Loading Offers..
100 100 100

ماذا تعرف عن القوانين الكونية في حياة البشر؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

القوانين الكونية هي تلك القوانين التي وضعها خالق الكون لتحكم جميع المخلوقات، وهو نظام ثابت لا يتغير ولا يتبدل، الليل والنهار، الشمس والقمر، النجوم والكواكب، المجموعة الشمسية، دوران الأرض حول نفسها والذي يصنع الليل والنهار، ودورانها في نفس الوقت والذي يصنع الفصول الأربعة (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) الكل يسير ضمن نظام ثابت لا ينحرف عنه مخلوق.وضمن هذا النظام الثابت والقوانين التي تحكم الكون يأتي الإنسان وهو خلق من هذه المخلوقات وضعت له قوانين تحكم حياته، فالبشر جميعًا ينتظمون تحت هذه القوانين التي تعرف بـ "السنن الكونية"، وهي ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، تجري عليهم جميعًا، وتتكرر في حياة البشر على مر العصور، يخضعون لها في حياتهم وسلوكهم وتصرفاتهم، وتترتب عليها النتائج من نصر أو هزيمة أو قوة أو ضعف، وغير ذلك.تعالوا نتعرف على: خصائص هذه القوانين التي تحكم البشر، وعلى أمثلة لهذه القوانين، ومدى أهمية دراسة هذه القوانين في مسيرة حياة الفرد والشعوب.

أولًا: خصائص القوانين الكونية

1- الثبات: هذه القوانين ثابتة غير قابلة للتغير أو التبدل، وضعت لتحكم الأمم، وهي قوانين صارمة تشبه القوانين الرياضية (مدخلات – مخرجات) و(أسباب – نتائج) فالحياة لا تجري عبثًا دون ضوابط ومعايير، وهذه القوانين هي التي تحدد –مثلًا- عوامل النهضة ودورية الحضارات، كما تحدد عوامل السقوط، ولابن خلدون -رائد علم الاجتماع- نظريات في دراسة هذه القوانين مثل: (النظرية الاجتماعية – النظرية الاقتصادية – نظرية الدولة – نظرية العصبية) بخلاف نظريته في قيام الحضارات وسقوطها.2- العموم: فهي تَعُمّ كل البشر دون تمييز أو محاباة ولا يملك إنسان الخروج عنها، ولا تفرق بين المؤمن والكافر (بخلاف القوانين الدينية) فقانون النصر -مثلًا- له ضوابط ومعايير لا تجامل أحدًا ولا تحابيه، من أخذ بأسباب النصر انتصر، سواء كان فردًا أو جماعةً، ومن تركها انهزم، وللنهضة قانون وللتخلف قانون، لكل شيء في حياتنا قانون ينظمه.3- الاطراد: وهو التكرار، وهذا يعني أنها تتكرر في أي ظرف توفرت فيه مقومات ظهورها من زمان ومكان وأشخاص وأفكار، يقول الفيلسوف الألماني "هيجل": (إن كل الأحداث الكبرى والشخصيات التاريخية تتكرَّر مرَّتين) فقد تتكرر الأحداث التاريخية وكذلك الشخصيات، حتى كأنك وأنت تطالع بعض الأحداث التاريخية تظن أنك تشاهد فيلمًا مُعادًا.

ثانيًا: أمثلة من القوانين الكونية

1- التدافع: وهو الصراع الذي يحدث –مثلًا- بين الحق والباطل وبين الإفساد والإصلاح، فالباطل يُدْفَع بالحق، والفساد يُدْفَع بالإصلاح، (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) فلا يبقى البشر على حالهم ولا يُترَكون هكذا، ولا يخلو زمان من وجود هذا الصراع، وهذا يشبه قانون "نيوتن" للحركة: (كل فعل له رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه) وهذا الصراع ضروري لحفظ حياة البشر متوازنةً.2- الإصلاح: وهو الذي يحفظ التوازن في حياة البشر، فإذا اختل هذا الميزان فسدت الحياة، فلا يخلو عصر من المصلحين مثل: الأنبياء والمرسلين والعلماء وأصحاب المذاهب الإصلاحية (كل تيار فساد يقابله تيار للإصلاح) وباستمرار وجود المصلحين في حياة البشر فإن قوانين الحياة تقضي بعدم هلاكهم.3- التغيير: وهو سنة من سنن الحياة، لكن لا يتغير حالهم من الراحة والرضا إلى التعب والمشقة حتى يغيروا ما بأنفسهم وينحرفوا عن قوانين الحياة، لا يتغير شيء في حياة البشر -على المستويين: العام والخاص- طالما حافظوا على قوانين الحياة (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

ثالثا: أهمية دراسة قوانين الحياة

  1. تحليل الأحداث ودراسة ما حدث للأمم والحضارات على مدار التاريخ في الماضي البعيد والقريب فرصة لاستخلاص العبر والدروس.
  2. فهم التاريخ ودراسة أحوال الأمم وصراع الحضارات وما آلت إليه بعضها والتفكك والسقوط وعوامل ذلك، كل هذا يكون عن طريق فهم القوانين التي تنظم حياتها.
  3. استشراف المستقبل ووضع تصور لحياتنا على مستوى العلاقات بين الأفراد والشعوب.
  4. تقييم الواقع، ومعرفة ما يحقق الاستقرار والرخاء وما يحقق الجهل والمرض.
  5. تحقيق النصر والتقدم في الحياة عن طريق الأخذ بأسباب ذلك.
  6. الاتعاظ من الأقوام السابقين وما حدث لهم، وإذا تتبع الإنسان هذه القوانين حصلت له الفائدة العظيمة.
  7. تعظيم قَدْر الله في قلوب المؤمنين، ومعرفة قدرة الله وقدره.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..