مميزًا بتمرير الهواء بين أفواههم والفتحات التي في رؤوسهم فيما يشبه الجوقة الجماعية، لو أنصت إليهم وكنت تفهم لغة الأوركا لأحببتهم، ولكن لو راقبتهم خلال الليالي الحنادس في نهاية كل شهر قمري سيقشعر بدنك!”
هذه أمثلة بسيطة وما خفي كان أعظم بكثير، ماذا إن كنت صغير السن؟ أو حتى كبير؟ ما دمت تريد التقدم فحدد أهدافك وسر في درب النجاح ولا تتردد فالسن لم -ولن- يكن يومًا عائقًا كبيرًا، بل يمكن تخطيه بكل سهولة ومواصلة التقدم والنجاح.