لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
بالطبع تأتي العائلة دائمًا أولًا، ولكن هناك أوقات تشعر فيها أن التعامل مع بعض أفراد عائلتك أمر مرهق على المستوى النفسي، وهو ما قد يدفعك إلى البعد أو التجاهل أو تجنب هؤلاء الأشخاص، وبالطبع قد يكون رد فعلك غريبا بالنسبة للآخرين، خاصة أنهم لا يتعرضون لنفس المضايقات أو لا تشغلهم مدى سوء معاملة هؤلاء الأفراد.
بالطبع الأمر مؤلم ومزعج بشكل كبير ولا شك أنه يشغل جزء كبير من تفكيرك وطاقتك، فأنت تعرف من داخلك أنك لا تستحق تلك المعاملة، وأنه لا داع أبدًا لمثل هذه المعاملة السيئة والسخيفة، ومن هنا سأناقش معك بعض الأمور التي تكشف لك إذا ما كان لديك بالفعل أحد هؤلاء الأشخاص السيئين أم لا..
إليك أكثر العلامات شيوعًا في المعاملة السيئة
أولًا: السيطرة
يحب الأشخاص السيئون أن يقحموا آرائهم في كل شيء يخص حياتك، كيف تنفق أموالك، ومن تصادق، وماذا تفعل في يومك، كل هذا تحت مسمى “أنا أعتني بك” ولكن الهدف الأساسي هو أن يكونوا أصحاب القرار في حياتك، خاصة تلك القرارات التي تتعلق بك وحدك.
ثانيًا: التنافسية
لديهم رغبة مستمرة في التفوق على كل من حولهم بكل طريقة ممكنة، يشعرون بالغيرة من نجاحك، ويحاولون دائمًا أن يذكروك بأخطائك وأن يستعرضوها طوال الوقت أمام الآخرين.
ثالثًا: التهديد
يستخدمون الابتزاز والتهديد المستمر من أجل السيطرة عليك وإشعارك أن لا سبيل لك ولحياتك بدونهم.
رابعًا: القسوة
لا مشكلة أبدًا لديهم في قول أو فعل الأمور القاسية دون النظر إلى ما قد يفعله ذلك بمشاعرك أو ما قد يكون تأثير ذلك عليك.
خامسًا: فرض الخيارات
يضعك الأفراد من هذا النوع في مواقف صعبة دائمًا، كأن يجعلونك تختار بين أمرين أصعب من بعضهم، قد تشعر حينها بأنهم يكرهونك على هذا الاختيار فقط ليضعوك في شعور الكرب ويفرضوا عليك الخوف.
سادسًا: تجاهل الأخطاء
حين يحدث موقف سيء أو تخطئ في أمر ما فمن الطبيعي أنك حين تدرك خطأك تذهب لتعتذر لمن أسأت إليه، نعم يحدث هذا مع الأشخاص الأسوياء، أما مع غير الأسوياء فلا بأس أبدًا من ترك المواقف معلقة، ترك الأشخاص حتى ينسون المواقف السيئة دون الالتفات إلى أن هذه المواقف تترك رواسب في نفوس الناس ولا تنتهي أبدًا إلا إن تم مناقشتها والتحدث حولها والانتهاء منها.
سابعًا: الأموال
القضايا المالية في الأسر غالبًا ما تكون مصدر للصعوبات والمشكلات، ولكن إن كان الأمر يحكمه الحب والتآخي لا تحدث هذه المتاعب، أما إن كان هناك طرف سلبي فدائمًا ما ستجد تعقيدات مالية أنت في غنى عنها، سواء كان بمحاولة هذا الشخص استغلال كل من حوله ماديًا، أو ادعاء الفقر طوال الوقت، أو فقط بتجاهل هذا الفرض ما عليه من واجبات مادية، وكلها أمور مزعجة وتتسبب في الكثير من المشكلات.
ثامنُا: افتقار المرونة
بين أفراد الأسرة هناك الكثير من الأمور العالقة والتي يجب أن يكون الجميع على استعداد للتعامل معها ببعض المرونة وعدم التشبث بالمواقف أو المواقع، أحيانًا تحتاج العلاقات إلى بعض التغافل أو التجاهل، لدى بعض الأشخاص هذه الأمور لا يمكن أن تتحقق أبدًا، فهناك أشخاص كل أمر يتعلق بهم صعب ومعقد ويجعل الجميع يشعرون بعدم الارتياح.
(7) أشياء تذكرهم حين يصدر الناس أحكامهم عليك
الغضب وحش قاتل! 12 نصيحة لتسيطر على غضبك
الآن بعد أن استعرضنا أهم سمات هؤلاء الأشخاص حان الوقت لنتناول أهم استراتيجية للتعامل معهم بطريقة عميلة لا تسبب لنا أي أذى أو مضايقات..
كيف تتعامل مع أفراد أسرتك السيئين؟
حسنًا؛ دعني أخبرك أنني سألت نفسي هذا السؤال مئات المرات، وحاولت مع هؤلاء الأشخاص مئات المرات، ولكني في النهاية توصلت إلى حقيقة واحدة وأقنعت نفسي بها كي لا أرهق نفسي وقلبي، وهذه الحقيقة هي ” ليس جميع البشر قابلون للإصلاح” هناك دائمًا أفراد سيبقون على حالهم ولن يروا أبدًا أنهم يخطئون في حق الآخرين، بل على العكس يعيشون دائمًا حالة الضحية.
أو يعتقدون أن سلوكياتهم السيئة تجعلهم في مركز السيطرة والقيادة، هؤلاء الأشخاص لا أمل لديهم إلا بالعلاج النفسي، ولكننا لسنا أطباء نفسيون لكي نحسن التعامل معهم لذا سأخبرك بطريقتي الشخصية التي أتعامل بها مع هؤلاء..
- في البداية يجب أن تقنع نفسك أن هذا الشخص مريض، وأن مرضه يدفعه للقيام بهذه الأمور.
- حين تقنع نفسك بالنقطة السابقة ستبدأ في التعامل مع تصرفات هذا الشخص بطريقة أقل تأثرًا، بل قد تشعر أحيانًا بالتعاطف تجاه هذا الشخص.
- بعدها يجب أن تقرر الحدود التي تريدها في هذه العلاقة، لا تسمح لهذا الشخص أن يفرض سيطرته عليك سواء بسلوكياته أو تصرفاته أو حتى بصوته المرتفع.
- أحيانًا لا مفر من العلاقات السيئة سوى بالتجاهل، فالتجاهل يعيد للأشخاص حجمهم الحقيقي.
- لا تبادر بالعتاب أبدًا، لأن غالبًا هؤلاء الأشخاص لا يعترفون بأخطائهم بالتالي إن بدأت أنت بالعتاب سيشعر بسطوته عليك.
- أعمل على تطوير نفسك باستمرار بدون النظر أو الاهتمام برأي الآخرين، أنت تطور نفسك لنفسك وليس للآخرين، لذا لا تضع غيرك نصب عينيك ولا تهتم بشخص أخر سواك.
- إن كنت تشعر أن ما عشته في حياتك مع هؤلاء الأشخاص سبب لك ضرر نفسي، فلا بأس أبدًا بالاستعانة بمتخصص- عن نفسي أفضل المعالج النفسي- وذلك لكي يساعدك لتخرج من هذه الدائرة السلبية وتنظر لنفسك بطريقة مختلفة.
أخيرًا.. نحن لسنا أسرى لأسرنا أو للأشخاص السيئين منهم، وكما قال عمر بن الخطاب ” اعتزل ما يؤذيك” لا أطالبك بقطع رحمك، ولكني أذكرك أن صحتك النفسية أهم من أي شخص في حياتك، لذا اسع دائمًا للوصول إلى الراحة والسلام النفسي حتى لو بتحجيم كافة علاقاتك.