لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تقدم اختبارات منتصف الفصل الدراسي نتائج تحدد عدد الطلاب الذين يعانون من قصورٍ في الأداء، ولكنها لا تصنع فارقًا في تحصيلهم الدراسي. وعلى عكس ذلك، تصنع إتاحة الفرصة للطلاب لتقييم أدائهم ذاتيًا فارقًا كبيرًا في تحصيلهم الدراسي. يتكون هذا الفارق الكبير في تحصيل الطلاب الدراسي عندما تُتاح الفرصة لهم لتقييم مستوى أداءهم ذاتيًا، حيث أنهم سيضعون أهدافًا وسيعملون على تحقيقها، وسيسألون بشكلٍ مستمر عمّا يصعب عليهم، وسيقدمون تغذيةً راجعةً مستمرة لمعلّمهم عن مستواهم الدراسي.
وكنتيجةٍ لكل ما سبق ذكره، سيتحسن مستوى الطلاب الدراسي بشكلٍ كبير. بناءً على ما سبق ذكره من مزايا، يجب على المعلمين إعطاء طلابهم فرصة لتجربة التقييم الذاتي من خلال تكليفهم بواجباتٍ دوريةٍ تُـسلّم عبر الإنترنت.
إذ تتيح هذه الواجبات للطلاب ما يلي:
- كتابة تقارير عن علاماتهم العامة خلال الفصل الدراسي.
- كتابة تقارير عن سجلات حضورهم (إذا كان الحضور إجباري).
- كتابة مقالات تأمّلية تعكس مدى رضاهم عن أدائهم ومدى توافقه مع توقعاتهم.
- صياغة أهداف تعليمية والسعي لتحقيقها خلال ما تبقى من الفصل الدراسي (تمثل هذه الأهداف غالبًا المعدل التراكمي الذي يريدون الوصول له أو المُخرَج التعليمي المعرفي الذي يطمحون به).
- كتابة تغذية راجعة متعلقة بالدرس وتسليمها للمعلم وطرح الأسئلة عليه.
يستحسن أن يطلب الأستاذ من الطلاب تنفيذ كل هذه الواجبات قبل منتصف الفصل الدراسي حتى يتمكن الطلاب الذين يعانون من قصورٍ في الأداء من تحسين مستواهم قبل اختبار منتصف الفصل.
تجربتي كمعلم مع تكليف الطلاب بواجباتٍ دوريةٍ إلكترونية
أقوم أنا كمعلم باستخدام نظام إدارة التعلم الإلكتروني في الجامعة لنشر علامات طلابي عبر الإنترنت ليتسنى لهم أن يكونوا على علمٍ بتحصيلهم الدراسي، ولكنهم غالبًا لا يزورون موقع إدارة التعليم الإلكتروني بشكلٍ دوري بيد أنهم لا يتوقعون أن علاماتهم تُنشر هناك على نحوٍ مستمر. وبالإضافة إلى ذلك، فهم حتى وإن عرفوا أن العلامات متاحة على الموقع بشكلٍ مستمر فإنهم لا يفهمون تمامًا مدى أهميتها في قياس مستوى تقدمهم الدراسي، ناهيك عن تهاون الكثير من الأساتذة في نشر علامات طلابهم على الموقع.
إذن، يمكنني القول بناءً على خبرتي أن جميع الطلاب، وبحسب إمكاناتهم الفردية، يستخدمون ما يتراوح بين خمسين إلى أربعمائة كلمة لتنفيذ هذه الواجبات الدورية ثم نشرها على الإنترنت. تتراوح مواضيع منشوراتهم ما بين كتاباتٍ تأمّلية عن مدى رضاهم عن مستواهم الحالي كطلاب، وكتابات وصفية مفصّلة حول مشاكلهم والأسئلة التي تدور بخواطرهم حول كيفية المضي قُدمًا.
تتيح هذه الواجبات لي كمعلمٍ أن أتجاوب بسرعةٍ كبيرةٍ مع المنشورات الإيجابية بعد نشرها على الموقع مباشرةً، كأن أرد على المنشورة قائلاً “هذا رائع! أتطلع للمزيد منك” إذ يبهرني صنع بعض الطلاب لسياقٍ علميٍ فريد أثناء حل هذا النوع من الواجبات. يربط هذا السياق الفريد الذي يصنعه بعض الطلاب معلوماتهم بمحتوى المادة ببقية المواد الدراسية. وبالإضافة إلى ذلك، تتيح لي هذه الواجبات تكريس المزيد من الاهتمام بالطلاب الذين يعانون من بعض المشاكل الدراسية. وبناءً على ذلك، يجب ألّا يتم تقييم هذا النوع من الواجبات بعلاماتٍ تعتبر جزءًا من درجة النجاح للطلاب نظرًا لأنها فرصة لتسليط الضوء على ضعفاء المستوى.
ولكن يجب أن يطلب منهم أن يهتموا بتسليمها. بالإضافة إلى ذلك، تتيح لي هذه الواجبات التجاوب مع شكاوى الطلاب المتذمرين، وتوضيح أي سوء فهم قد يكون لديهم حول إجراءات ومتطلبات المادة الدراسية، ويعتبر تجاوب المعلم مع هذه الشكاوى بديلاً مناسبًا عن التغافل وترك استيائهم من المادة الدراسية مكبوتًا بدواخلهم ومؤثرًا سلبيًا على تحصيلهم العلمي.
علاوةً على كل ما سبق ذكره، يميز هذا النوع من الواجبات أنها تقدم فرصة للمعلمين لتقويم محتوى مناهجهم الدراسية. وبناءً على تجارب أعضاء هيئة التدريس، فقد تلقى الزملاء في تخصصي وغيره من التخصصات، نفس النتائج الإيجابية التي تلقيتها أنا لهذا النوع من الواجبات. واستمر استخدامهم لها فصلًا دراسيًا تلو الآخر.
بعد الانتهاء من تسليم الواجبات، يخبرني الطلاب بأن هذه الواجبات تعتبر بالنسبة لهم كأول فرصةٍ للتعبير عن رأيهم بالمواد الدراسية، ولطرح الأسئلة على معلم المادة بأريحية. بالإضافة إلى ذلك، يُعرب الطلاب خاصة ذوي المستوى المتدني عن امتنانهم الكبير لي، لأن هذه الفرصة أتاحت لهم المجال ليحسّنوا من مستواهم ويقلبوا الأمور لصالحهم.
نصائح للمعلمين قبل البداية في تفعيل هذا النوع من الواجبات
نقدم لك هنا كل ما تحتاج معرفته قبل أن تبدأ بتكليف طلابك بهذه الواجبات الدورية التي تتطلب منهم تقديم تقارير عن مستوى تقدمهم في المواد الدراسية ومدى رضاهم عن تحصيلهم العلمي:
شروط خاصة بالمعلم
يوجد شرطان مهمان يجعلان هذا النوع من الواجبات فعّال.
ينص الشرط الأول على وجوب إنجاز الطلاب لبعض الواجبات التي يتم تقييمهم عليها بعلاماتٍ تُحسب من ضمن درجة النجاح قبل البدء بتفعيل هذا النوع من الواجبات الذي لا يتم تقييمهم عليه بعلاماتٍ تُحسب من ضمن درجة النجاح.
وينص الشرط الثاني على وجوب فهم الطلاب لكيفية تكوّن الدرجة الكلية للمقرر عن طريق العلامات البسيطة للواجبات المتفرقة. يعتبر هذان الشرطان مهمان لنجاح الطالب. إذن، يجب عليك التحدث مع زملاء المهنة أو المشرفيين التعليميين، أو غيرهم من موظفي دعم أعضاء هيئة التدريس للنظر في طرق تنفيذ التقييمات السابقة وتوزيع العلامات إذا كنت لم تقم بعد بتضمين هذان الشرطان ضمن خطتك التدريسية.
نصائح متعلقة بالفصول التي تحتوي على عددٍ كبيرٍ من الطلاب
نُفّذت هذه الواجبات في مادة “القراءة المكثفة” التي كانت تضم اثنان وعشرون طالبًا فقط. وبناءً على ذلك، فإذا كنت تدرّس موادًا تضم طلابًا أكثر من خمسين طالبًا مثلاً فقد تحتاج إلى اعتبار هذا الواجب كنشاطٍ إضافيٍ وليس إلزامي. وبغض النظر عن عدد الطلاب، فإن هذه الواجبات حتى وإن كانت إلزامية لن تستغرق وقتًا طويلًا من المعلم لأن الكثير منها لا يتطلب الرد عليه بشكلٍ مطوّل. يجب ألّا يُتهاون بها حتى وإن استغرقت وقتًا طويلًا باعتبار المزايا الهائلة التي تقدّمه لغرفة الصف، ونجاح الطلاب، وتقييمهم النهائي.
نصائح متعلقة بتقديم هذه الواجبات كنسخةٍ ورقية
يعتبر من السهل بالنسبة لي كمعلمٍ أن أكلّف الطلاب بهذه الواجبات لأنها تُسلَّم لي خلال نظام إدارة التعلم الإلكتروني، وكما أنشر ردودي عليها في نفس الموقع أيضًا. فإذا كنت لا تفضّل استخدام نظام إدارة التعلم الإلكتروني، فيمكنك السماح للطلاب بكتابة واجباتهم يدويًا ثم استلامها منهم خلال الحصة الدراسية.
تؤثر هذه الواجبات بشكلٍ كبيرٍ جدًا على الطلاب وعلى عملية التدريس، وتبني علاقة قوية بين المعلم والطلاب وبين الطلاب أنفسهم خاصةً خلال الأوقات الحرجة من الفصل الدراسي.