لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لا يكاد يوجد اليوم إنسان لم يسمع أو يشاهد الأنمي الياباني، فقد أصبحت شائعة في مختلف الدول، مجانية ومتوفرة بمختلف اللغات. ولهذه الأنميات إيجابيات وسلبيات قد لا ينتبه إليها ولا يفكر بها كثير من الناس، وفي السطور الآتية بعض الأمور السلبية والإيجابية التي وجدتها في عالم الأنميات.
سلبيات الأنمي
لقد بدأت بذكر السلبيات، لأنني لم أكد أرى اليوم من يتحدث عن الجانب السلبي لها إلا القليل.
أ – تضييع الوقت
كثير من الأنميات لا تكون إلا مضيعةً للوقت، ومهدرة للعمر الذي يمكن أن يقضى بعمل أمورٍ عظيمة. ومثل هذه الأنميات غالبًا تعرف بمشاهدة بعض الحلقات حيث يستنتج المشاهد العاقل أن الأنمي لا يحوي قيمة قد تضيف لحياته شيئًا، ورغم ذلك يستمر بالمشاهدة ولا يبالي. بل إن بعض الأنميات جيدة فعلًا ولكنها طويلة جدًا، من الممكن أن يُستثمر هذا الوقت في أمورٍ تقدم للمُشاهد الفائدة. إن الوقت هدية من الله ونعمة أغلى من المال، فالمال يمكن أن يحصل عليه إذا ضاع، أما الوقت فلا؛ لذلك احذر في ماذا تصرف وقتك لأنك ستُسأل عنه.
ب – المشاهد غير اللائقة
لا يخفى على المُشاهد الكيس وجود كثير من الأنميات التي لديها كثير من المتابعين، رغم أنها مليئة بالصور القبيحة التي تهدم الأخلاق وتضر بالحياء الفطري لدى الإنسان.
ج – القيم الهدّامة
بعض الأنميات تحوي قيمًا وأفكارًا غريبة، لا تناسب مجتمعاتنا ولا ديننا الإسلامي، وقد يقال بأنه من المهم في هذا العصر الانفتاح العقلي والفكري، وهذا صحيح تمامًا، ولكن الانفتاح يجب أن يكون في المكان الصحيح، وباتجاه الأمور الصحيحة التي تزيدها رقيًا وتدفعنا إلى الأمام، وليس القيم الغريبة والهدّامة والأمور الشركية وغيرها من الأفكار التي تمتلئ بها بعض الأنميات.
إيجابيات الأنمي
طبعًا لكل شيء إيجابيات وسلبيات، فليس هنالك ما هو سيئ بالكامل، والعكس صحيح، وللأنمي إيجابيات كثيرة أنا شخصيًا استفدت منها.
أ – القيم العظيمة
إن كنتُ ذكرتُ وجود القيم الهدامة في بعض الأنميات، فهناك أنميات أخرى بها قيم عظيمة يحتاج إليها الإنسان في حياته، ومشاهدتها باستمرار يمكن أن تؤثر في عقليته وشخصيته، وقد يجتمع النوعان في نفس الأنمي! ومن هذه القيم: الصداقة، والتي تبرز باستمرار في كثير من الأنميات بشكلٍ واضح ومؤثر. ومثل قيم الوفاء بالعهد، والشجاعة وغير ذلك.
ب – المتعة
بإمكان المتعة أن تُنتج فائدةً بلا شك إذا كانت مقنّنة وبالطريقة الصحيحة وفي الوقت الصحيح. فالأنميات تستطيع أن تكون نوعًا من مكافأة النفس بعد يومٍ متعبٍ طويل! وتستطيع أن تكون نوعًا من الاسترخاء العقلي والذهني، وطريقة للراحة مباحة ما دام الأنمي محترمًا وليس فيه ما يجعله خطرًا.
ج – توسيع الخيال
هناك أنميات كثيرة تحوي أفكارًا عظيمة، وتدل على خيالٍ خصبٍ للكاتب، وللمنتجين والممثلين ومن لهم علاقة بإنشاء الأنمي، مثل أنمي ون بيس، أو نفرلاند الموعودة، وغيرهما. فبالنسبة لي كان ون بيس من أكثر الأنميات التي جعلتني أذهل بالعالم الكامل الجديد الذي صنعه الكاتب بعقله وجعلنا نعيش فيه ونستمتع به. وفي المقابل، فإن الأنميات والبرامج التلفزيونية بشكلٍ عام إذا شاهدها الأطفال الصغار فقد يضر هذا بخيالهم ونشأتهم الصحية، لأنهم يكونون في السن الذي يحتاجون فيه إلى الحركة واللعب وليس التسمّر أمام الشاشة.
د – ازدهار اللغة العربية
قد يبدو هذا غريبًا، ولكن لا ننسى -وخاصةً جيلنا الحالي الذي نشأ على سبيستون- أن لتلك الكرتونيات (الأنميات) البريئة الرائعة التي كنا نشاهدها الأثر الواضح في لساننا ولغتنا العربية ولو قليلًا، حيث كانت تُقَدَّم إلينا كأطفال باللغة العربية الفصحى، ومن المريح حقًا أن الأنميات حينها كانت تُصَفَّى وتُنَقَّى لتكون مناسبةً لنا.
رغم أن هذا قد أدى بسبيستون إلى بعض التحريف الغير مقبول في بعض الأنميات، إلا أن جهدهم مشكور فيما بذلوه، ولو أن أطفالنا اليوم رغبوا بمشاهدة الرسوم المتحركة، لفضّل الكثير منا أن يشاهد الأطفال تلك الأنميات القديمة على الحالية الجديدة، بسبب ما ذكرتُ من مميزاتها.
هـ – فرصة لبعض الوظائف المحتملة
نعم! فالأنمي الواحد يعمل على إخراجه وإنتاجه أشخاص كثر، بدءًا بالمانجاكا (المؤلف) والاستوديو الذي يحول هذه المانجا إلى رسومٍ حية، ويشارك في ذلك الممثلين الصوتيين، والمخرجين، والرسامين، وغيرهم. ويمكن لبعض منا أن يتقن اللغة اليابانية مثلًا ويمتلك بعض المواهب فيشارك معهم فيما يقدمونه، أو حتى يفعل ذلك بلغته الأصلية لتخرج لنا أنميات جديدة بأفكارٍ جديدة ولغةٍ جديدة غير اليابانية.
هذه بعض السلبيات والإيجابيات التي استطعت ذكرها عن الأنميات، وربما انحزت قليلًا إلى صف الأنميات لكوني ممن يحبون بعض الأنميات الأسطورية كثيرًا، مثل ون بيس، وكونان. ويبقى الاختيار للإنسان المشاهد أن يتقي الله فيما يشاهد، ويحفظ وقته، ويستمتع وقت الاستمتاع، ويعمل وقت العمل، ويحفظ سمعه وبصره عما لا يليق.