لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
سنُّ الطفولةِ المبكرةِ من ١٢ شهر إلى ٣ سنوات مرحلة حرجة لها خصائص خاصة لا بد لكل أم أن تعرفها لتستطيع التعامل معها. اخترتُ موضوعًا بهذا الخصوص للترجمة فقد وجدته موضوعًا مهمًا وجذابًا.
علاقاتُ الأطفال مع بعضهم في سن مبكر
لا شكَّ أن علاقة الأطفال مع بعضهم البعض في هذا السن علاقة معقدة. إن كانت صداقات الكبار لا تخلو من التعقيدات فكيف بصداقة أطفالٍ في عمرٍ مبكر. مساعدة طفلك في سن الطفولة المبكرة على تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم ليس بالأمر السهل.
وبكل صراحة التحدي الأكبر في حياة الأمومة ليس في تغيير الحفّاض أو تدبير الأمور المالية، إنما في تعليم الطفل كيف يختار علاقاته الاجتماعية، كيف نعلم أطفالنا كيفية كسب الصداقاتِ في هذا السن الصغير الذي يتمتع بخصائص خاصة للمرحلة العمرية، فالطفل لا يعرف المشاركة ولا يتكلم بشكلٍ واضح. إن تعليمه مهارات تكوين العلاقات الاجتماعية أمرٌ صعب وقد يحتاج جهدًا من الوالدين.
الحدود الجسدية عند الأطفال
لقد بحثت مع طبيبة العائلة والعلاقات النفسية “فران والفش” وهي صاحبة فكرة توعية الوالدين ذاتيًا، ومع “أدينا مهالي” خبيرة في الصحة العقلية وتطوير صحة العائلة كيف تساعد طفلك على تنميةِ علاقاته الاجتماعية. وكان من أهم الأشياء التي يجب أن يتعلمَها الطفل اجتماعيًا وهي التي تجعل علاقاته مع الآخرين مميزة هي الحفاظ على الحدود خصوصًا الحدود الجسدية.
من ذلك ضرب الأطفال. تقول دكتورة والفش: “لا أتوقع من الطفل تحت الثلاث سنوات أن يشارك الآخرين بشكلٍ جيد أو يؤجل طعامه أو ينتظر دوره” فهو محدود القدرات غير قادر على حل مشكلاته مع من حوله من الأطفال وتلك الخصائص تجعله يلجأ للضرب والبكاء إن لم يحصلْ على مايريد.
دكتورة والفش توضح للأم أن أفضل طريقةٍ عليها اتباعها عندما يضرب طفلها الآخرين أن تقول له: “لا تضرب أحدًا” ثم عليها معرفة السبب لماذا استخدم يده. وذلك بسؤاله كالتالي: “جوني أخذ كرتك الحمراء في حين أنك تريدها، فأنت ضربته بدل أن تطلبها منه وتستأذن وتقول: “هل يمكنني أخذ كرتك؟، عليك أن تتعلم أن تنتظر حتى يأتي دورك في اللعب”.
لا يعرف الأطفال كيف يعبرون عما يريدون باستخدام الكلمات فيلجأون للضرب كتعبير، فعلينا نحن الأمهات تعليمَهم كيف يتعاملون مع الموقفِ وماذا يقولون. إنها مسؤوليتنا كأمهات؛ تعليم الطفل كيف يتعامل مع المواقفِ المحبِطةِ بثقة. تقول مهالي: “يحتاج الطفل أن يتعلمَ أن هناكَ خسارةً وقد لا يحظى بالربحِ في كل حين لذلك لا بد أن يتعلمَ أن يكونَ لبقًا عندما يخسر، وهذا ما سيجعل الأطفال يحيطون به ويتوددون له”
تدريبُ الأطفالِ على السلوكياتِ الصحيحة في العلاقات
يحتاج أن يتدرب الطفل على أن يكون صديقًا جيدًا خصوصًا أنه في طَور تعلم كيف تكون العلاقات الاجتماعية. تقول مهالي: “تحتاجين أن تعلّمي طفلك كيف يتكلم ويستمع، فتلك مهارات اجتماعية مهمة جدًا في تكوين الصداقات”. ولا تقلقي إن لم يتعلمها ويطبقها بسرعة. فالأمر يحتاج لتدريب وشيءٍ من الصبر.
طريقةٌ أخرى لتعليم طفلك كيف يكون صديقًا جيدًا أن تعلميه كيف يكون مسؤولاً عن تصرفاته. دكتور والفش تقول: “وذلك ليس بجعله يعتذر لأن الاعتذار لا يعني شيئًا بالنسبة له، ولكن بتعليمه كيف يتكلم كأن يعترف للطفل الذي ضربه: “لقد ضربتُك وجعلتك تتألم”. في المرة القادمة تقول الأم مُستأذنة أمام طفلها في أي موقف: “هل أستطيع أن آخذ دورًا، ولن أؤذيك “هذه الطريقة تعلم طفلك المسؤولية، فعبارة (لن أؤذيك) التي قالتها الأم ستجعله يحرص على عدم إيذاء أصدقائه فهو يتعلمُ من والدته.
مساعدتُك لطفلكِ تبني مهاراته
بمساعدتك سيتعلم طفلك كل تلك المهارات مع الوقت. بعضُ النصائح التي تبني طفلك اجتماعيًا سهلة التطبيق ولا تحتاجُ جهدًا، منها أن تأخذي له مجموعة ألعاب يتشاركها مع أصدقائه أثناء اللعب. خذي طفلك باستمرار لأماكن تجمع الأطفال كحديقة أو ساحات اللعب أو غيرها، دكتورة والفش تنصح بتعليم الطفل تعابير مناسبة يقولها عند الغضب. مازال الطفل في سن الثلاث سنوات يتعلم؛ لذلك عليه أن يتدرب مع والدته قدر المستطاع فتضرب الحديد وهو ساخن متحيِّنة أيّ فرصةٍ أو موقف يمر به الطفل فتعلمه كيف يتعامل معه.
كما العلاقات الاجتماعية عند الكبارِ فقد لا تستحق بعض علاقات الأطفال أن يحافظ عليها الطفل وتستمر؛ لذلك لا بد أن تنتهي بعض الصداقات التي لا يستفيد منها الطفل. تقول الدكتورة مهالي: “إن لاحظتِ أن طفلك يستفيد من العلاقة فتلك التي تستحق الاحتفاظ بها”.
وأخيرًا
إن التعامل مع الأطفالِ في هذا السن يحتاجُ من الجميع الصبرَ والتأني والحكمةَ والمعرفة. إن لم تُثابر الأمُّ في بناء شخصيةِ طفلها وعلاقاته مع الآخرين فقد يتأخر عن غيره وتعاني الأم عند دخول طفلها المدرسة. لذلك لا بد من تأهيله منذُ الصغر ورسم خطواته ليصبح قادراً على اختيار صداقاته.