Loading Offers..
100 100 100

زوجي العزيز مَن أنت: هل قرّبت كورونا المتزوجين من بعضهم البعض؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

زوجي العزيز من أنت؟ سؤال يبدو للوهلة الأولى مقبولًا أن تطرحه امرأة تعاني من فقدان الذاكرة المؤقت فكأنها تقول من هذا الرجل القابع في المنزل منذ شهر يتحرك كالديناصور ويأكل كوحيد القرن وينام كالكوالا ويغضب كالطفل؟

هل هذا هو الزوج الذي تزوجته من سنة أو سنوات؟ هل هو الرجل الذي اخترته كشريك للحياة؟ من هذا الكائن الغريب؟ إنها للأسف كالكوميديا السوداء الساخرة التي تصور الأوضاع الخطيرة والجدية والمؤلمة بطريقة هزلية ساخرة في مسرحيات برنارد شو.

نعم، ليس هو الزوج الذي تزوجته ولا اخترتيه، فقد تغيّر على مدار العمر وطول فترة الألفة والاعتياد حتى ظنت من روتين الحياة أنه كذلك لا يتغير كحال الجميع، نأكل وننام ونعمل ونتنزه، ثم نعود فنأكل وننام ونعمل ونتنزه وهكذا كل أسبوع. بل تغيرنا مع الحياة وتغير الناس والمجتمع والكون من حولنا، فالتغيير هو الحقيقة التي تظهر كل يوم للبشر من تعاقب الليل والنهار وتغير الفصول السنوية ومن شفاء المريض وموت الحي وولادة الطفل الجنين.

[لماذا يسهل خداعنا؟ وكيف نحمي أنفسنا؟]

في زحمة الحياة اليومية فقدنا معنى الانتباه الحقيقي للمقربين، المعرفة الحقيقية بمن نحب، التتبع للتفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في العلاقات الإنسانية. يشغل تفكيري بل ولعل تفكير كثيرين ممن يعملون في مجال العلاج النفسي والصحة النفسية ما يدور في عقول ونفوس الناس في أزمة كورونا. ليس فقط في أثناء حصول الأزمة كما نعيش الآن، بل في الحقيقة في العواقب المتراكمة على الأزمة من ناحية نفسية واجتماعية ومجتمعية، والتأثيرات النفسية المهولة التي يمكن أن تنعكس على إحصائيات الطلاق والزواج ونسب الاعتداءات اللفظية والجسدية بين الأزواج.

مما حدا بالحكومة التركية على سبيل المثال بإنشاء أو السعي في إنشاء المجلس الأعلى الاجتماعي بسبب اطراد حالات الاعتداء في البيوت في فترة الحجر أو العزل الصحي بسبب (كوفيد-19).

لماذا لم يفهم الإنسان نفسه أو يحاول؟

ولماذا لم يفهم الطرف الآخر أو يحاول؟ تحولت العلاقات الإنسانية إلى مرتع خصيب لقلة الفهم وسوء الظن، فلا هو فهمها ولا هي فهمته ولم يستوعبا معًا تلكم الظروف الاستثنائية التي تدفع الإنسان السوي في بعض الأوقات إلى سلوكيات غير مقبولة. فالظرف الاستثنائي يستلزم سلوكًا استثنائيًا ومواقف مختلفة عن الأوضاع الطبيعية.

7 مفاهيم يحتاجها المتزوجون  [قراءة في كتاب كيف يفسد الرجال علاقاتهم الزوجية]

فقد ضاق صدر الجميع، واختنق الكثيرون، وليس ثَمَّ متسعٌ للمساحات الخاصة في فترات العزل والحجر، فأصبح كل واحد منهما يسمع الآخر حال تحدثه في الهاتف مع الآخرين ويتعجب من التعبيرات والألفاظ والجمل والتراكيب التي يطلقها كل واحد ويسأل أهذه زوجتي؟ أهذا زوجي؟ أصبح يتعرف على غالب تفاصيل حياة البيت اليومية بمزيد من التدقيق والتتبع والنقد، وأصبحت تراه كسولًا غريبًا أكولًا نهمًا لا يتوقف عن التذمر والطلب.

هما في الأصل وفي الأوقات العادية لم يفهم كل واحد منهما صاحبه ولم يلتفت للتغيرات الحاصلة في حياة الطرف الآخر والتي تحدث دون وعي منا ولا حتى إدراك في بعض الأحيان لأننا نتغير كما الكون يتغير، فكيف بالظروف الاستثنائية والأوضاع غير المعتادة. سيزيد الصدام وتشتد الخلافات وتتعمق اختلافات التضاد التي تؤدي إلى اتساع رقعة الفجوة بينهما.

هما في الأصل لم يلتفتا إلى الفروق بينهما، ليس فقط في عادات الأكل والشرب والنوم، بل في طرق التفكير ووسائل التعبير عن المشاعر بصفة عامة. هما لم يتعرفا على بعضهما في الحقيقة، إنما توهما الحب قبل الزواج فتزوجا، فإذا بالحياة تطيح بهما يمنة ويسرة ومع وجود الأطفال تزداد العلاقة تعقيدًا وعمقًا، فلما أتى الظرف الاستثنائي ظهر منهما ما لم يتوقعه الآخر، وهنا بدأ الصدام!

[كيف تصبحين امرأة يخاف الرجل أن يخسرها؟]

ليست أزمة كورونا يا سادة!

بل هي أزمة الفهم، والوعي، والانتباه للسؤال الحقيقي والأكيد الذي ينبغي أن يطرحه كل عاقل على نفسه قبل أن يفعل أي شيء ومنه الزواج إنه سؤال (لماذا؟) ولذا قال علماء النفس اسأل نفسك دومًا لمَ بدأت؟ لماذا شرعت في هذا العمل؟ لماذا قررت كذا؟ أو لماذا وافقت على فلان ولم توافق على فلان؟

إنما يتغير الناس وإنما تظهر هذه التغييرات في المواقف الاستثنائية، صحيح أنه ينبغي أن نلتمس العذر لبعضنا بعضًا، لكن من المهم أن نبادر الآن والآن وفورًا بإعادة التعرف على بعض وإدراك نقاط التغير الحاصلة في حياة كل طرف من أطراف العلاقة الزوجية. من أنت يا زوجي؟ أهذه أنت يا زوجتي؟

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..