Loading Offers..
100 100 100

دور المسلم في عصره ورسالته المرجوة في فكر “مالك بن نبي”

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين” هو كتاب للمفكر “مالك بن نبي” لخصت فيه محاضرتين ألقاهما الأستاذ -رحمه الله-.

لماذا الثلث الأخير من القرن العشرين بالذات؟

يقول “ابن نبي” في مستهله للكتاب أن لحصره رسالة المسلم المرجوة في هذه الحقبة الزمنية بالذات سببان:

  • الأول: باعتباره القرن الذي تحققت فيه تغييرات جذرية رسمت للإنسانية نقطة اللارجوع على محور الزمن.
  • الثاني: لأنه القرن الذي سجلت فيه أحداث كبرى غيرت ملامح المجتمعات الإنسانية، سواء أكان في المجال العلمي أو النفسي أو في المجال الأخلاقي والديني، فالثلث الأخير في نظره هو الفترة من التاريخ التي تتجمع فيها كل روافد التاريخ بكل نتائجها النفسية والاجتماعية والسياسية والعلمية وكل التغيرات المترتبة على هذه النتائج.

ويضيف “ابن نبي” -رحمه الله-:

إن دور المسلم في هذه الحقبة استثنائي، ولكي تتبين طبيعة دوره يجب أولا مراجعة بعض السمات التي خصت هذه الفترة الزمنية على مستوى المحورين اللذين يعيشان في هذا العالم وهما المحور المتحضر والذي يتمثل في محور (واشنطن – موسكو) والمحور الثاني الذي يخص العالم الإسلامي أيْ: محور (طنجة -جاكرتا)

1.محور “واشنطن -موسكو” والتغيرات  الحاصلة فيه:

يبدأ “ابن نبي” بالتحدث عن محور (واشنطن – موسكو) باعتباره يمثل محور الحضارة والقوة والعلم، فيتساءل عن التغيرات التي طرأت على هذا المحور خلال القرن العشرين والتي مست الناحية الثقافية والنفسية بدرجة كبيرة، ويقول في هذا الصدد: إن شعوب العالم المتحضر جميعا بدأ يتسلط عليها شعور نفاذ رصيدها الثقافي الذي تعود جذوره إلى القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وفقدت بذلك مسوغاتها الثقافية الموروثة من أجدادها والذي جعلها تتخبط في قلق مستمر وحيرة وتيهٍ.

ويضيف القول بأن في هذا العالم المتحضر يلاحظ أنه بقدر ما كانت تتحقق الاكتشافات العلمية الكبرى بوصولها إلى نتائجها المرجوة، بقدر ما كانت تترك صداها على المجال النفسي وتأثيره على التطور الروحي.

مصير الشعوب التي فقدت مسوغاتها الثقافية

عندما تفقد الشعوب مسوغاتها الثقافية القديمة فلا بد لها من البحث عن عمليات تعويض وهذا ما فشل فيه العالم المتحضر اليوم، وما ترتب عليه من عواقب وخيمة كمظاهر الانتحار مثلا رغم اكتفاء الضمانات الاجتماعية، أي: بمعنى أنه رغم وصول البطون الى درجة الشبع المفرط إلا أن الأرواح أصبحت متطلعة تركض وراء شيء ما لا تدري ما هو بالضبط، لدرجة جعلها تصل إلى نقطة فقدت فيها الإحساس بالمروءة وفضلت فيها الاستقالة من الحياة بصورة نهائية بأساليب أخرى غير الانتحار كونه يتطلب شجاعة كبيرة.

فسلكت طريق الموبقات والتدهور الأخلاقي وطريق الإدمان للمخدرات، فأصبح بذلك مجتمعه مهددًا بالخراب لأن قاعدته الاجتماعية المتمثلة بشبابه آلت الى الانهيار، وهذا يفسر بأن الهوة بين الواقع الطبيعي الإنساني الذي ورثته شعوب العالم المتحضر عن أجدادها وبين واقعه الثقافي اليوم في اتساع مستمر لأن الشباب أصبح بين فكرة لا يستطيع التخلص منها لأنها مسجلة في طينته البشرية وواقع ثقافي لا يقدم له مسوغات ولا يعطيه بديلا عن مسوغاته التقليدية المفقودة.

ويذكرنا “مالك بن نبي” بأنه من الوجوب أن ينتهي التاريخ في نقطة ما كي يتجدد من نقطة جديدة.

2.محور “طنجة -جاكرتا” ودور المسلم فيه:

ينتقل بنا “ابن نبي” -رحمه الله- إلى العالم الإسلامي، فيسترسل في القول بأنه يجب إعادة النظر في موقف المسلم في هذا الثلث الأخير من القرن العشرين، ويرى أن دور المسلم ما زال معطلا و مؤجلا لذا فبادئ البدء يجب عليه أن يفكر أولا في كيفية سيره في اتجاه التاريخ وذلك من خلال معرفته لطريقة استغلاله للظروف السانحة التي تتهيأ له على المحورين: محور (واشنطن – موسكو) الذي فقد المسوغات التقليدية والذي ينتظر مسوغات جديدة، والمحور الذي أشار إليه الله -عزّ وجل- في الآية الكريمة [هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ].

ومنه فإننا عندما نتساءل عن كيفية قيام المسلم بدوره في اتجاه تحقيق معنى الآية الكريمة فعليه أولا أن يتصور طبقات لضرورات داخلية من إنشاء وتشييد وضرورات خارجية من اتصال إشعاع مع الخارج، وبعدها تتسنى لنا الإجابة آليًّا بالقول أن المسلم يجب عليه أن يرفع من مستواه رفعًا يستطيع معه فعلًا القيام برسالته، عندها فقط يصبح قادرًا على بلوغ قيم الفضيلة الإسلامية وبالتالي يروي هضاب الحضارة المتعطشة بالهدى والحقيقة الإسلامية.

الإنسانية بشطريها تعاني من الأزمة الأخلاقية، وباعتبار المسلمين بشرًا يشاطرون البشرية أجمع فإن رسالتهم تتطلب إنقاذ أنفسهم وإنقاذ الآخرين.

 منهج رسالة المسلم إلى العالم، ماذا يجب؟

لكي يتحقق التغيير في محيطنا يجب أن يتحقق أولًا في أنفسنا وإذا كان منهج رسالة المسلم يقتضي ذلك فعلى المسلم أن يحقق بمفرده شروطًا ثلاثة:

1. أن يعرف نفسه.

2. أن يعرف الآخرين ولا يتعالى عليهم وألا يتجاهلهم، فلا يجوز للمسلم أن يجهل ما في نفوس الآخرين ولا أن يتسامى عليهم.

3. أن يعرف الآخرين بنفسه ويريهم الجانب المحبب الذي يمثله مسلم ما بعد التنقية والتصفية من كل رواسب الاستعمار وقابلية الاستعمار.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..