لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
نُصادف في حياتنا اليومية العديد من المواقف، الصدف الغير متوقعة والمشاكل التي ربما تُعيق خُططنا ونمط حياتنا اليومي. وبشكلٍ غير متوقع عندما تصبح ردود أفعالنا مبالغة بشكلٍ مريب ومقلق، هنا نكتشف انعدام مهارةٍ من المهارات الحياتية وهي المرونة النفسية التي تجعلنا نستعيد توازننا ونتكيف مع أزماتنا في جعلها فرصة جميلة لنا بدلًا من أن تكون محطمة.
كالذبابة التي تركت الباب واستمرت في محاولاتها الفاشلة للخروج من النافذة المغلقة. وكما قال نجيب محفوظ "لا تجمّد نفسك في نمط، النمطية مفيدة ولكن المرونة خير وأبقى"
5 نصائح تساعدك في أن تكون مرنًا
التقبّل
ربما نجد من الصعب تقبل ما نمر به من تغيير. نظن أن الحياة قد توقفت عند هذا الحد، ولكن عند النظر للأمور بطريقةٍ مختلفة فلا نشعر بالتهديد تجاه ما حصل بل كتحدٍ نسعى للفوز فيه. وأن ما نمر به فرصة مهمة لتطويرنا للأحسن وكسب الخبرة منها.
الإيجابية
أن تكون إيجابيًا لا يعني تجاهل الأمر بل اتخاذ الموارد المتاحة وما نستطيع أن نتحكم فيه لنصل إلى ما نريد. كلنا نمر بمواقفٍ صعبة، لكن المرن من ينظر للأمر من ناحيةٍ إيجابية وأنه ليس سوى وقت ويزول كما قال تعالى {إن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا}.
تحكّم بالأمر واستفِد من المشكلة، فبدلًا من إظهار المزيد من المشاكل تجاه هذه الأزمة كن باحثًا عن الحلول. كثيرٌ من الطلبة لم يُقبلوا بالجامعات، ولكن هل الاكتئاب وفقدان الأمل هو الخيار الوحيد؟ هناك العديد من السبل يمكن استغلالها، كتنمية مهارة، العمل واكتساب خبرة، الاستمرار في المحاولة مع جامعات أخرى.
تكوين علاقات
ليست أي علاقة بل علينا اختيار ما يعود علينا بالنفع ويجعلنا نتخطى الصعاب. أولئك الأشخاص الذين يقدمون لك الدعم ويُبرزون لك الجانب الجميل من كل شيء، المستحيل ليس في قاموسهم. إن تكوين العلاقات يتيح لك الفرص الجديدة عوضًا عن ما فشلت به، فمثلًا يستطيع الذي فُصل من عمله أن يقابل شخصًا يختصر له الطريق ويقوده إلى عملٍ آخر ربما يكون أفضل من سابقه.
السعي خلف أهدافك
الحياة بدون هدفٍ محدد قد تجعلنا نسير إلى حيث شاءت وربما إلى حيث لا نريد، لذلك عندما يكون لديك خطة ورؤية واضحة لأحلامك استغل المواقف الجيدة منها والسيئة لصالحك مما يجعلك تشعر بمزيدٍ من السيطرة على الموقف. قد لا يكون الهدف شيئًا ثابتًا وقد يتغير مع الوقت، لكن المهم أن يكون لديك ما تسعى إليه، فالفراغ الذي تطفو فيه ووقتك الذي يمضي بلا قيمة وعلى روتينٍ واحد قد يمنعك من المرونة مستقبلًا، واستقبال الجديد بسعة صدر.
الاهتمام بنفسك
تعتبر المشاكل عذرًا سهلًا للتخلي عن احتياجتنا وإهمال أنفسنا؛ لذلك ساعد نفسك على تخطي الأزمات ودع مجالاً لراحتك النفسية لتزيل عنك التوتر والإرهاق بأي طريقةٍ كانت، سواء بأحلام اليقظة أو الاستماع لشيءٍ تحبه، فإن لم تستطع فلا تخجل من طلب المعونة والدعم من قريبٍ أو طبيب.
إن الاعتراف بالمشكلة جزء كبير لحلها، خذ وقتك للتأمل وممارسة الهوايات التي تحب. ما تمر به ليس النهاية؛ لذلك كن صديقًا لنفسك واجعل أكلك صحيًا، نم مبكرًا، احضر الدورات والندوات المتنوعة، شارك في أنديةٍ مختلفة وحافظ على لياقتك. وكما نعرف "العقل السليم في الجسم السليم".
عزّز من قدرتك في تخطي الصعاب، ابحث عن نقاط قوتك ونمّ قيمك الإيجابية، اكتب قائمة بما تحب في نفسك وبما تجيده ليكون مرجعًا يزيد من ثقتك بنفسك.
في الختام، هكذا خُلقت الحياة. نفرح يومًا ونحزن في يومٍ آخر. وكما قال الله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كَبَد} وربما من بدائع الله أنه لم يخلقها على نمطٍ واحدٍ حتى نستشعر طعم الفرح بعد الحزن، الشبع بعد الجوع، الراحة بعد الألم، النجاح بعد الفشل.