لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
منذ سنوات وأنا أستقبل كل عام جديد بقائمة من الأهداف والأحلام ومفكرة جديدة كنوعِ من شحذ الهمّة والتحفيز إلا أنني وفي نهاية العام -أقولها آسفةً ومُحرجة- لا أنجز شيئاً منها. تساءلت دوماً أين الخلل؟ لكني عُدت و ألصقت ذلك بالتكاسل وقلة الوقت والحظ وأعذارٍ أخرى. مع هذا لم أفكر بطريقة مختلفة هكذا واضَبتُ على قائمة العام الجديد أمنّي نفسي بأني سأنجح هذا العام. كنت أغُض الطرف عن العام المُنصرم وأمتنع عن الوقوف على الأخطاء وتحليلها ظناً مني أن هذا سيفتح باب جلد الذات والإحباط على مصراعيه. إلى أن شهد هذا العام تحولاً نسبياً. يقول ارنست همينغوي ” إذا عرفنا كيف فشلنا نفهم كيف ننجح”
كلما قلّت أهداف ازداد تركيزك
إن حماسنا مع بداية العام الجديد و تفاءلنا به يقودنا إلى وضع أهداف كثيرة متنوعة ومتفرعة ، ولا نُدرك حينها أننا بهذه الطريقة قد قدمنا لأنفسنا أفضل خطة مُحكمة لتشتيت الانتباه وهدم التركيز. تحديد أهداف لا تزيد عن خمسة -مثلاً- مع متابعة مستمرة بشكل يومي قد توصلك إلى إنجازها قبل نهاية العام ومن هنا يمكنك إضافة هدف آخر، الموضوع سيأخذ منحى أكثر متعة وتحدي. أن تنجز خمسة أهداف في العام أفضل من أن تكتب ١٥هدفاً و لا تنجز واحداً منها.
أكثر ما يقع فيه الآخرون هو الأهداف الضبابية
حاول أن يكون الهدف محدداً مثال: ” تطوير اللغة الإنجليزية ” هذا هدف ضبابي للغاية ولكن إن صُغته بشكل مختلف مثل: ” حفظ ١٥٠٠ كلمة إنجليزية ” ، هذا هدف واضح ومحدد ويمكنك العمل عليه بتركيز أكبر إنك هُنا تعلم من أين وكيف تبدأ .
هل تنجرف مع تيار الحياة؟
المتابعة الدورية تُشعرك بأهمية الوقت وكم من ساعات تَفلتت من بين يديك في غفلةٍ منك دون أن تُستغل، في كثير من الأحيان قد تصل الى نهاية العام و تُفاجأ بقراءة أهدافك في أول صفحة من المفكرة تتساءل: هل حقاً كتبتُ هذا ؟ إن عدم المتابعة بشكلِ دوري لا تُنسيك العمل على الهدف وحسب إنما قد تُنسيك وجوده من الأساس!
تابع أدائك يوماً بيوم ، إن إيقاع الحياة متسارع جداً ما يعني أننا لا بُد أن ننجرف مع المسؤوليات والمشكلات ومهامنا الروتينية، إن لم نقتطع بعض الوقت لنعلم أين نقف بالضبط والى أين نتّجه ، وذلك يكون بتقييم أدائنا بشكلِ يومي.
قد تجد كلمة تقييم مهنّية أكثر من اللازم إنما الأمر أكثر بساطة من تصورك ، قبل نومك بدقائق دوّن ما الذي أنجزته وما الذي أخفقت في إنجازه اليوم، يمكن أن تفعل ذلك في شكل إشارات حمراء وخضراء هكذا سوف تتكون لديك صورة شاملة عن أدائك الشهري بانتهاء الشهر، وسوف تسعد حينما تزدحم صفحة الشهر بالكثير من الإشارات التي تشعرك بتُخمة الإنجاز! ستُبهرك الخضراء بينما الحمراء توصل إليك رسالة مفادها “جيد أنا أحاول”.
ماذا حققتُ في أول شهر قيّمتُ فيه إنجازي بشكل يومي؟
1- لقد تمكنت من قراءة 7 كتب بينما لم أقرأ كتاباً واحداً طيلة العام الماضي!
2- تمكنت من قضاء ساعتين من الأنشطة واللعب بشكل يومي مع أطفالي.
3- أكملت دورتين عن بعد في مجالين مُختلفين .
4- أكملت قرابة الـ 15 ساعة من برنامج تدريبي على الانترنت.
5- حفظت 300 مفردة انجليزية جديدة.
6- أنهيت بعض التدريبات على الرسم وخرجتُ بلوحتين.
الانضباط الذاتي وأهميته لتحقيق الأهداف
أهم الحقائق حول تحديد الأهداف للوصول للنجاح
37 مثالا على الأهداف الشخصية التي يمكن أن تحددها لـ2020
كافئ نفسك
لذة الإنجاز رائعة مهما كان الإنجاز بسيطاً فلا مانع حينها من استقطاع بعض الوقت لتدليل النفس، اصنع لنفسك وقتاً لطيفاً، احظَ ببعض الاسترخاء , مشاهدة شيء تحبه , من الممكن أيضا أن تُكافئ نفسك بشراء ما قد رغبت به مسبقاً.
ما الذي يحفّزك ؟ للتفاصيل الصغيرة سحرها أيضا.
هل تشعر بأن شرارة الحماس تُلهب عواطفك بسماع قصص الناجحين مثلاً؟ افعل ذلك كلما خَمدت همّتك. هل قراءة اقتباسات المؤثرين والنُّخب الناجحة تدفعك بشدة للاستمرارية؟ اذاً ضع هذه الاقتباسات أمام عينك على جدار غرفتك أو مكتبك.
المشاركة تدفعك خطوة الى الأمام
شارك أصدقائك دوماً انجازاتك سوف تحظى بالتشجيع مرةً و بالتصويب مرّاتٍ أخرى ، قد يُلهمونك بأفكارهم وتجاربهم ، وقد يتقاسمون معك هذا الشغف. ” إن التركيز على ما نقوم به جيداً أفضل من التركيز على ما لا نستطيع أن نقوم به ” هاروكي موراكامي
أن تتحدى نفسك أمر رائع بلا شك، لكن المبالغة في الأهداف وجهل قدراتك تجعلك تحت سندان الضغط ومطرقة العقبات ، وجّه تركيزك إلى الأهداف الأنسب لمهاراتك والأقرب لشغفك وطوّرها و كُن صبوراً في ذلك – يمكنك رفع سقف الأهداف على المدى البعيد – بدلاً من تشتيت انتباهك لاتجاهٍ لا يتناسب مع وقتك أو ظرفك الحالي لتجد نفسك مُلقى على طريق الخيبة نهاية العام ناعتاً نفسك بالفشل، عزّز نقاط قوّتك.
هل تعتقد أن بداية العام هي الفرصة الوحيدة؟
قد يربط البعض إنجازه بالبدايات فقط عام ، شهر ، أسبوع لن أنكر أن للبدايات رونقُها، لكن هذا ليس المعيار الوحيد يمكنك أن تبدأ في أي وقت. أن تبدأ الآن أو حتى في آخر شهرٍ من العام ، إن بداية إنجازك ليست بداية العام الجديد إنما لحظة انطلاقك ذاتها في أي وقت كانت.