لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
من (1986م) إلى (2011م)، قدمت “أوبرا وينفري” برنامجها التلفزيوني (أوبرا وينفري). كان البرنامج الحواري الأعلى تقييمًا على الإطلاق، ومألوفًا تقريبًا لأي شخص كان يمتلك جهاز تلفزيون في أمريكا الشمالية في ذلك الوقت. طوال الثمانينيات والتسعينيات، بَنَتْ أوبرا علامة تجارية امتدت إلى ما هو أبعد من شاشة التلفزيون. وصلت للنجومية وأصبحت مليارديرة، وحازت وسام الحرية الرئاسي. وأثناء انشغالها بالعمل على تحقيق بقية إنجازاتها العالمية، اعتمدت أوبرا على عادة بسيطة: كتابة اليوميات.
عادة الناجحين
اليوميات هي ببساطة التفكير في حياتك وكتابتها، ولكن على الرغم من بساطتها، لعبت المفكرة اليومية دورًا رئيسيًّا في الحياة المهنية للعديد من الأشخاص، معلوم وبديهي أن كتابة اليوميات تُعَدّ عادةً مفضلَّة لدى العديد من الكتاب، من “مارك توين” إلى “فيرجينيا وولف” و “فرانسيس بيكون” إلى “جوان ديديون” و “جون شيفر” إلى “فلاديمير نابوكوف”، إذ نادرًا ما كانت مذكراتهم تفارقهم، ادعت “سوزان سونتاغ” ذات مرة أن مذكراتها هي التي “خلقت نفسها”.
تم استخدام اليوميات من قبل عشرات من المفكرين والمخترعين البارعين. “تشارلز داروين”، “ماري كوري”، “ليوناردو دافنشي”، “توماس أديسون” “ألبرت أينشتاين” وبالمثل، احتفظ القادة والسياسيون عبر التاريخ بمذكراتهم. أشخاص مثل “جورج واشنطن”، “ونستون تشرشل”، و”ماركوس أوريليوس”. حتى في عالم الرياضة، يعتمد الرياضيون مثل “كاتي ليديكي”، الحائزة على عدة ميداليات ذهبية، و”إيليود كيبتشوج”، حامل الرقم القياسي العالمي في الماراثون على اليوميات لتذكر التدريبات اليومية وتحسينها.
لماذا قضى الكثير من أعظم المفكرين في التاريخ وقتًا في كتابة يومياتهم؟ وما المنافع؟ ما يمكن أن تفعله كتابة اليوميات بالنسبة لك؟ فالحقيقة يمكن لأيّ شخص تقريبًا الاستفادة من إخراج أفكاره وتدوينها على الورق.
توفر المذكرات الفرصة لأخذ دروس من التجارب القديمة
فقراءة دفتر اليوميات القديم أشبه بقراءة كتاب عظيم للمرة الثانية، حيث ترى الماضي بطريقة مختلفة وتعيد قراءة قصة حياتك.
اليوميات تشحذ ذاكرتك
عندما كتبت “شيريل سترايد” كتابها المشهور “وايلد”، اعتمدت بشكل كبير على مذكراتها، وذكرت: “قدمت لي يومياتي الأجوبة على الأسئلة لمن؟ وماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ وأعطتني صورة صريحة وأصلية لنفسي لم أجد مثيلها في أي مكان آخر”.
من محاسن دفتر اليوميات قدرته على تجميد أفكارك وحفظها
سيغير الوقت شخصيتك وأفكارك دون أن تدرك ذلك، تتغير معتقداتنا ببطء مع اكتسابنا للخبرة، قد تكون رؤية صورة قديمة لنفسك أمرًا مثيرًا للاهتمام لأنها تذكرك بما أصبحت عليه، ولكن قراءة تدوينة قديمة في المذكرة أكثر إثارة للدهشة لأنها تذكرك بالطريقة التي فكرت بها في تلك اللحظة.
يومياتك تحفزك على الاستفادة القصوى من كل يوم
معرفة أن يومك سيتم تسجيله يجعلك ترغب في اتخاذ خيارات جيدة أو خيار واحد على الأقل قبل غروب الشمس، أجد نفسي أحيانًا أفكر، “أريد أن أحصل على شيء جيد لأكتبه الليلة”.
يومياتك تقدم دليلا على تقدمك.
كتابة جملة واحدة حول ما سار بشكل جيد اليوم يمنحك حافزًا قويًّا للنظر إليه عندما تشعر بالإحباط. عندما يمرّ يوم سيئ، قد يكون من السهل نسيان مدى التقدم الذي حققته، ولكن مع وجود يومياتك، نظرة واحدة على إنجازاتك السابقة كفيلة بمواساتك وإعطائك دليلًا على مدى النمو الذي حققته عبر الأشهر والسنوات.
بالطبع، على الرغم من الفوائد العديدة للتدوين، هناك مشكلة واحدة. يحب كثير من الناس فكرة كتابة اليوميات، لكن القليل منهم يلتزم بالفعل، يبدو رائعًا من الناحية النظرية، ولكن جعلها عادة أمر آخر، هنا نعود إلى قصة أوبرا وتحدي جعل اليوميات عادة.
في نوفمبر (2012م)، بعد اختتام مسيرتها التلفزيونية لمدة (25) عامًا، كتبت أوبرا :”لسنوات كنت أدافع عن قوة ومتعة الشعور بالامتنان، احتفظت بدفتر امتنان لمدة عشر سنوات كاملة دون فشل، ثم انشغلت بالحياة وغلبني جدول مواعيدي، مازلت أفتح مذكراتي في بعض الليالي، لكن عادة تدوين خمسة أشياء ممتنة لها كل يوم بدأت في التلاشي”.
قالت أوبرا : “تساءلت لماذا لم أَعُد أشعر بفرحة اللحظات البسيطة؟ منذ عام (1996م)، جمعت المزيد من الثروة، والمزيد من المسؤولية، والمزيد من الممتلكات، يبدو أن كل شيء قد نما بشكل كبير وسريع باستثناء سعادتي، كيف أصبحت مع كل الخيارات والفرص المتاحة لي واحدة من الأشخاص الذين ليس لديهم الوقت للشعور بالسعادة؟ لقد أصبحت دائمة الانشغال”.
يعرف معظم الناس أن كتابة اليوميات أمر مفيد، لكنهم لا يقررون أبدًا جعلها أولوية.
ما هي أبسط طريقة للالتزام بكتابة اليوميات؟
اعتباره أمرًا سهلًا وعدم تعقيده
لقد أمضيت بعض الوقت في التفكير في كيفية جعل كتابة اليوميات أمرًا سهلًا خلال العام الماضي. إليكم الحقيقة: لا توجد طريقة واحدة “صحيحة” للتدوين، يمكنك القيام بذلك أينما تريد وبأي طريقة تريدها، كل ما تحتاجه هو دفتر فارغ.
اكتب جملة واحدة في اليوم
الميزة الأساسية في كتابة جملة واحدة كل يوم هي أنها تجعل كتابة اليوميات أمرًا ممتعًا، من السهل أن تنجح في القيام بذلك وستشعر بالرضا في كل مرة تنتهي فيها من الكتابة فتستمر في العودة إليها.
إليك بعض الأمثلة على أنواع دفاتر اليوميات التي يمكنك اقتناؤها:
- ماذا حدث اليوم؟ (دفتر اليوميات)
- ما أنا ممتن له في هذا اليوم؟ (دفتر الامتنان)
- ما مهمتي الأكثر أهمية اليوم؟ (دفتر الإنتاجية)
- كيف نُمْت الليلة الماضية؟ (دفتر النوم)
- كيف أشعر اليوم؟ (دفتر المزاج)
يوجد (31) سطرا، سطِّر واحدًا لكل يوم في الشهر، هذا هو المكان الذي ستكتب فيه جملة واحدة كل يوم، لبدء عاداتك اليومية في الكتابة، كل ما عليك فعله هو تدوين بضع كلمات كل يوم، بمجرد اكتمال الشهر، يمكنك الرجوع إلى 31 سطرًا جميلًا في دفتر يومياتك.
لا تحتاج كتابة اليوميات إلى مجهود كبير، ما يهمّ هو أن تدوّن ذكرى جميلة كل يوم، وكما قالت “مادلين لانجل” مؤلفة كتاب “A Wrinkle in Time” “فقط اكتب القليل كل يوم”.